الموضوع: فرس النهر
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 06 / 2009, 19 : 02 AM   #1
ملكة الاحساس 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 28724
+ تاريخ التسجيل » 23 / 12 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 22,625
+ معَدل التقييمْ » 1223
شكراً: 6
تم شكره 13 مرة في 11 مشاركة

ملكة الاحساس غير متواجد حالياً

افتراضي فرس النهر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فرس النهر حيوان إفريقي ضخم عاشب إجمالا يعد أحد الفصيلتين المتبقيتين على قيد الحياة اليوم من عائلة البرنيقيات (الأخر هوفرس النهر القزم). يعرف فرس النهر باللغه العربيه أيضا بالبرنيق و سيد قشطة كما يسمونه في مصر، و يشتق إسمه اللاتيني والانكليزي "هيبوبوتاموس" كما العربي من اليونانيه حيث أن "هيبو" تعني حصان و "بوتاموس" تعني نهر.

فرس النهر حيوان نصف مائي وهو يستوطن البحيرات و الأنهار في افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وقد إمتد موطنه في السابق عبر وادي النيل حتى يصل إلى فلسطين والاردن شمالا. تعيش أفراس النهر في مجموعات يبلغ عدد أفرادها حوالي 40 رأسا، وهي تبقى معظم النهار في الماء أو الوحل حتى تتبرّد. يحصل التزاوج و الولاده في الماء حيث تقوم الذكور الإقليمية بالتقاتل مع بعضها للسيطرة على مجال صغير من النهر، و تخرج أفراس النهر عند الغسق لترعى الاعشاب و يعتبر الرعي نشاطا فرديا يقوم به كل فرد لوحده أي أن الأفراس لا تتجمع كما تفعل عندما تكون في الماء قرب بعضها البعض.


اصل الفصيله وتصنيفها

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تم تصنيف خمسة سلالات من فرس النهر بناء على إختلافات تشكّليّة في جماجمها و المنطقة الجغرافية التي تقطنها:
السلالة البرمائية - التي إمتد موطنها في السابق من فلسطين والاردن ومصر(حيث إنقرضت الأن) نزولا عبر وادي النيل حتى تنزانيا وموزنبيق.
السلالة السواحيليّة، سلالة كيبوكو – فيالقرن الافريقي وكينيا والصومال . كيبوكو هو الإسم السواحيلي لفرس النهر، و تتميز هذه السلالة عن غيرها بفتحات انفيه أوسع و تجويف أكبر في الجمجمه.
سلالة رأس الرجاء الصالح - تنتشر هذه السلالة من زامبيا حتى جنوب افريقيا و تتميز عن غيرها بأن لديها أكثر الجمجمات تفلطحا.
السلالة التشاديّة - تنتشر عبر افريقيا الغربيه إلى تشاد كما يوحي إسمها، تمتلك وجها أقصر بقليل من غيرها بالإضافة إلى محجرات عين بارزة.
السلالة المنقبضة - تنتشر فيانغولا جنوب الكونغو وناميبيا .


التصنيف


تصنّف البرنيقيات مع باقي مزدوجات الاصابع في رتبة الحافريات التي تضم أيضا الجمليات البقريات والاليات، و الخنزيريات على الرغم من أن أفراس النهر لا تربط بهذه المجموعات بشكل وثيق. كان الاغريق القداماء يعتقدون أن الفصيلة وثيقة الصلة بالأحصنة كما يدل إسمها، و كان علماء الطبيعه يصنفون أفراس النهر مع الخنازيرحتى عام 1985 بناء على شكل طواحنها أواسنانها.

إلا أن الدلائل التي ظهرت من البروتين الموجود في الدماء و الحمض النووي و المستحثات أظهرت أن أقرب الحيوانات إلى أفراس النهر هي الحيتانيات أي الحيتان و خنازير البحر و الدلافين و أقربائها . تتشارك أفراس النهر في العديد من الصفات مع الحيتان أكثر من الحافريات الأخرى مثل الخنازير، بما أن السلف المشترك للحيتان و البرنيقيات إنفصل عن باقي الحافريات منذ ملايين السنين، وعلى الرغم من هذا فإن أنساب هذه الحيوانات سرعان ما إنشقت عن باقي مزدوجات الأصابع بعد ذلك.


