[SIZE=4]
[FONT=Arial Black][SIZE=4][B]
الحلقة التاسعة
بعد ان عرفنا سبب عداوتهم للمسيح و هو انه جاءهم بتعاليم تخالف اهدافهم و خططهم .
ققرروا قتله كما قتلوا غيره من الانبياء فاستغلوا علاقتهم بولاة الرومان وحرضوهم عليه بدعوى انه يدعو الناس الى العصيان و الخروج على نظام الدولة الرومانية و دينها .
و بالفعل توجه جنود الرومان لاعتقاله و معهم تلميذه يهوذا الاسخريوطي الذي خانه و دبر له هذه المكيدة و لكن ما ان دخلوا عليه حتى اعماهم الله عنه و شبه لهم يهوذا في صورة المسيح فاعتقلوه و صلبوه و هم يعتقدون انهم صلبوا المسيح .
و هكذا نجى الله المسيح عيسى منهم مستوفيا مدة اقامتهبينهم ( و هو معنى متوفيك ) و رفعه اليه بجسمه و روحه . و سيبقى عنده الى اجل لايعلمه الا الله . و سنعود للحديث عن هذا الموضوع في احدى الحلقات القادمة ان شاءالله .
على الرغم من رفع السيد المسيح الى السماء و ظن اليهود انهم قتلوه الا انهملم يهنأوا بالخلاص منه لان تلاميذه انتشروا في شتى البلاد بسبب اضطهاد الرومان لهم فنشروا دعوته في البلاد التي هاجروا اليها فانتشر دينه بين كل شعوب المنطقة . فانزعج اليهود لذلك و بدأوا حرب مطاردة و اضطهاد ضد كل من يؤمن بهذا الدين مستغلين في ذلك الوشاية و اثارة الرومان ضدهم . فمارس الرومان كل انواع الاضطهاد ضدالمؤمنين من قتل و تعذيب و تنكيل فكان الكثير منهم يضطر لاخفاء دينه و منهم من فرالى الاماكن النائية ليعبد الله بعيدا عن بطش الرومان .
و مع ذلك فكلما ازداد البطش ازدادت اعداد المؤمنين لدرجة انهم ( اي الفريسيين ) شعروا انه توجد قوة خفية تحاربهم و تنشر ديانة المسيح رغما عنهم .
لذلك قرروا مواجهة هذه القوة بنفس الطريقة فكونوا حسب احدى الروايات جماعةسموها " القوة الخفية " هدفها توحيد جهودهم للقضاء على دين المسيح بطرق خفية غيرمعلنة .
فبدأ تفكيرهم يتجه لطرق اخرى غير الحرب المعلنة و البطش . فبدأوا في عملية منظمة لتحريف عقيدة المسيح من خلال تظاهر بعضهم باعتناق ديانته حتى اذا استطاعوا كسب ثقة المؤمنين بدأوا ببث سموم التحريف.
و كان اكبر و اوضح مثال على هذه الاستراتيجية الجديدة هو رجل يهودي فريسي اسمه شاؤول . كانت له صلة وثيقة بالرومانو كان شديد القسوة و ذا شأن و سطوة و كان كذلك شديد الذكاء و له قدرة كبيرة على الاقناع و كان من اشد أعداء المؤمنين بالمسيح و كان دائم الترحال في حربه ضدهم فيكل المدن حتى ذاع صيته كواحد من اشد اعداء المسيح قسوة و بطش .
و لكن حدث تحول غريب في سلوكة فجأة و بدون اي مؤشرات سابقة . فقد ارسل اليه بعض اصدقائه من الفريسيين المحاربين لدين المسيح من اهل دمشق يطلبون منه الحضوراليهم ليساعدهم في وقف انتشار هذه الدعوة التي عجزوا عن السيطرة عليها .
فحزم امتعته و توجه اليهم و عندما وصل دمشق دخلها بوجه الخاشعين التائبين على عكس ما عرف عنه من قسوة و جبروت و قص على اهلها قصة غريبة :
قال انه حيث توقف ليلا للراحة في الطريق بالقرب من دمشق اذ ظهر له فجأة نور من السماء فسقط على الارض و سمع صوتا يناديه .. شاؤول ... شاؤول ... لماذا تضطهدني؟ فقال من انت يا سيدي ؟ فقال انا يسوع الذي انت تضطهده .. الى ان قال شاؤول و هو مرتعد متحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم و ادخل المدينة و أمره ان يؤمن بالمسيح الاله و يدعوا الناس لعبادته .
