عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 09 / 2001, 39 : 10 AM   #2
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

افتراضي تابع

وترى الصحيفة: أنه في الوقت الذي بدأ الشر هجومه، صمد الشعب أمام الهجوم، وتدفق الناس من كل أنحاء البلاد على بنوك الدم، وكلهم شوق أن تجرى دماؤهم في عروق الجرحى الذين سقطوا ضحايا ( عدو مجهول) ليعلم هذا العدو أن هذه الأمة قد تختلف مع نفسها ، لكن في ظل ظروف ضاغطة تتوحد .. وتصبح الضربة الموجهة لأي امرىء ضربة موجهة للجميع .
وتذكر الصحيفة بأن المشهد الذي لا ينمحي لا يتمثل في تحطم طائرة في مبنى التجارة ، وإنما في منظر الأطفال وهم يهرعون وفي ذاكرتهم هذا المشهد، لتصبح هذه الهجمات للجيل الصغير بمثابة ( بيرل هاربور) واغتيال (كيندي) آخرين . لكن الشباب احتضن الأطفال ليشاركهم في حكمة تعلموها من مآسي ماضية مفادها " نعم . لقد شهدتم الشر، ولكن تشجعوا ، فعالمنا سيظل على قيد الحياة "
ويرى كاتب المقال: أن الملايين الذين يدخلون عبر خليج ( نيويورك) لأول مرة يلمحون تمثال الحرية وبيدها المشعل ترفعه عالياً كمنارة للتسامح والحرية ، وقد جعل هؤلاء المهاجرون ونسلهم من كل ديانة وعرق الولايات المتحدة أقوى دول العالم وأكثرها تسامحاً .
إن ( أمريكا) ظلت محظوظة ولم يتسبب أعداؤها الخارجيون - حتى الآن- في وقوع خسائر بشرية تذكر على أرضها، وقد كان للدماء التي أريقت من أجل الاستقلال الفضل في تمهيد الطريق لإقامة أمة جديدة. وباستثناء هجوم ( بيرهاربور) ، لم تذق ( أمريكا) ما ذاقته الأطراف الأوروبية المتحاربة في الحرب العالمية الثانية . إلا أن تلك الأمة لن تصبح آمنة بهذا الشكل مرة أخرى - مطلقاً- بعد حادث يوم الثلاثاء، الذي سيغير البلاد أيضاً.
ويدعو الكاتب للتساؤل عما يمكن أن يُفعل لحماية المواطنين ولمحاسبة المقصرين في أداء واجبهم ، حيث إنه مما يثير العجب أن يكون هذا هو وضع الأمن في المطارات، ويُذكر بأن على الرئيس أن يرتفع لمستوى التحديات الضخمة التي تواجهه . فالرئيس ( بوش) يمر بأقسى اختبار، ويجب أن يرتقي إلى مستواه . وقد أحسن صنعاُ حينما عاد ( لواشنطن) وخاطب الأمة قائلاً : إن هذه الأعمال المتعلقة بالقتل الجماعي هدفها إرهاب وإخافة أمتنا..) لكنهم فشلوا في ذلك ، فبلدنا قوي، وقد تحرك شعب عظيم للدفاع عن أمة عظيمة. إن بمقدور الهجمات الإرهابية أن تزلزل أساسات بناياتنا الضخمة، لكنها لن تستطيع أن تمس أساس( أمريكا) إن هذه الأعمال تحطم الحديد الصلب، لكنها لا تستطيع أن تلين التصميم (الأمريكي) الصلب " .
وتوعد ( بوش) بإيجاد الجناة ومعاقبتهم هم ومن وراءهم ، وستشهد الأيام القادمة تكهنات واتهامات وإنكارات واكتشافات وغضب في كل أنحاء البلاد ، ومن بين كل هذا الاضطراب والتنافر والتشوش العاطفي، سيتضح (للأمريكان) وأصدقائهم ، بل وأعدائهم: أن الحسم والتصميم الديمقراطي قد أصبح أمراً مالوفاً للجميع .
