عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 09 / 2001, 08 : 11 PM   #1
الصارم 
سفير الوئام

 


+ رقم العضوية » 166
+ تاريخ التسجيل » 27 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 1,181
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الصارم غير متواجد حالياً

افتراضي أمريكا ستدفن جنودها في مقبرة أفغانستان؟

هل يمكن أن تكون التفجيرات التي وقعت علي نيويورك وواشنطن بمثابة عود الثقاب الذي سيشعل العالم؟!.
ما هو سيناريو الضربة أو الضربات الأمريكية التي ستقوم بها وإلي من سيتم توجيه هذه الضربات ؟.. وما هي حدودها؟.. أسئلة عديدة تتردد علي ألسنة الخبراء والمحللين والعامة في العالم كله خوفا من أن تندلع الحرب العالمية الثالثة..والساعات القادمة هي التي ستجيب عن تلك الأسئلة.
خسائر مضاعفة
أجواء الحرب تسيطر علي العالم.. بعد أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من حوادث التفجيرات 'يوم الثلاثاء الدامي' مثل الأسد الجريح تحاول أن تلملم أشلاءها وتنتصر لكرامتها التي أهدرت حتي تمتص غضب الشارع الأمريكي.. حيث اعتبرت أمريكا الهجوم الأخير هو بمثابة إعلان حرب لا يقل خطورة عن الهجوم عليها في 'بيرل هاربر' نهاية الحرب العالمية الثانية والذي ردت عليه بالقاء القنابل الذرية علي اليابان.. لكن هناك فرقا بين اليوم وأمس..وحتي الآن يتجه الحشد الأمريكي إلي سيناريو الحرب التي قد يراها البعض ستتسع حتي تصبح حربا عالمية ثالثة.. فطبقا لقرارات حلف الناتو وصلت تركيا قوات إضافية من القواعد الأمريكية وقواعد الناتو في أوربا.. وأصبحت قاعدة 'انجرليك' الجوية التركية مرشحة للقيام بدور مهم في الحرب القادمة حيث أكد الجنرال 'حمهوزا سياروك' قائد القوات التركية استعداد الجيش لأي عملية عسكرية محتملة في اطار استعدادات الناتو.. كما طلبت الولايات المتحدة من اليونان تزويدها بحوالي 28 ألف طن وقود يتم تسليمها إلي قاعدة 'روتا' الجوية الاسبانية الأمريكية كما أن الكونجرس الأمريكي والشعب الأمريكي أيضا قد أعطوا الإدارة الأمريكية تفويضا لاتخاذ إجراءات عسكرية لشن حرب شعواء ضد الدول التي تحوم حولها الشكوك في احداث الثلاثاء الدامي.. حيث اقلعت الطائرات الأمريكية إف 16 وطائرة انذار مبكر أواكس في مهمة لم يتم تحديدها من قاعدة 'انجرليك' التركية.
رسائل
إعلان الحرب يجب أن تفهمه في ضوء الحادث والرسالة التي تركها مرتكبوه كما يقول اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي. والتي تتكون من عدة بنود.. الأول منها.. هو أن أمريكا رغم قدرتها العسكرية الهائلة فهي قابلة للاختراق وأن القوة العسكرية الفائقة وحدها لا تحمي الدول، والبند الثاني في الرسالة.. أنه اذا كانت أمريكا في أمان تام من احتمالات ضرب أهدافها في الخارج بفضل ما تفرضه من حراسات وما تقوم به الدول التي تقع فيها الأهداف الأمريكية علي أرضها فإن الضربة يمكن أن تكون في عقر الدار وتكون من العنف والقسوة أكثر من أي ضربة توجه لأهدافكم في الخارج، الجزء الثالث من الرسالة أن أمريكا تعامت عن مصالحها مع الدول الأخري لمصلحة إسرائيل فالعرب والمسلمون يتم ضربهم بالعراق وفلسطين بأسلحة أمريكية.. وفي الرسالة أيضا.. إذا كنتم أيها الأمريكان تراهنون علي إسرائيل فإنها هي السبب فيما تتعرضون له، وعلي صانع القرار الأمريكي أن يحلل الرسالة وفي ضوء التحليل يكون رد الفعل.. وأن تجيب أمريكا عن سؤال هو.. من :المستفيد؟ والجواب المستفيد هو اليهود والصهيونية العالمية لاستعداء العالم ضد العرب والمسلمين والقضاء نهائيا علي قضية فلسطين.. صحيح أن منفذي العملية لهم أهداف استشهادية والواجهة قد تكون عربية وإسلامية ولكن المدبر والمخطط هو المستفيد وهي 'إسرائيل' وكل الثوراث غير الشرعية والحروب العالمية والمصائب كان وراءها اليهود والصهيونية العالمية، اما إذا لم يتفهم متخذو القرار الأمريكي مضمون الرسالة فإن الإدارة الأمريكية سوف تقوم بالضرب ومن المحتمل أن يتم توجيه الضربة ضد افغانستان لكن ماذا سيضرب في افغانستان؟!.
تكلفة أمريكا في هذه الضربة ستكون أكبر من أية خسائر أمريكية.
وإذا نزلت بقواتها في أفغانستان سيحدث لها ما حدث للاتحاد السوفيتي سابقا اذا قامت بضرب سوريا والعراق فسوف تكون النتائج ألعن وستكون هناك جماعات أكثر عنفا.. كما أن أمريكا يجب أن تضع في اعتبارها رد الفعل.. فإيران لن تسكت وعما إذا كنت أمريكا ستقوم بشن الحرب بمفردها أم ضمن تحالف.. قال اللواء 'سويلم' إن بريطانيا أو فرنسا لن تزيد القوة التي ستكون في الأساس أمريكية مثلما حدث في حرب الخليج الثانية.
الانزال البري ممنوع
اللواء فاروق فهيم الخبير الاستراتيجي ينطلق من الحادث الدامي ويقول: لاشك أن الذي حدث في أمريكا كان أكبر من العمليات التي وقعت في التاريخ.. ومع هذا فإننا نستبعد حدوث حرب عالمية ثالثة.. ولكن المتوقع هو أن تقوم أمريكا بمعاقبة من تعتقد أنهم وراء هذه العملية وخاصة دولة من الدول أو مجموعة من الإرهابيين.. وحتي الآن لا توجد أدلة قاطعة تحدد من وراء هذه العمليات.. ولكن من الواضح طبقا للبيانات التي تصلنا أن أمريكا تستهدف افغانستان حيث يوجد اسامة بن لادن بها ونعتقد أن الولايات المتحدة الآن تضع خيارات مختلفة سواء كانت ضربات جوية أو صواريخ أو استخدام القوات البحرية أو البرية لكي تنتقم لهذه العمليات والسيناريو لن يخرج عن عمليات انتقامية فقط دون ان يتسع الأمر إلي حرب عالمية شاملة لعدة أسباب.. السبب الرئيسي منها أن أمريكا لا تستطيع انزال قوات برية لأكثر من سبب حيث يتطلب ذلك نقل القوات جوا.. في حين ان افغانستان دولة قارية ليست لها سواحل.. والسبب الثاني وهو مهم جدا أن أمريكا لن تنسي الدرس الذي تسميه دروس الحرب الفيتنامية ولن تنسي أيضا ما قاسته القوات السوفيتية عندما احتلت افغانستان وتم اجبارها علي الانسحاب مع خسائر فادحة، كما أن أمريكا تضع اعتبارا كبيرا للخسائر البشرية.. كما أن أراضي افغانستان تتسم بالطابع الجبالي ولذلك فالتاريخ الافغاني يدل علي أن استعمارها كان من الصعب نتيجة لطبيعة الأرض وطبيعة الشعب أيضا.. ولكن من المرجح استخدام الضربات الجوية سواء بالقنابل أو الصواريخ أو توجيه صواريخ كروز باستخدام القوات البحرية، كما حدث في حرب الخليج الثانية.. ومن دروس هذه الحرب أيضا. ان بوش