سعدت مؤخراً بحضور مجلس نوقشت فيه بعض السلوكيات السلبية المختلفة التي أصبحت تتكرر في معظم مجتمعاتنا، حيث أخذ كل من الموجودين يدلي بدلوه ويذكر قصة أو موقف من تلك السلوكيات.
وبعد خروجنا سألني رفيقي سؤالاً غريباً بالنسبة ليّ، حيث كان كما يبدو متأثراً من السلبيات الكثيرة التي نوقشت في المجلس، وكان سؤاله هو: هل تعتقد بأننا نستحق الحياة؟.
فقلت له: لو لم نستحق الحياة لما خلقنا الله، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثاً، وإنما خلقنا لعبادته، ولعمارة الأرض كلُ بما يستطيع . . .، ولكن اسمح لي بهذا التساؤل الذي يتعلق بما سمعناه في المجلس، وهو: كيف نجعل حياتنا أفضل؟.
والجواب – كما اعتقد - هو أننا نستطيع ذلك إذا جعلنا حياتنا تعتمد على ركائز عدة أهمها الحب، الاحترام، والتواضع.
فالحب هو الأرضية التي تجعلنا نعيش مع بعضنا بسلام وموّدة وشوق . . ولذا فإننا نجد بأن الذين يحبون يشعرون بالسعادة بتواجدهم مع من يحبون . . سعداء بمساعدتهم لغيرهم . . سعداء بتواصل الآخرين معهم . . سعداء بإنجازاتهم وعطائهم . .
والاحترام هو تقديرنا لغيرنا وإعطائهم حقوقهم بدون تمييز . . فالذين يحترمون الآخرين هم في الواقع يحترمون مشاعر الآخرين، وإنسانيتهم . . يتعاملون معهم على أن لهم حقوقاً وأحاسيس يجب احترامها.
والتواضع كما يُعرّفه البعض هو لين الجانب للجميع والتعامل معهم برقة، وهو أيضاً قبول الحق من كل شخص، وهو يمثل الرابط الإنساني والأخلاقي لكل انفعالاتنا، وما يربطنا بمن حولنا . . ولذا فإن التواضع يمنحنا الانفتاح على بعضنا البعض فيشعر كلُ منّا بالقرب من الآخرين . .
ولهذا فإننا لو احببنا الناس واحترمناهم وتواضعنا لهم . .
لكانت ابتساماتنا أكثر وجوداً . .
ولملأنا الأرض من حولنا وروداً . .
ولكان عطاءنا أكثر جودا . .
فعند ذلك تكون حياتنا أفضل بمشيئة الله.