الموضوع: أثر المحبوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 04 / 2012, 32 : 08 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أثر المحبوب


الإنسان خليط من المشاعر المختلفة التي تطغى وتظهر حسب الظروف التي يعيشها في ذلك الوقت، ويكون لتلك المشاعر انعكاسات مهمة على نفسيته وعلى تعامله مع الآخرين.
وهذا ما يمكن أن نلاحظه عندما نشعر بالحزن فينعكس ذلك على تعاملنا مع الغير ونظرتنا للأشياء فتجدنا قد نصبح في هذه الحالة أكثر حدة، ونشعر بأن اللون القاتم هو الغالب على كل الأشياء التي نراها.
وبعكس ذلك، فإننا نلاحظ أنه عندما تنتابنا مشاعر السرور فإن هذه المشاعر ستمنح كل شيء أمامنا اللون الوردي وبقية الألوان الجميلة، وسنلاحظ أن كل شيء تقريباً يظهر بصورة أجمل مما تعودنا أن نراه عليها، كما أن تسامحنا حينئذ يكون أكثر من أي وقت آخر.

ومما سبق يتبين لنا التأثير الكبير الذي تتركه هذه المشاعر علينا، حيث تتحكم كثيراً في نظرتنا للأشياء وقد تتحكم أيضاً في تصرفاتنا، فالمشاعر الجميلة تجعلنا نشعر بسعادة كبرى، بينما يحدث المردود المناقض نتيجة للمشاعر الحزينة والغاضبة.
وكما هو معروف فإن من أهم مصادر المشاعر الجميلة لدينا هي علاقتنا بمن نحب ووجوده معنا أو بالقرب منّا،
حيث أن هذا التواجد أو القرب من المحبوب قد يُنسينا في الغالب تواجد الغير، بينما أن غياب أو بعد المحبوب لا يُغني عنه تواجد الآخرون.
إن مشاعر الحب - في الغالب - لا تكون بدون أساس منطقي، فهي تحدث بعد فترة من التقييم نتيجة للراحة لذلك الشخص / الأشخاص المبنية على التقارب في التوجهات والطباع والصدق في التعامل.
وعند ذلك سنشعر بأن شموسهم تشرق في صحارى حياتنا حتى وإن لم يكونوا معنا . . فهم يسكنون في وجداننا بعطر أحاديثهم وصفاء نفوسهم.
وسنشعر أيضاً بأن هناك جسراً من التواصل الروحي والوجداني لا نراه بأحداقنا، ولكن نشعر به لأنه يجمعنا بمن نحب، الساكنين في مغارات قلوبنا عواطفاً وأرواحاً وحضوراً حتى وإن غابوا عنّا بأجسامهم.

ولذا فإنه عندما يشعر أحدنا بالارتياح لشخص ما فإن هذا الشعور يكون له مردوده الإيجابي الكبير علينا،
فنشعر بأن تواجده محبب للنفس . . .
وأن حديثه خفيف على القلب . . .
وأن تصرفاته مقبولة . . .
ولعل هذا ما عناه الشاعر بهذا البيت من الشعر:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
جاءته محاسنه بألف شفيــع
ولذا فلنحاول في تعاملنا مع الآخرين بأن نجعل شعار علاقاتنا وتعاملنا معهم هو المحبة والتعاون . . . فلعلنا نجد ما يشفع لنا عندهم.

اللهم حببنا لخلقك، وحبب إلينا خلقك، وارزقنا سلامة الصدر.

  رد مع اقتباس