عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 09 / 2001, 38 : 10 AM   #1
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

افتراضي في جولة إخبارية في إفتتاحيات الصحف الأمريكية : الأربعاء 12 سبتمبر/ 2001

في جولة إخبارية في إفتتاحيات الصحف الأمريكية : الأربعاء 12 سبتمبر/ 2001

مكتب الإسلام اليوم بالرياض – أحمد أبو زيد محمد:

نستعرض معكم عددا من افتتاحيات الصحف الأمريكية التي تناولت ردود الأفعال الصادرة بعد الهجوم الذي أدى إلى تدمير المركز التجاري العالمي بنيويورك وألحق ضررا بالغا بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في العاصمة واشنطون.
ونبدأ بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" ، وتحت عنوان "الحرب ضد أمريكا : هجوم متعذر فهمه" عرضت الصحف للأجواء التي أحاطت بمدينة نيويورك صباح الهجوم ، والتي كانت تنبئ عن يوم من أيام شهر سبتمبر المشرقة ، الذي بدأ بالانتخابات الأولية وافتتاح فقرات الانتخابات أمام الناخبين . وعند الساعة العاشرة ونصف ضرب المدينة طائراتان مدنيتان مبنى التجارة العالمي وتحول إلى ركام . أما في واشنطون فهاجمت طائرة مدينة ثالثة البنتاجون وظلت طائرة الرئيس بعد ذلك تحلق في السماء بحثا عن مكان آمن وهكذا أصبح الشيئ الذي لايمكن تخيله حقيقة أمام أعين الأمريكيين .
وفي خطابه المسائي ، ذكرالرئيس بوش أن الأمس كان يوما لن ينسى والواقع أنه كذلك ، فقد أصبح لحظة من اللحظات التي تشطر التاريخ فتجعلنا نؤرخ قائليه " قبل كذا " و "بعد كذا ".
وهكذا كان الأمس مليئا بالأرقام ، لكنها فقط أرقام القتلى والجرحى : وتحطمت كل عادة وروتين عرفتها المدنية، فإذا تحولت طائرة مدنية مليئة بالركاب إلى صاروخ حرب ، فسيصبح كل شيء خطير. وحينما نطالع شمس الأمس المشرقة عبر حطام وركام وغبار ودخان الانفجارات ، ندرك أن كل شيء قد تغير .
وقد أمضى المحللون والمعلقون ليلة أمس في تحليل حجم التخطيط الذي استلزمه تنفيذ هذه المهمة الإرهابية ، ولكن من المهم أن نأخذ في الاعتبار كم الكراهية الذي تضمنته لتحقق هذا النجاح . إنها كراهية تجاوزت أعراف الحروب، لا تعرف لها حدود ، ولا تلتزم بأي اتفاقيات .
إذا تجاوزنا الصدمة والشجاعة التي شهدناها في شوارع (نيويورك) (وواشنطن) بالأمس ، فإننا نعيش- الآن - بشعور واحد هو: الحاجة إلى الانتقام ، لكن الانتقام في هذا العصر أصبح معقداً، وسيصبح من العسير أن نوازن بين رغبتنا في الانتقام وحاجتنا لليقين. إننا نعاني عملاً من أعمال الحرب دون أن نجد دولة عدو نخوض معها المعركة . أما وسائل الإعلام التي نقلت المأساة، فنقلت لنا –أيضاً- صور المدنيين يعيشون في نفس الأماكن ، التي قد يسكنها الإرهابيون ، ورأينا حياة هؤلاء المدنيين عادية وغالية بنفس قدر حياة ضحايانا ..وقد تركنا هذا محملين بمشاعر متعبة للغاية ..
أما افتتاحية صحيفة (الواشنطن تايمز) فكان عنوانها " أمريكا في حرب " ، وجاء فيها أن (أمريكا) لأول مرة خلال جيل تجد نفسها في حالة حرب .. نعم. هذه هي العبارة الصحيحة والمناسبة " حرب " ومرة أخرى يصبح هذا البلد هدفاً لهجوم كريه قامت به عناصر غير مبالية أو مكترثة بالسمات الطيبة للسلوك الإنساني المتحضر . لكن هجوم الأمس المنسق يعتبر أكثر جبناً من الهجوم الذي وقع في ميناء (بيرل هاربور) منذ ستين عاماً مضت ،فقد كان الأخير منشأة عسكرية على الأقل ، ولم تستخدم قوات (الإمبراطورية) اليابانية المهاجمة مدنيين أبرياء كدرع لها ، على عكس ما فعل الذين اختطفوا أربع طائرات مدنية أمس واستخدموها كصواريخ ضد أهداف في مدينة (نيويورك وواشنطن) .
