الموضوع: سر جمال الأيام
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 04 / 2011, 41 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي سر جمال الأيام

خرج من بيته منقبضاً مهموماً وتوجه إلى المقهى لعله يُروّح عن نفسه،
أختار مكاناً مناسباً له وجلس يتأمل ويفكر بحثاً عن إجابات لتساؤلات تدور في خاطره منذ فترة، فهو يشعر بأن حياته لا طعم لها على الرغم مما فيها من الأحداث والأشخاص، إحساسه دائماً هو إحساس مسئولية وانشغال، يشعر أنه مقيّد بروتين الحياة وخالياً من أي إحساس بالبهجة أوالانشراح.
وبينما هو يتأمل الذاهبين والغادين عادت إليه التساؤلات مرة أخرى:
ما هو الشيء المفقود في حياتي؟
لماذا افتقد الشعور بجمال الأيام مع العلم بأن الله قد انعم عليّ بالكثير؟.

وفي تلك الأثناء لمح رجلاً أكبر منه سناً يجلس بالقرب منه، وكانت الابتسامة لا تفارق وجه ذلك الرجل، حيث كان معظم من في المقهى يحيونه ويتبادلون معه الابتسامات والكلمات الجميلة.
نسي صاحبنا همومه وتساؤلاته وحوّل بوصلته تجاه ذلك الرجل المبتسم، وأصبح يتابعه ويتعجب من روحه المرحة مع الجميع، وابتسامته التي لا تكاد تختفي، فقد شغل ذلك الرجل تفكير صاحبنا.
وبدون أي تخطيط وجد نفسه يُحيّ الرجل ويستأذنه في أن يتحدث معه.
وكعادة الرجل مع الآخرين، قابله بابتسامة جميله ودعاه للجلوس معه وتناول الشاي معاً.
وبعد التحايا التقليدية، سأل صاحبنا الرجلَ قائلاً: ما شاء الله تبارك الله، أراك مرحاً تبتسم لكل شخص، ويتحدث معك الجميع بتلقائية، فما سبب ذلك؟.
قال الرجل: احمدالله على ما أنا فيه الآن من نعمه حيث لم يكن هذا حالي من السابق، فقد مرّت بي هموم قد لا تتحملها الجبال، وكنت لا أنام جيداً كما ينام الآخرون، ولا أكل مثل غيري، ولهذا فقد أسودت الدنيا بوجهي، مرضت وهزلت . . . ولكن هذا لم يفدني بشيء.
وعاد ليسأل الرجل من جديد: وكيف تغلبت على ما كنت فيه من هموم؟
قال الرجل: لقد دلني بعض من الأخيار على أن كل المشاكل تُحل عندما نكون مع الله، وهذا ما وجدته فعلاً، فقد تحولت حياتي بعد ذلك من الهموم إلى الحال التي تراني به االآن،
أصبحت أجمل أيامي هي تلك التي أربط حياتي وأقوالي وأفعالي فيها مع الله سبحانه وتعالى . . .
وعندما أوجه نواياي لإرضاء الله أولاً وليس للناس ولا طلباً للمال أو المصالح . . .
أبدأ يومي بالتوكل على الله متذكراً بأن الله يراني طوال اليوم وليس وقت الصلاة فقط . . .
أحفظ لساني، ولا أخوض فيما لا يعنيني،
وعند ذلك وجدت أن للأيام طعماً أخر لا يستطيع وصف جماله إلا من أدركه . . .
لم أجعل الحياة هي هدفي الوحيد حتى لا أرهق نفسي بدون طائل . . .
لأن الحياة لا تبقى على حال فهي رحلة بين الفقد والاكتساب. . .
بل هي امتحان لنا يجب أن نتنافس فيها للحصول على أعلى الدرجات لآخرتنا كما نتنافس لنكون الأوائل في اختباراتنا الدنيوية.
قال صاحبنا: صدقت أيه السيد الفاضل، لقد كنا نبكي أحياناً إذا لم نحصل على التقدير العالي في امتحاناتنا الجامعية.
قال الرجل: لماذا لا نبكي لتقصيرنا في حق الله علينا؟، وفي حقوق الغيرعلينا؟
واسترسل الرجل: إن الأيام الجميلة في حياتي هي التي أدركت فيها حقيقة الحياة، فقد ابتعدت عن الذنوب واقتربت فيها من الله، وأصبحت الجأ إليه دائماً بالأعمال الصالحة والدعاء، أحاول أقصى جهدي في أعمالي وخاصة إذا لم أجد حلاً فإني أحاول جهدي وأدع الأمور لله فتُفرج.
وعند ذلك عرف صاحبنا ما كان ينقصه طوال حياته الماضية وهو القرب من الله، وعندها تذكر المقولة التي سمعها كثيراً ولم يكن يعير لها أي اهتمام، هذه المقولة هي:

من وجد الله فماذا فقد
و من فقد الله فماذاوجد

وعلم أن سر سعادة القلب والبعد عن الهموم هو القرب من الله والشعور برضاه سبحانه وتعالى.

دمتم بحفظ الله.

  رد مع اقتباس