15 / 10 / 2001, 53 : 08 AM
|
#1
|
عضو شرف ![](images/11star1c.gif)
|
+
رقم العضوية »
783
|
+
تاريخ التسجيل
»
04 / 08 / 2001
|
+
الجنسْ
»
|
+
الإقآمـہ
»
|
+
مَجموع المشَارگات »
752 |
+
معَدل التقييمْ »
10 |
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
منهجية التغيير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
إن مبدأ الإصلاح هو الخطوة الأولى لمنهج التغيير في المجتمعات الإسلامية ، وهو سبب إرسال الرسل من الله تبارك وتعالى
وذلك عندما انتكست فطرة الأقوام السلبقين فعبدوا الحجر والشجر من دون الله فكان فساد اعتقادهم سببا لفساد حياتهم الإجتماعية
والأخلاقية .
وبعد ختم الرسالة والنبوة يحمل هم الإصلاح في المجتمعات العلماء والدعاة والمجاهدين وجميع كوادر المجتمع التي يهمها رفعة الأمة وتحقيق
العبودية التامة لله تعالى التي من أجلها خلقنا [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] .
فلهذا أحب أن أنقل لكم هذا الكلام وهو كلام في منهجية التغيير والإصلاح :
إن كل مجتمع يتكون من ثلاث مكونات هي : الأفكار ، والأشخاص ، والأشياء ، وإن المجتمع يكون في أوج صحته وعافيته حين يدور الأشخاص والأشياء
فلك الأفكار الصائبة . ولكن المرض يصيب المجتمع حين تدور الأفكار والأشياءفي فلك الأشخاص ، وينتهي المجتمع إلى حالة الوفاة حين يدور الأفكار والأشخاص في فلك الأشياء .
أن السلوك الإنساني هو قصد وحركة ، وأن القصد يتجسد في الفكر والإرادة ، والحركة تتجسد في الممارسات العملية . وهذه المكونات السلوكية تنتظم في حلقات ثلاث يولد بعضها بعضا
فتبدأ الحلقة الأولى في ميدان الفكر ، ثم تليها الحلقة الثانية في ميدان الإرادة ، إلى أن تنتهي الحلقة الثالثة في الممارسات العملية خارج الجسد البشري .
وانطلاقا من هذا التصور يبدأ الظواهر الإجتماعية بالمقرارات الفكرية التي تولدالغايات ، ثم الإتجاهات النفسيةالتي توجه الإرادات ، إلى أن تنتهي بالممارسات العملية التي تفرز الإتجاهات المتقدمة أو المتخلفة
في ميادين الحياة المختلفة .
والقرأن الكريم يطرح هذا النسق في السلوك الإنساني والإجتماع البشري بنفس الترتيب الذي عندما يتحدث عن سنن التغيير التي توجه الظواهر الاجتماعية . فهو يشير إلى التغيير الاجتماعي الإيجابي عند قوله تعالى [ إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]
وهو يشير إلى التغيير الاجتماعي السلبي عند قوله [ ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]
كذلك يتطابق هذا التصور الفلسفي لميلاد الظواهر الاجتماعية والتاريخية مع الحديث النبوي القائل : { وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب }
والإشارة- هنا - غلى القلب سببها أن للقلب قوتين : قوة الفكر وقوة الإرادة وتتزاوج القوتان لتوليد حلقتي السلوك : حلقة الفكر ، وحلقة الإرادة قبل ولادة الحلقة الثالثة : حلقة الإنجاز العلمي بواسطة الأعضاء في العالم الخارجي .
ويشير القرآن الكريم إلى أن التغيير لا يكون مثمرا إلا إذا وجهته قوانين التغيير نفسه ، وأول هذه القوانين :
أن يبدأ التغيير في محتويات الأنفس ثم يعقبه التغيير في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والادارية والقضائية وسائر ميادين الحياة الخارجية .
القانون الثاني : إن التغيير إلى الأفضل أو الأسوأ لا يحدث إلا إذا قام "القوم" مجتمعين وليس " الأفراد" بتغيير ما بأنفسهم ، وإن آثار هذا التغيير الجماعي تنعكس على ما بالقوم من أحوال سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية بنفس القدر الذي يحدث به تغيير ما بالنفس .
القانون الثالث : إن التغيير المثمر يحدث حين يبدأ "القوم " بقسطهم من تغيير ما بأنفسهم ، فإذا أحسنوا هذا التغيير التربوي والفكري تبعه التعيير المثمر في مجالات الاقتصاد والسياسة والعسكرية والاجتماع وغير ذلك .
|
|
![](alweam/images/tw.png)
|
|
|