وإذا انتقلنا إلى صحيفة ( فلادفيا انكورير) ، فسنجد: أن افتتاحيتها اتخذت عنواناً هادئا مفاده " دعونا نصلي ودعونا نتحد " وجاء فيه أن يوم الثلاثاء الماضي لا نظير له ، قد بعثر(أمريكا) بشكل لا يمكن تصديقه وفي ضربات سريعة سقط قتلى أكثر ممن قتلوا في أكثر من حرب . إنه يوم الخوف ، الذي أظهر مدى هشاشة سياج الأمن الذي يحمينا .
بناء على ذلك يدعو الكاتب إلى الصلاة من أجل الموتى والمفقودين في الطائرات المدنية وبرج المركز العالمي التجاري ومقر (البنتاجون) بل وأولئك الذين هرعوا لنجدة المصابين .. وفي النهاية يدعو إلى الصلاة من أجل شعب أمريكا لحاجته للقوة الروحية ليتجاوز هذه المحنة دون أن تتأثر مثالياته .
ويعدد الكاتب أسباب كراهية الأعداء ( لأمريكا) ، فيذكر منها: الحرية ، والتسامح، والثروة الخلاقة ، والقوة العسكرية.. ويطرح تساؤلاً : هل سنبادل الكراهية بمثلها ؟ ويجيب : لا. اعتراض على وجوب رد ( أمريكا) على هذا العمل الحربي، ولكن على الرئيس وفريقه أن يقرروا الأمر وينفذوا أنسب الردود.
ويحذر الكاتب من الوقوع في فخ التحيز ويدعو للتعلم من أخطاء الأزمات القومية السابقة، ويدعو إلى إظهار كيف تتصرف الأمة الحرة والشجاعة والمتحدة في مواجهة المصائب والشرور؟.
وعلى صفحات صحيفة ( واشنطن بوست) تعرب الصحيفة عن رأيها تحت عنوان "رد واشنطن" وجاء فيها أن مدنيين أبرياء دفعوا ثمناً غالياً وفظيعاً لأعمال القتل التي جرت يوم الثلاثاء 11 سبتمبر .. وهكذا عانى أناس لم يفعلوا شيئاً ، بل وفقد كثير منهم أرواحهم في تلك الحوادث الإرهابية. وقد أصبحت ( واشنطن) ، التي كنا نظن أنها منيعة ضد أي هجوم إرهابي منسق ، وفي حالة طوارىء لتشرب كأس حرب غير معلنة شنت دون احترام لأي قواعد .
لكن الصحيفة تؤكد أنه على الرغم من قسوة التفجيرات لم تركع منطقة العاصمة، ولم يستسلم الناس لحالة الذعر مما حرم الإرهابيين من النصر الذي ينشدونه وكشف عن قدر القوة التي تزخر بها المنطقة ، والتي ستهيئنا لأي شيء ، مهما يكن لمواجهته مستقبلاً .
واهتمت صحيفة ( نيويورك ديلي نيوز) في مقالها الافتتاحي بالحديث عن الحادثةوقدمت المقال قائلة " إنها لحظة جليلة في تاريخنا ، فالله يعلم أن الشعب (الأمريكي) لايرغب هذه الحرب ، ولكن – الآن – بعد أن أصبحنا فيها ، ليس أمامنا شيء نفعله إلا أن نتعامل بكل ما نملك ونعني بذلك ( الديمقراطية) والحرية وإيماننا بقوة هذه الأمة، وثقتنا التي لا تتزعزع في شجاعة ورحمة شعبنا ( الأمريكي) ولكنها أمور لا يفهمها المسؤولون عن الأعمال الإجرامية مطلقاً.
وشددت الصحيفة على أن (أمريكا) عبارة عن فكرة أومفهوم يكمن في قلب الفرد، وإذا كانت القلوب قد تعرضت لحالة من الانكسار ، فإنها ما زالت تدق .
وتساءلت عن مرتكب الحادث؟ ، وهددت بأنه سيجلب أمام العدالة . وقد ذكر الرئيس (بوش) أن أمريكا تُمتحن في قيمها وإدارتها وقوتها وتصميمها ، وترى الصحيفة أن كل (أمريكي) قد أصبح في هذه الحرب -الآن -، وأن أسلحتنا فيها هي الحرية والتحرر وحب جارف لبلادنا وللإنسانية . وكل هذه الأسلحة لا توجد في ترسانة العدو.


صبراً يا أقصى لن أنساك ...
ميعاد العزة في مسراك ...

 

  رد مع اقتباس