عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 10 / 2012, 49 : 07 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي التعامل مع الأخطاء المتكررة


الصورة الأولى: تدخل الأم إلى غرفة أبنها أو ابنتها فتجد بأن تلك الغرفة يغلب عليها الفوضى، فبعض الملابس ملقاة على الأرض، والكتب والأوراق كذلك، إضافة إلى بقايا الطعام هنا وهناك، فتبدأ الأم بمعاتبة الابن / الأبنة وترتفع الأصوات بالتوبيخ والتبكيت.

الصورة الثانية: يذهب الأب لإيقاظ ابنه لأداء الصلاة أو للذهاب إلى المدرسة، فلا يستيقظ بسهولة، فيتكرر المشهد والمسمع بالتوبيخ من قبل الأب والتبرير من قبل الابن.

الصورة الثالثة: يأتي الزوج من عمله متوقعاً أن يجد السعادة في بيته، فتبادره الزوجة أو الأبناء بشكاويهم وغيرها، فينفجر الزوج بهم مذكّراً إياهم بأنه مرهق بسبب عمله، وأن وقت وصوله ليس الوقت المناسب لشكاويهم.

الصور الثلاث السابقة وغيرها من الحالات تعتبر من الصور التي تتكرر بصفة شبه يومية في معظم البيوت، عتاب وتوبيخ من طرف، ويقابله تبرير من الطرف الثاني لا يقبله الطرف الأول، فتكون النتيجة المبدئية في كل مرة هي انفلات الأعصاب والغضب والتقريع الشديد من الوالدين، الزوج أو الزوجة تجاه الطرف المتسبب في كل حالة، وتكون النتيجة النهائية هي اختفاء السعادة عن الأسرة.
إن التعامل مع الملاحظات والأخطاء المتكررة ينبغي أن يكون بطريقة مناسبة، وذلك من خلال المرونة وتعزيز الجانب الإيجابي لدى الأطراف الأخرى، فما دامت تلك الأخطاء والملاحظات تتكرر، فإن هذا يعني بأن تعاملنا معها ليس هو التعامل الأنسب.

آمل أن تسمحوا لي بأن أطرح المثال التالي للتعامل مع حالة كانت تسبب لنا صداعاً مستمراً في المنزل وذلك عند محاولتي يومياً إيقاظ ابنتي، فكانت تطلب "خمس دقائق" إضافية من النوم، فأضطر إلى الرفض مخافة أن نتأخر، وعندها ترتفع الأصوات ويغضب الجميع.
ولكن مع تكرار هذا الموقف المزعج يومياً، وجدت أنه من الأفضل أن أقوم بإيقاظها قبل الموعد المحدد بعشر دقائق، ثم أعود إليها بعد الخمس دقائق التي ستطلبها، وعندها ستستيقظ بكل هدوء. قد لا يكون هذا هو الحل الأمثل ولكنه حل ساعدنا جميعاً لأن نبدأ يومنا بدون أي شد للأعصاب.

يقول علماء النفس أنه يجب علينا أن ندرب أنفسنا على أن نصبر،وأن لا نكون شديدو الحساسية تجاه الأحداث المزعجة التي تتكرر في حياتنا باستمرارمثل خصام الأطفال فيما بينهم، أو ردود فعل الزوجة أو الزوج.
ولا يعني هذا أننا نتجاهل الأحداث المزعجة ولكن الفرق هوأننا سندرب أنفسنا على الاستجابة بطريقة أفضل للتعامل مع تلك الأحداث، وكأننا نقوللأنفسنا لن ندع هذه الأمور المتكررة بأن تزعجنا كلما وقعت، أي أننا كلما كنّا أكثر صبراً، كنّا أقل توتراً وغضباً وهياجاً.
إن التعامل مع الأخطاء التي يتكرر ارتكابها من قبل الأبناء أو غيرهم هو فن من الفنون التي يجب علينا أن نتعلمها حتى نتغلب على المنغصات اليومية.


مع أصدق أمنياتي للجميع بحلول هادئة لكافة المشاكل التي تعترضهم.

  رد مع اقتباس