و أراد ان يتقرب من المؤمنين و يجلس في مجالسهم فارتابوا منه و اوجسوا منه خيفة . فظل يحاول اقناعهم بشتى الوسائل انه تاب و آمن مثلهم حتى بدأ بعضهم يقتنع بذلك و بعد ان كسب شيئا من الثقة لديهم أصبحشغله الشاغل الترويج بينهم لفكرة ألوهية المسيح و ادعى انه رسول من عند المسيح لهداية البشر .
و غير اسمه و سمى نفسه " بولس " فاصبح اسمه " بولس الرسول " و كانت هذه الاحداث في خلال القرن الاول الميلادي اي بعد رفع المسيح ببضع عشرات من السنين .
و سنتابع القصة في الحلقة القادمة باذن الله .
الحلقة العاشرة
تتابعت بعد ذلك عملية تغيير الديانة النصرانية كما ارادوا لها ان تخدم هدفهم الكبير فبدأت عملية تحويل العقيدة شيئا فشيئا الى خليط من الفلسفات و الديانات الموجودة في ذلك العصر .
فمما لا شك فيه ان فلسفة افلاطون الاغريقي و ديانات الهند من بوذية وبراهمية و حتى الديانة الفرعونية القديمة كانت تمثل عقيدة التثليث فيها احد اركانها الهامة فان عقيدة الاقانيم الثلاثة ليست عقيدة جديدة جاء بها النصارى و انما هي عقيدة عرفتها الديانات و الفلسفات القديمة قبل النصرانية بآلاف السنين . و الفرق فقط بين هذه الديانات هو في اسماء الآلهة التي تختلف من بلد لآخر و لكن جوهر الفكرة واحد .
و لا اريد الاستفاضة ايضا في تفاصيل هذا الموضوع خوفا من الاطالة .
لكن الذى يهمنا في موضوعنا هو انه تمت اعادة انتاج الديانة النصرانية بشكل جديد يختلف كليا عن دين المسيح الحقيقى و هذه الصياغة الجديدة كانت تهدف الى توحيدالشعوب الوثنية في دين واحد يضم عقائد هذه الديانات مع تغيير واحد طفيف هو اعادةتسمية الآلهة المختلفة باسماء مسيحية .
فاذا اصبحت هذه الديانة هي ديانةجميع الشعوب اصبح هذا الدين هو مفتاح التحكم في هذه الشعوب جميعا ككتلة عقائديةواحدة من السهل توجيهها جميعا في اتجاه واحد حسب مصلحة مخطط الفريسيين الرامي الى توحيد جميع الشعوب عقائديا و سياسيا لتكوين الدولة الواحدة المنشودة .
و في نفس الوقت كان الهدف الآخر ان يتم فرض هذه العقيدة الجديدة و احلالها محل عقيدة المسيح الاصلية . و قد تم ذلك بالفعل عن طريق دخول قسطنطين ملك الرومان في النصرانية و فرض بالقوة تلك العقيدة على كل الكنائس الواقعة تحت الحكم الروماني مع مطاردة و ابادة كل من يؤمن بالتوحيد من النصارى . كما كان دخوله النصرانية هو السبب في انتشار النصرانية بصيغتها الجديدة في كل انحاء اوروبا .
فلم يكن في الواقع دخول قسطنطين نصرا لدين المسيح و انما كان مقدمة لفرض عقيدة التثليث الوثنية بقوة السلطة الحاكمة على كل معتنقي دين المسيح . فان قسطنطسن نفسه لم يؤمن بدين المسيح و انما ظل على وثنيته و لكن دخل ظاهريا في دين المسيح من أجل السيطرة على اتباع دين المسيح الذين يتزايدون بصورة تهدد عرشه و استقرار دولته.
هنا يظهر سؤال :
كيف سيستغل اليهود الديانة اليهودية و الديانةالنصرانية بصيغتهما الحالية لتحقيق الهدف الكبير؟؟؟؟
و كيف سيتجسد هذا المخطط الى واقع يصبح فيه العالم كله مملكة واحدة يحكمهااليهود و يستعبدون شعوبها ؟؟
الاجابة الحلقة الهامة القادمة ان شاء الله .
ترقبوها ...[/B][/SIZE[/SIZE][/FONT][SIZE=4]][/SIZE]