وترى الصحيفة: أن شعور الأمن الذي شعر به الأمريكيون ، وأنهم آمنون من الفظاعات الوحشية التي تعتبر جزءاً من الحياة اليومية في أماكن أخرى من العالم ، قد تتلاشى للأبد . لكن الهجوم على مركز التجارة العالمي و(البنتاجون) رمزي وله دلالاته ، فهذه الهياكل البارزة والشهيرة هي رمز (أمريكا) ، وبمثابة مستودع لقوة شعب حر ، ومن ثم فقد أصبحا هدفاً للكراهية لمن يحتقرون الغرب وكل شيء يمثله .
ويرى المحرر : أن الأيام القادمة ستكون صعبة على (أمريكا) وقادتها وكل من يتمنون الخير لهذا البلد . لقد كلفنا هذا الهجوم . لكنه سيكلف المسؤولين عنه أكثر مما يتصورونه . فإذا كان (الأمريكان ) غير ملتزمين أو بعيدين للغاية عن الأحداث في الشرق الأوسط وأماكن أخرى ، وغير مبالين بأفكار ونوايا أعدائنا ، فلن يحدث هذا مرة أخرى، فقد استيقظ المارد العملاق النائم.إن أحداث الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 لن تنسى، واللمسؤولين عنها سيدفعون الثمن .
وإذا انتقلنا إلى صحيفة (يو إس أيه توداي ) ، فقد عنونت لافتتاحيتها بـ " يوجد غير وجهة نظر ( أمريكا) في الإرهاب " وجاء فيه : أن الإرهابيين في أوكارهم يشعرون اليوم بالسعادة . وبسبب عزلتهم وانغلاقهم على أفكارهم المسبقة ، سيرى مهندسو الرعب ، الذي حل بالأمة ، وأن الولايات المتحدة أصبحت أمة يسيطر عليها الخوف، وترغب في الانسحاب من عواصف العالم . لكن الصحيفة: ترى " أن الخوف ليس جديداً على الأمة ، وأن السيطرة عليه لم يثبت أنها أمر صعب، مهما كان حجمه .. إن دموع المآقي ستجف وتتحول إلى غضب ، سيحدد كيف ستحيا أمريكا في السنوات القادمة ؟
وترى الصحيفة أن من الطبيعي أن يتم تعزيز الأمن وإثارة الأسئلة عن فشل الاستخبارات في مهمتها . فالهجمات التي ضربت ( أمريكا) ليست عملاً من أعمال قلة من المجانين المسلحين بالقنابل ، وإنما هو هجوم منظم منسق قام به عدو معقد ومتطور، ووجهه صوب شعب الولايات المتحدة. وقد تحول هذا اليوم ، - على الأرجح-، إلى أكثر الأيام دموية في التاريخ (الأمريكي) منذ الحرب الأهلية . وتشير الصحيفة: إلى أن هذه الأوضاع يجب أن تغير بشكل جذري الأسلوب الذي تفكر فيه الولايات المتحدة بشأن الرد. ويجب أن يتناسب الرد مع الفعل حتى لا ينقلب غضب العالم ضدنا، بدلاً من أن ينصب على الإرهابيين . فإذا كان المهاجمون أجانب، - وهذا الاحتمال الأرجح بكل تأكيد – فقد ارتكبوا عملاً من أعمال الحرب بكل ما يتضمنه هذا الأمر من معنى ، وتحذر الصحيفة :" من أنه من الغباء افتراض عدم إقدامهم مرة أخرى على مثل هذا الهجوم ، وفي ظل انتشار الأسلحة (البيولوجية) والكيماوية والنووية تصبح الخيارات أسوأ .
وأي رد على الإرهاب سيتجاوز الدور العسكري إلى حشد الحلفاء والدول الكبرى الأخرى في تحالف عالمي لشن حرب ضد الإرهاب . وكل دولة -حتى التي تختلف معها الولايات المتحدة بشدة -، يجب أن تعرف اليوم أن مدنها ومعالمها ومراكز تجارتها وحكومتها، قد أصبحت عرضة للاختراق كما حدث عندنا . إن العيش في خوف ليس خياراً على الإطلاق ، ورغم أن (الأمريكيين) يشعرون بفقدان الإحساس بالحرية والأمن ، إلا أن الأمة قادرة على تحمل هذه الخسارة لفترة مؤقتة ، خشية أن يشعر الإرهابيون بالنصر الذي ينشدونه .
ونعكف على صحيفة ( لوس أنجلوس تايمز) التي ترى في افتتاحيتها أن: " التصميم (الأمريكي) : لا يتزعزع " فعلى الرغم من تجلي كابوس الحضارة الحديث يوم الثلاثاء 11 سبتمبر في أعقاب الهجوم الإرهابي على معالم البلاد القومية وتسببه في خسائر بشرية فادحة، إلا أن هذه الأمة القوية قـادرة على التخلص من هذه الضربة القوية ، فالمباني تنهار ، لكن (الديمقراطية) تصمد . إن الحادث يقدم للعالم درساً في الشجاعة والصمود والتصميم، ففي الوقت الذي يتقدم الإرهاب والفوضى، تُصَعِّدُ القوات المصممة والعاقدة العزم جهودَها لاستعادة الهدوء.


صبراً يا أقصى لن أنساك ...
ميعاد العزة في مسراك ...

 

  رد مع اقتباس