الأب أحجم عن ادخال القوات الأمريكية بالعراق رغم أن قائد العمليات شوارسكوف كان من رأيه استمرار العمليات ولكن بوش رفض الاستمرار.. وهناك اسباب أخري تؤكد أن سيناريو حرب عالمية لن يحدث حيث إن روسيا الآن في وضع اقتصادي حساس وتحاول أن تستعيد هيبتها كدولة عظمي سابقا وأصبحت الآن قوي كبري من الدرجة الثانية وهناك فرق بين دولة عظمي ودولة كبري حيث يري علماء السياسة أن الدولة العظمي يجب أن تتوافر لها عدة عوامل منها أن تكون ذات مساحة كبيرة مع قوة سكانية هائلة وتساعدها قوة اقتصادية كبيرة مع قوة عسكرية ونووية كبيرتين.. وقد زالت أغلب هذه الصفات عن روسيا.. وعلي الرغم من أنها قوة عسكرية ونووية إلا أنها أقل كثيرا من الولايات المتحدة.. كما أنه من مصلحة روسيا أن تبعد نفسها حتي تستطيع العودة مرة أخري كقوة ردع نووية مؤثرة.
تجارب فاشلة
اللواء مجدي عمر الخبير العسكري يري أن الأمريكان وصفوا حوادث التفجيرات بأنها ليست مجرد إرهاب.. وإنما هي حرب.. وهذا التوجه الأمريكي هدفه خداع الرأي العام الداخلي والتغطية علي الفشل الأمريكي في إجهاض العملية رغم الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها أجهزة المخابرات.. والمتوقع علي ضوء الخبرة وردود الفعل الأمريكية ان يتم توجيه ضربة عسكرية لافغانستان مثلما حدث عقب ضرب السفارتين الأمريكيتين في كينيا وأوغندا لامتصاص الغضب الأمريكي وبعد ذلك سوف تبدأ عمليات مخابرات واسعة النطاق حول مراكز الإرهاب، كما تخيلتها أمريكا ولن تكون وحدها.. فهناك تعاون بين أجهزة المخابرات الأمريكية وأجهزة مخابرات دول الناتو ولديها تعاون أيضا مع أجهزة مخابرات أخري خارج الناتو، كما أن هذا الحدث أدي لايقاظ أمريكا وأكد أنها ليست بعيدة عن أيدي الإرهاب الذي صنعته ودعمته في عدة دول.. وحول احتمال توجيه ضربة أو ضربات عسكرية لدول أخري تقوم أمريكا بتصنيفها بأنها دول مارقة قال اللواء 'مجدي عمر' : حاليا تركيز أمريكا علي شخص بن لادن ولن تكرر خطأها الذي وقعت فيه عندما قامت بضرب مصنع الدواء في السودان.. أما ضرب العراق فإنه لم يتوقف فهناك ضربات عسكرية يومية كما أن التركيز علي افغانستان في شخص 'بن لادن' سيكون عملية استعراضية إعلامية لإرضاء الرأي العام الأمريكي الذي يحب أن يري الإنسان واحدا من اثنين: إما بطلا وإما عدو. وبدلا من أن يكون الهدف غير محدد يتم صب جام غضب الشعب الأمريكي علي شخص 'بن لادن'، كما لا يستبعد اللواء عمر ان تقوم أمريكا بعملية لاختطاف بن لادن كما فعلت في بنما واختطفت رئيس الدولة.. وهذا ما يجعل أراضي باكستان مطلوبة لأن عملية الاختطاف ستكون عن طريق طائرات هليوكوبتر ولكن ايضا لأمريكا تجربة فاشلة في إيران عندما حاولت استرداد الرهائن الأمريكان من أيدي الطلبة الإيرانيين.
وعن دور الناتو أكد 'اللواء عمر' أن أمريكا ليست بحاجة للحلف من الناحية العسكرية ولكنها تريد فقط أن تثبت أنها مازالت تقوم بدور القائد للنظام الدولي الحالي وأن الضربة لم تهدد أو تهز كيانها وأنها مازالت القوة العظمي في العالم.. ولذلك قد يحدث اشتراك رمزي من قوات التحالف.


نجوي طنطاوي
محمد أبوالنور

  رد مع اقتباس