تطور الفصيلة

أظهرت الدراسات الحديثة حول أصل عائلة البرنيقيات أن أفراس النهر تتشارك مع الحيتان في سلف برمائي مشترك إنفصل عن باقي الحافريات منذ حوالي 60 مليون سنة، و يفترض أن هذا السلف المزعوم تطور و أنشأ فرعين مختلفين منذ حوالي 54 مليون سنة. وقد تطور أحد هذه الفروع إلى عائلة الحيتانيات بدأ بالحوت البدائي "بكيستثس"، على الأرجح، الذي عاش منذ 52 مليون سنة و غيره من أسلاف الحيتان الأولى التي تأقلمت في النهاية مع العيش تحت الماء بصورة دائمة و تطورت لتصبح عائلة الحيتانيات الحاليّة.

أما الفرع الأخر فقد تطور إلى عائلة كبيرة من البهائم الرباعية الأرجل و التي تعتبر أسلاف عائلة البرنيقيات، وقد عاش أول هذه الحيوانات في أواخر العصر الفجري (الإيوسيني) و كان يشبه فرس نهر نحيلا ذو رأس صغير ضيق. تفرّعت هذه العائلة أيضا إلى عدّة فروع إنقرضت جميعها، دون أن تترك ذريّة متحدرة منها، عدا الفرع الذي تطور ليصبح عائلة البرنيقيات.

نشأت البرنيقيات الحديثة في إفريقيا، و كان جنس "فرس النهر الكيني، Kenyapotamus" هو أول أفراس النهر التي عاشت في تلك القاره. إنتشرت الفصائل المختلفة من أفراس النهر في فترة معينة عبر اسيا واوروبه

ولكنها لم تبلغ الامريكيتين كما يظهر حتى الأن، إلا أنه تم العثور على مستحثات لأجناس عدّة من العائلة الكبرى التي تفرعت منها البرنيقيات في امريكا الشماليه و التي يعود تاريخها إلى أوائل العصر الضحوي (الأوليغوسين). و قد عاش أحد أسلاف فرس النهر المعاصر المسمّى "أرشيوبوتموس، Archaeopotamus" في إفريقيا و الشرق الاوسط بين 7.5 و 1.8 مليون سنة.


الفصائل المنقرضة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



كانت ثلاثة أنواع من أفراس النهر تعيش في مدغشقر وقد إنقرضت جميعها خلال العصر الحالي (الهولوسين) و كان أخرها قد إستمر بالوجود حتى 1,000 سنة خلت. و كانت افراس النهر المدغشقريه أصغر حجما من تلك المعاصرة وقد يعود السبب في ذلك إلى الإنعزال على جزيره لوحدها بعيدا عن الفصائل الأخرى من البرنيقيات، و تظهر الأدلة من المستحثات أن أفراس النهر المدغشقرية كانت تصاد من قبل البشر و ربما ساعد ذلك على انقراضها.

يعتقد أنه من الممكن أن تكون بعض أفراس النهر هذه قد إستمرت بالتواجد في بعض الجيوب النائية و المعزولة، ففي عام 1976 أفاد بعض القروين بأنهم شاهدوا حيوانا يدعونه "كيلوبيلوبيتسفي" و الذي يحتمل بأن يكون فرس نهر مدغشقري.

الوصف

فرس النهر هو أحد أضخم اثدييات الموجودة في العالم حاليا ويعتبر من الحيوانات الكبرى المتبقية على قيد الحياة، إلا أنه تأقلم، حيث يفترض أن الوزن الطبيعي للذكور الناضجة يتراوح بين 1500 و 1800 كيلوغراما (3,300 - 4,000 رطلا).

