عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 10 / 2018, 09 : 10 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي قصتي مع التاكسي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من الطبيعي أن يكون لكل منّا في صغره أحلامه التي يتمنى تحقيقها إذا كبر. وقد كان من أحلامي أني أسوق تاكسي لِما كنت أشاهده من قوة شخصية أصحاب التكاسي (قبل دخول الليموزين إلى الخدمة).
طبعاً لم يتحقق هذا الحلم بسبب الدراسة والانتقال من مرحلة إلى أخرى حتى تم الانتهاء من الجامعة، ولكن ظهرت بوادر تحقق الحلم خلال فترة الشهر التي سبقت مباشرتي للعمل الذي عُينت عليه.

فقد كان أحد زملاء أخي في الجامعة لديه تاكسي يستخدمه في أوقات فراغه، وصادف أن سافر ذلك الزميل إلى الخارج في ذلك الوقت لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة شهرين، وترك التاكسي عندنا أمام البيت وأعطانا (أخي وأنا) الصلاحية الكاملة لاستخدام التاكسي متى ما أردنا.

هنا شعرت بأن الحلم على وشك أن يتحقق، فبدأت في اليوم التالي بعد الإفطار مباشرة بتمسيح التاكسي ثم توكلت على الله بالبدء بالعمل بداخل الحي الذي كنا نسكنه ثم بدأت اكتسب الخبرة والشجاعة حتى وصلت إلى معظم أحياء جدة.
خلال الأسبوع الوحيد الذي استخدمت التاكسي فيه كنت أخرج في فترة الضحى فقط، وخلال ذلك الأسبوع حدثت مواقف حقيقية مختلفة أذكر منها كم موقف.

أول موقف عندما كنت في حي الشرفية، وأشّر لي راكب، توقفت عنده وإذا هو أحد معارف والدي (الذي لا يعرف عن موضوع التاكسي) بعكس والدتي التي تعرف عني كل شيء، وهنا شعرت بالحرج لأني لا أريد هذا الراكب أن يشاهد وجهي فيبلغ الوالد فيحدث لي ما لا تُحمد عقباه.
مباشرة سحبت الطاقية وغيرت في وجهي وصوتي، وأثناء المشوار لم أكن التفت إليه، ولكن كنت أقوم بحركات غريبة حتى أبعد الشبهة إلى أن وصلنا إلى نهاية مشواره اللي كان قريب، ورمى لي خمسة ريالات وراح بسرعة، والحمد لله أنه ما عرفني.

الموقف الثاني في الرويس حوالي الساعة 2 ظهراً وأنا في طريق عودتي للبيت، أشّر لي واحد، فرفعت يدي له بمعنى أني مشغول، وبمجرد ما لفيت يمين كان فيه وحده واقفة تأشر ومعها طفلة صغيرة. وقفت لهم وقالوا لي على وجهتهم، قلت: طيب وركبوا التاكسي، وقبل أن نتحرك جاء الرجل اللي كان يأشر لي قبل شوي، وكنت قلت له أني مشغول وركب معنا (طلع أنه زوجها)، وبعدين قال لي: كيف تقول لي أنك مشغول وتوقف لهم (يقصد زوجته وبنته)، قلت له: أنا فعلاً مشغول بس شفت الطفلة في الشمس وحزنت عليها (الله أعلم بالنوايا)، فقال لي: أنت شهم.
الصراحة "أغتريت" من كلامه، وبعد ما وصلتهم ما أخذت منهم فلوس لأنه أحرجني عندما قال إني شهم.

مره ركب معي رجل سعودي باين عليه أنه مثقف، وجلس يتكلم في مواضيع عامه مختلفة، وكنت أتداخل معاه على قد حالي إلى أن قال لي: غريبة عندك هذي المعلومات وتسوق تكسي؟. قلت له: ظروفي حتمت عليّ، وقلبتها له دراما.
شكله صدّق كلامي لأنه بعد ما وصلنا إلى مكانه، نزل وقال لي: كم حقك؟، قلت له عشرة ريال، فأعطاني عشرين ريال تقديراً لظروفي الدرامية.

أخر موقف عندما كنت مار بباب مكة، وكانت فيه حرمه واقفة ومعها مقاضي، وقفت لها وقالت لي على مشوارها، قلت لها تفضلي، ونزلت أنا علشان أحط أغراضها في شنطة السيارة.
بعد ما ركبت السيارة كشفت عن وجهها، وأخذت تسولف في مواضيع ماني متعود عليها.
قبل ما نوصل مشوارها، قالت لي أنت باين عليك أنك مختلف عن السواقين الثانين لأنك نزلت وركبت أغراضي بنفسك، وعلشان كذا أبغاك تصير أنت اللي توديني دائماً لمشاويري، وطلبت تليفوني حتى تكلمني كلما احتاجت لمشوار (على قولها) فأعطيتها رقم البقالة اللي جنبنا، ووصلتها إلى بيتها.


ثم ذهبت مباشرة إلى البيت، وسلمت مفتاح التاكسي لأخوي وقلت له هذا الشغل يخوّف.
وهكذا قفّلت على أحد أحلامي القديمة.

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
رآنيا  (28 / 10 / 2018)