منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

12 / 10 / 2013, 51 : 10 PM

الأستاذ خلف مواطن صالح يحاول أن يخدم مجتمعه بكل السبل الممكنة، هدفه في ذلك إسعاد الغير بدون أن يفكر في أي نفع مادي قد يعود عليه، ولنا في مشاريعه السابقة وخاصة مستشفى خلف التخصصي خير مثال.
لاحظ الأستاذ خلف ارتفاع أسعار حملات الحج في الأعوام الأخيرة وخاصة في هذا العام نتيجة لخفض عدد حجاج الداخل.
وكعادته – حفظه الله – توجه إلى استراحة الشيخ وافي ليتناقش معه في كيفية خدمة هؤلاء الناس، وكالعادة أيضاً تم "نسف دلة القهوة"، وعندما حان وقت "برّاد الشاهي" دار بينهما الحوار التالي والذي ننقله كما حدث حرفياً:

خلف: يا وافي، أنا ودي أسوي شيء لخدمة حجاج الداخل.
وافي: جزاك اله خير يا خلف.
خلف: تراني عزّمت على أني أسوي حملة حجاج محترمة.
وافي: عين العقل يا خلف، بس الله الله بالخدمات ومراعاة الأسعار.
خلف: لا تشيل هم يالغالي، كل هذا أخذته بالاعتبار.
وافي: موفق إن شاء الله.

* * * *

بعد يومين نزلت "البروشورات" بعنوان "حملة خلف النموذجية للحج"
وكانت صيغة الإعلان كالتالي:

حملة بساط الريح:

هذه الحملة لم يرغبون بأن يتفرغوا لأداء مناسك الحج بطريقة ميسرة و مريحة ولمحبي الخصوصية.
بعضاً مما سنقدمه لكم:
1- باص حديث ومكيف لكل أسرة حتى تأخذ راحتها أثناء التنقل.
2- التنقل داخل المشاعر بالدرجة الممتازة في قطار المشاعر، حيث سنخصص كبينة منفصلة لكل أسرة وفي الوقت الذي يختارونه.
3- المبيت بمزدلفة في مخيم خاص مجهز بغرف نوم وملحقاتها.
4- الإقامة في منى: كل أسرة لها جناح مؤثث بالكامل يتكون من غرفتي جلوس، غرفتي نوم، غرفة طعام، مسبح.
5- بالنسبة للطعام: هناك بوفيه "أكلات عربية وغربية" مفتوح على مدار الساعة، إضافة إلى خدمات الغرف المجانية.
6- بالنسبة للمشروبات: تتوفر كافة أنواع المشروبات الساخنة والباردة في كل وقت.
7- بالنسبة للترفيه: سيتم تخصيص جناح لراغبي لعب "البلوت"، وتعاطي المعسل والشيشة.
8- توجد عيادات كاملة تابعة للحملة مع الاستعداد لإجراء كافة العمليات الجراحية بما فيها عملية القلب المفتوح.
9- حرصاً من إدارة الحملة على راحة الجميع، سيتم توفير حلاق ومدلك للرجال، وخياطة وكوافيرة للنساء.
10- إذا تطلب الأمر يمكن أن نؤمن "داعية" بالساعة.
11- التجمع صباح يوم التروية في بهو فندق الهيلتون بجدة.
12- نتحرك من جدة الساعة السابعة صباحاً من يوم التروية.

الأسعار للفرد الواحد هي 30,000 ريال (ريال ينطح ريال).
* * * *

انبهر بعض من يحبون "الجخجخة" بهذه الخدمات، فبادروا بالتسجيل في حملة "بساط الريح" لصاحبها الأستاذ خلف. الذي تجمّع لديه في نهاية اليوم الخامس من ذي الحجة 80 حاجاً قاموا بدفع ما مجموعه مليونين وأربعمائة ألف ريال.

* * * *

في مساء يوم السابع من ذي الحجة تلقى حجاج حملة بساط الريح رسالة بالجوال من السيد خلف تفيدهم بأن مكان التجمع قد تغيّر من بهو فندق الهيلتون ليصبح أمام "قهوة الفيشاوي" الموجودة في أحد الأحياء القديمة بجدة.

* * * *

تجمّع الحجاج في صباح يوم التروية في الشارع أمام القهوة، حيث لم يسمح لهم صاحب القهوة بالجلوس فيها إلا بعد أن يطلبوا شاهي أو قهوة.
في الساعة التاسعة صباحاً، وبعد ما "عدمتهم" الرطوبة وكذلك الشمس وصل الأستاذ خلف ومعه الشيخ أبو خالد وحافلتين "الله لا يوريكم حالتها"، وأخذ الأستاذ خلف يعتذر للحجاج عن تأخره، وقال لهم بأن سبب تأخره هو ذهابه لإحضار داعية الحملة للرجال، وأشار لهم على أبو خالد الذي كان يقف بعيداً.
المهم، تحول البوفيه الصباحي إلى نفر فول لكل حاج من الفوال المجاور للقهوة.
تحرك الحجاج في الحافلتين اللتين أحضرهما الأستاذ خلف، حيث خصص الحافلة الأولى منهما للشخصيات المهمة وذلك لأن فيها مروحتين صغيرتين في المقدمة، أما الحافلة الثانية فهي من موديل 1900 ولكم أن تتخيلوا حالتها.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

حافلة الشخصيات المهمة

الحافلة الثانية لبقية الحجاج

وصل الحجاج إلى منى وهم متشوقون للأجنحة الفخمة المخصصة لهم والتي وعدهم بها خلف وخاصة المسابح، وكانت المفاجأة أنهم وجدوا بأن المخيّم كله مكوّن من خيمتين مساحة كل منهما 30 متر مربع، أي أن خيمة لجميع الرجال، والخيمة الثانية لجميع النساء.
بعد أن وصل الحجاج إلى المخيم ووجدوه بهذه الحالة، أخذوا يبحثون عن الأستاذ خلف ليتفاهمو معه، ولكنه أختفى وكذلك سائقي الحافلتين.
لم يجد الحجاج أمامهم إلا الشيخ أبو خالد الذي التف حوله الجميع وطالبوه بأن يُحضر لهم خلف ولو من "تحت الأرض"، وهنا كانت المفاجأة الثانية وهي أن الشيخ أبو خالد كان حاجاً مثلهم ودفع لخلف نفس الرسوم، وأنه ليس داعية ولا يعلم عن ذلك.
ذهبت مجموعة من الحجاج إلى أحد المكاتب المعنية بشكاوى الحجاج، وقدموا شكوى للمسئول في ذلك المكتب، وكانوا كلهم أمل بأن يجد لهم حلاً لمشكلتهم، ويحضر لهم صاحب الحملة الأستاذ خلف.
أخبرهم سكرتير المسئول بأنه الدوام قد انتهى الآن، وأن عليهم بأن يحمدوا ربهم بأنهم قد وجدوا مكاناً يجلسون فيه، لأن حجاج بعض الحملات الوهمية يهيمون بالشوارع لأنه لا مكان لديهم يستطيعون الجلوس فيه.

* * * *

وهكذا كان حجاج حملة "بساط الريح" لصاحبها خلف، يقضون معظم أوقاتهم في منى في مسجد الخيف، ويتناولون الوجبات مما يقوم بتوزيعه المحسنون، ويتنقلون بين المشاعر على أقدامهم، بينما صاحب الحملة كان قد غادر مطار جدة إلى مكان مجهول في الوقت الذي وصل الحجاج فيه إلى منى.

وكل عام والجميع بخير.