تكون الإناث أصغر حجما و أقل وزنا من الذكور حيث يبلغ وزنها بين 1300 و 1500 كيلوغراما (2,900 - 3,300 رطلا) بينما تبلغ الذكور الأكبر سنا أحجاما أكبر بكثير إذ يصل وزنها إلى 3,200 كيلوغراما (7,100 رطل) على الأقل، و يظهر بأن ذكور فرس النهر يستمر حجمها بالنمو طيلة حياتها بينما تبلغ الإناث الحد الأقصى في حجمها عند بلوغها حوالي 25 سنة.

يبلغ معدل طول فرس النهر 3.5 أمتار (11 قدما)، و إرتفاعه 1.5 أمتار (5 أقدام) عند الكتفين، و يماثل وحيد القرن الابيض فرس النهر في الحجم تقريبا حيث أن استخدام مقاييس مختلفة لقياسهما يجعل من الصعب الجزم أيهما ثاني أكبر الثدييات البريّة بعد الفيل. تستطيع أفراس النهر العدو بسرعة أكبر من سرعة الانسان على الرغم من ضخامتها و تقدر سرعتها من 30 كيلومترا بالساعة (18 ميل بالساعة) إلى 40 كيلومترا بالساعة (25 ميل بالساعة) أو حتى 50 كيلومترا بالساعة (30 ميلا بالساعة)، إلا أن هذا الحيوان يستطيع الحفاظ على هذه السرعة الكبيرة لبضعة مئات من الأمتار فقط.

يمتد مدى حياة فرس النهر من 40 إلى 50 عاما إجمالا. تعتبر أنثى فرس النهر المسماة دونا والتي تعيش في حديقة حيوانات مسكر في ولاية انديانا في الولايات المتحده، أكبر أفراس النهر الحيّة سنا. أما أكبر هذه الحيوانات سنا على الإطلاق فكانت أنثى تدعى تانغا وقد عاشت في ميونخ بالمانيا و ماتت خلال عام 1995 عن عمر 61 سنة


يفرز جلد أفراس النهر واقيا طبيعيا من الشمس ذو لون أحمر لحمايتها من أشعة الشمس القوية و تسمى هذه الإفرازات "بالعرق الدموي" إلا أنها ليست بعرق أو دم.

تكون هذه الإفرازات عديمة اللون إلا أنها تتحول إلى برتقالية ضاربة إلى الحمرة بغضون دقائق ومن ثم إلى بنية في النهاية، وقد تم تعريف نوعين من الاصباغ في هذه الافرازات أحداها حمراء و الأخرى برتقالية وكلاهما مركبات اسيديه عالية الحموضة.


إنتشار الفصيلة

كانت أفراس النهر منتشرة عبر شمال افريقيا ةاوروبه و بعض الدول العربيه حتى قبل بداية الدور الجليدي الأخير، و تعتبر أفراس النهر قادرة على العيش في الدول ذات المناخ البارد شريطة أن لا يتجمد الماء الذي تغطس فيه خلال الشتاء. إستمرت هذه الفصيلة بالتواجد في منطقة النيل المصريه حتى مؤخرا إلا أنها إنقرضت بعد ذلك، و ذكر بعض الكتّاب أن الفصيلة إستمرت بالتواجد في فرع دامييتا بعد الفتح العربي في عام 639 م.

و لا تزال أفراس النهر تتواجد اليوم في بحيرات و أنهار اوغندا الصومال والسودان وكينيا ، شمالي الكونغو و الحبشه ، غربا عبر غانا الى غامبيا و أيضا في إفريقيا الجنوبية (بتسوانا وجنوب افريقيا ، وزامبيا)، و تتواجد جمهرة منفصلة فيتنزانيا وموزامبيق.


الحفاظ على الفصيلة

وفي مايو 2006 صنّف فرس النهر على أنه من الفصائل المعرّضة للإنقراض في المستقبل بحسب اللائحة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئه حيث قدرت أعداد الجمهرة بين 125,000 و 150,000 فردا أي أقل بنسبة 7 و 20% منذ إحصاء الإتحاد الأخير في عام1996.


 

  رد مع اقتباس