عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 02 / 2019, 49 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي "لا غدينا كلنا شيوخ من يجلب الماء والحطب





يتفاوت الناس في معايشهم تبعاً لظروفهم المختلفة، فهناك من حصل على الشهادات العلمية العليا فأصبح متخصصاً في مجالات العلوم المختلفة، ومنهم من أتقن حِرفة يحتاجها المجتمع فأصبح مهنياً مُهمّا، ومنهم من سلك مجالات التعليم المختلفة ليؤدي رسالة مقدسة لتعليم الأجيال القادمة، وغير ذلك من التقسيمات العملية المفيدة التي يحتاجها المجتمع، فيتحول المجتمع إلى شرائح متعددة يحتاجُ كل منها إلى غيرها بشكل أشبه ما يكون بالعجلات المسننة (التروس) التي تحرّك بعضها بعضاً، فلا يستطيع الترس الكبير الحركة بدون تحرك الترس الصغير.
ولعل ما يؤكد هذا قوله تعالى: {......... نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ في الحَيَاةِ الدنيا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بعض درجات لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا}[الزخرف:32] أي أنّ كل جماعة من الناس لهم إمكانيّات خاصّة بهم يستطيعون من خلالها تقديم خدمات تحتاجها شرائح أخرى من المجتمع في شئون الحياة.
هذا التفاضل في أصله تكامل بين كافة الرتب فتقدم كل مجموعة ما تحتاجه المجموعات الأخرى لتُكمّلها، فلو لم يكن هناك هذا التفاوت لما احتاج أحدُ لأحد، لينتهي الأمر بركود الحياة الاقتصادية والمعيشية.
فهي إذن أدوار لكل منّا ينبغي أن نجتهد فيها، فلو كان المجتمع كله من الأطباء أو المهندسين، فمن ذا الذي سيزرع، يصنع، ويقوم بكافة الخدمات المختلفة التي تتطلبها شئون الحياة. فكان هذا الاختلاف في المستويات لتستمر حاجة كل فئة للأخرى.
وهنا أعود إلى عنوان هذا الموضوع الذي يدل على أن التفاوت في الخدمات والمستويات الاجتماعية يهدف إلى أن تكون هناك حركة عمل واقتصاد في المجتمع بحيث يعمل الجميع ليؤدوا أدوارهم التكاملية المختلفة في المجتمع وإعمار الأرض، ويكون كلٌ منهم سبباً لاستفادة الآخر، فيساهم الثري بماله لينال الخدمة، وغيره بعلمه، والمهني بعمله ليكسب رزقه الذي كتبه الله له، لتعم الفائدة الجميع، حيث يحق لكل مشارك مهما كان دوره في أن يفتخر بعمله ودوره في المجتمع، ويحرص على أن يطوّر نفسه وقدراته ليرتقي في عمله ومسؤولياته ليؤكد بأن حياتنا حياة عمل في كافة المستويات ولا مكان فيها للمتكاسل.
وهناك العديد من الأمثلة لبعض من بدأوا حياتهم العملية بوظائف يرى الناس بأنها بسيطة ثم أرتقوا إلى مستويات عليا بتوفيق الله ثم باجتهاداتهم لعل من أشهرهم وزير البترول السعودي الأسبق الأستاذ علي النعيمي الذي بدأ حياته العملية في شركة أرامكو مراسلاً لنقل المعاملات بين الأقسام إلى أن أصبح رئيساً للشركة ثم وزيراً للبترول.
إذن هي دعوة لتطوير أنفسنا وقدراتنا من خلال الدراسة أو الممارسة وعدم التوقف عند حد معيّن، فمن بقي مكانه يتحدث فقط عن ماضيه تحرّكت القافلة وتركته وجيداً.







  رد مع اقتباس