وصلني أكثر من مقطع متداول لشجار كبير حدث في مطعم في الرياض متخصص في الأكلات الشعبية اسمه "مطعم الرومانسية".
الشجار حدث أثناء تقديم وجبة السحور في المطعم بين مجموعة من الشباب وبعض العاملين في المطعم حيث يقول الشباب بأنه حدث تأخير في إحضار الطعام لهم، تطوّر إلى التماسك بالأيدي بين الطرفين بشكل مخيف، ثم تعدى ذلك إلى حد احضار أحد الشباب للسلاح (فرد) من سيارته ليستخدمه ضد الطرف الآخر. ولكن تدخل أحد المواطنين منع ذلك الشاب من استخدام السلاح الذي كان معه.
حقيقة، لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك، ولا كيف انتهت تلك المواجهة بين المجموعتين، ولكن تلك المقاطع أظهرت الكثير من الأشياء السلبية التي تزايدت وأصبحت تتكرر في أكثر من مكان.
للأسف بعض الشباب يُلاحظ عليهم عدم الاحترام للأخرين، وتزداد هذه الملاحظة إذا كانوا على شكل مجموعات حيث يظن بعضهم بآن وجود رفاقه الشباب معه يعطيه الأحقية ليتصرف كما يريد، وهذا نلاحظه أحياناً في الأماكن التي تتواجد فيها العائلات فيحاول بعض هؤلاء الشباب لفت الأنظار إليهم، كما يسيئون في تعاملهم مع بعض العمالة الأجنبية.
ولو عدنا لما حدث في الليلة الماضية، فهل التأخير في تقديم الطعام يُعطي المبرر لما حدث؟، وهل وعى ذلك الشاب أن الأمر كان يستدعي إحضار سلاحه وقتل آخرين لهذا السبب التافه، أم أنه كان يظن بأنه بتلك الطريقة يستطيع اثبات رجولته.
لن اتحدث عن المعاني الحقيقية لشهر رمضان، وكيف أن الصبر هو من أحد المعاني السامية لهذا الشهر الكريم، والسبب في أنني لن اتحدث عن ذلك لأنني أكاد أجزم بأن معظم أولئك الشباب ممن ينام طوال النهار ولا يستيقظ إلا وقت الإفطار ليعاود نشاطه الليلي في غياب شياطين الجن التي تُصفد طوال شهر رمضان.
إن ما حدث في المطعم يتكرر للأسف في أكثر من مكان في مدننا الكبيرة، وهذا يستدعي وقفة جادة من الجهات الحكومية المعنية بوضع الأنظمة والعقوبات المناسبة التي تحد من هذا الانفلات، وكذلك إلى متابعة من قبل الأسر لأبنائها حتى لا يتحولوا إلى قنابل موقوتة في بيوتهم.
أنا لا أحمل الشباب كل المسئولية لما حدث، ولكننا مُطالبون جميعاً بأن يكون أساس تعاملنا مع الغير هو الاحترام لينال كلُ منّا حقه بكل هدوء، وأن لا تكون القوة هي السبيل الوحيد لأخذ حقوقنا فهناك جهات معنية بحل كافة الشكاوى بشكل حضاري وبدون أي تجاوزات على الغير.
ختاماً اعتذر لكم عن العنوان العامي الذي وضعته لهذه المشاركة، حيث أن من معاني كلمة العنطزة التكبر وعدم الاحترام، فوجدتها أكثر اختصار للعنوان من حيث عدد الكلمات.
ودمتم سالمين