زوجٌ وزوجة ...
خالدٌ وسعاد ... قبل إطفاء الأنوار ؛ تدرو الأحاديث اللطيفة ...
وهما على فراش الموت الصغير ...

سعاد : أتعلمُ ياحبيبي ... أنني قبل أن أتزوجك ؛ كنتُ أحلم أن أعيش مثل صديقتي ( يارا ) ...
خالد : وكيف تعيش ( يارا) ..؟!
سعاد : إنها منذ أن انتقلت مع زوجها إلى لندن .. أصبح لايقيدها شيء ... فلم تعد تحمل همّ العباءة والحجاب .. فهي تخرج وشعرها يعانق الفضاء ... تصادق من تشاء .. وتذهب إلى ما تشاء .. فكلٌ له حرية ٌ مطلقة .. لاسلطة عليها من زوجٍ ولامن غيره ..
ولكن عندما نوّر الله بصيرتي .. علمتُ أنها مسكينة , وأنها إنما تعيش في ضياع ..
خالد : ضياع ..؟؟! كيف وهي تبدو سعيدة بحياتها ...
سعاد : لا .. إنها ليست سعيدة وإن تظاهرت بذلك .. لقد خالفت أمر ربها .. فمن أين تكون لها السعادة أنسيت وأن تقرأ ( ومن يعرض عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين ) .. وهي قلّدت .. ومادرت أن الهلاك في التقليد الأعمى والتشبه المحرم ..
خالد : نعم أقرأها .. لكن .. لعلها أن تكون معذورة ,, فكيف تريدينها تتحجب في تلك البلاد ؟؟ ماذا تريدي أن يقولي أن يقولوا عنيها .. ؟؟ أيقولوا متخلفة ..
سعاد : معذورة .. ؟ متخلفة ..!! هل من تمسّك واعتزّ بدينه يصبح متخلفاً .. وهل النصارى إذا جاءوا بلادنا هل يراعون مشاعرنا في تبرجهم .. أم أنهم يمرحون بيننا كأنهم في بلادهم .. فمن أحقُّ بأن يعتزّ ويتمسّك بدينه .. علماً إن هذا الحجاب دين يُدان الله به ... وليست عادة أو موروث تقليدي كما يقوله الأجراء ..
خالد : نعم .. نعم . نحن أحق بالإعتزاز ...
سعاد : إذاً لاتتنازل ... أنسيت زوجة فلان .. أما تدري أنها تدرس مع زوجها في كندا .. وهي متحجبة لايرى منها إلاّ عينيها ... والقوم هناك يرون فيها أنها عصامية لأنها لم تتخلى عن مبادئها من أجل كلام الناس كما يفعلُ بعض المنهزميين ... أوما علمت بقصة المرأتيين في كندا ..؟؟
خالد : المرأتيين ..؟ وأيّ إمراتيين .؟!. أخبريني فإني لم أسمع بهما قط ..
سعاد : يقال أن إمرأة عربية من دولة محافظة دخلت أحد المتاجر في كندا .. وكانت لابسةً للإسترتش .. طبعاً بدون حجاب .. بينما هي كذلك إذ رأت إمرأةً متحجبةً الحجاب الكامل .. فأخذها الغيظ لأنها تشوّه صورة العرب بهذا الحجاب في هذه الدولة المتحضرة .. فبادرت المتحجبة لأختها الأخرى بالنصيحة .. وقالت إن التبرج حرام .. وأنتي من دولة ( كذا .. ) وقد عرفتم بالحجاب فأطيعي ربك .. – طبعاً الكلام كله بالإنجليزي-- فردّت أختنا المتبرجة : إنتي أيها المتزمّتة حتى هنا تريدي أن تحتجبي عن العالم .. لاتفضحينا أمام الناس .. ماذا سيقولون عنّا .. بأننا رجعييون نرفض التقدّم ... فردّت عليها بكل تؤدة وهدوء : من قال لكي أني أمثل العرب ؛ فأنا كندية الأصل والمنشأ .. نوّر الله قلبي بالإسلام قبل عدة سنوات فمنذ أن عرفت أن الحجاب من الإسلام ساعرت إليه مطمئنة .. لايضيرني فيه قول كافر مغرض . أو مسلمٌ منهزم ...
لم تصدق المتبرجة وكذبتها وقالت : لست كندية بل تتظاهريين .. فقامت الكندية وسحبت المتبرجة إلى آخر المتجر .. وكشفت عن وجهها .. فلمّا رأت العربية المسلمة ملامح الغربيين علمت أنها كندية الأصل .. فضجّت المتبرجة بالبكاء .. وعاهدت الله بأن تعود لحجابها الذي تربّت عليه منذ الصغر ... وقالت لها الكندية المسلمة : إنكي عرفتي الإسلام ولكن لم تطبقيه .. وأنا ماإن عرفت الإسلام إلاّ وأطبق منه ماأستطيع ,, فهو أعزّ مانملك .. وافترقا على هذا ...
ها ياخالد مارأيك في هذه القصة أليست جميلة ..؟؟ ..
خالد .. خالد ... أوووه .. لقد نام ...


* ماورد في الحوار من قصص ؛ إنما هي قصص حقيقية وليست من ضرب الخيال ..