منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

24 / 11 / 2012, 26 : 10 PM

تزخر لغتنا العربية بالكثير من الكلمات المتقاربة في المعنى والتي نستخدمها في الغالب ككلمات مترادفة وذلك بهدف توضيح وتأكيد ما نعنيه في كلامنا.
من تلك الكلمات المترادفة التي تعودنا على أن نسمعها في أحاديثنا كلمتي "الصحة" و "العافية" على الرغم من وجود فارق بسيط بينهما.
فمن تعريفات الصحة ( Health ) وفق "منظمة الصحة العالمية": ( أنها حالة اكتمال السلامة جسدياً وعقلياً واجتماعياً، بدون أن يكون هناك مرض أو أمراض مسبقة). ولهذا يُقال رجل صحيح وآلة صحيحة ولا يقال رجل مُعافى أو آلة معافاة.

بينما من تعريفات العافية (Wellness) أنها التشافي بعد المرض، ولهذا يُقال تعافى فلان من مرضه أو من وعكته الصحية.
وقد يكون المعنى اللغوي لكلمة العافية هو "ترك المرض للشخص"، وذلك استناداً إلى قوله تعالى في سورة البقرة الآية 178:{فمن عفى له من اخيه شيء } أي ترك له، ومنها أيضاً [اعفوا اللحى ] أي أتركوها حتى تطول، ومنه العفو عن المذنب وهو ترك معاقبته، ولهذا فقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوال النعم وتحوّل العافية فقال: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحوّل عافيتك".
ويبدوا من النصوص المختلفة بأن كلمة العافية أقدم من كلمة الصحة بدليل أنها قد وردت بصورة مباشرة أو بصيّغ مختلفة في القرآن الكريم : ووردت في أكثر من موضع في الأحاديث النبوية الشريفة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله العفو والعافية"، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام قوله: "اللهم إني أسالك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي".
كما وردت مفردة العافية في كلام العرب قديماً مثل قول الإعرابي للحجاج بن يوسف رحمه الله حين دعاه الحجاج لتناول الطعام الطيّب معه، فأجابه الإعرابي: "بل طيبّته العافية" (أي أن الشخص إذا كان مُعافى فإنه سيستحسن الطعام بعكس المريض الذي لا يشعر بلذة ما يأكله أحيناً)، ولهذا كنت أسمع كثيراً من كبار السن عبارة جميلة كانوا يرددونها دائماً وهي: (العيد العافية) والمعنى هو أن العيد يكون عندما يكون الإنسان متعافي من الأمراض.

عموما، كانت السطور السابقة بعض التعريفات المتعلقة بالصحة والعافية والفروقات بينهما، ولعلي أختم بهاتين العبارتين عن الصحة والعافية، وهما:-

أن العافية هي أن يمرّ بك اليوم من غير ذنب،

وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.

أدام الله عليكم الصحة والعافية.