عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 10 / 2018, 54 : 07 AM   #6
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ][`~*¤!| مصلى الوئام |!¤*~`][

المسجد ودوره
كان أول عمل شرع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة ووصوله إليها برفقة خليله أبي بكر الصديق رضي الله عنه هو تأسيسه للمسجد الذي كان الهدف منه أن يكون مكاناً للعبادة، ومدرسة لتعليم الصحابة رضوان الله عليهم الدين الإسلامي، وأسس الدعوة إلى الله.
واستمر المسجد بعد ذلك يؤدي دوره الرئيسي كمكان لتجمع المسلمين لتأدية الصلوات وتعلّم كل ما يفيدهم في دينهم ويضبط لهم أمور دنياهم، ويزيل الفوارق الاجتماعية بينهم، ولعل هذا هو سبب تسمية المسجد بالجامع، وذلك لأنه يجمع المسلمين، ويوحّد ما بينهم حين يجتمعون فيه، وقد تجردوا من كل أمورهم الدنيوية.
فالمسلمون خارج المسجد تتعدد بينهم الفوارق الاجتماعية، فمنهم الغني ومنهم الفقير، بينهم المشهور والبسيط، المسئول والعاطل، العربي والأعجمي، وغير ذلك من التقسيمات التي تميز فيما بينهم في حياتهم العامة، ولكن جميع هذه الفوارق تزول بمجرد دخولهم المسجد، وكأنما هم قد خلعوها كما يخلعون أحذيتهم (أكرمكم الله) عند باب المسجد.
المدقق فيمن هم بداخل المسجد يجد بأنهم سواسية يتنافسون بالتقوى ولا يتفاخرون بالزي ولا بالجاه، وإنما يتفاضلون بكثرة الخشوع وحسن العبادة، وذلك تأكيداً للمبدأ الرباني {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (سورة الحجرات: 13).
وتعم المصلين هذه الألفة فتساعد في تأكيد زوال الفوارق فيفسح كل منهم للآخر، ويسدون الفُرج التي قد تحدث في الصفوف ليكون ذلك التلاحم هو العلامة الظاهرة للتآلف الباطني، ويتأكد التواد بعد الصلاة حيث يتبادلون السلام والتحية حتى وإن لم يعرفوا لغة بعضهم البعض.
إن ساعات المسجد جلا للقلب والعقل، وانفتاح للسمع والبصر، تزول فيها الحُجب عن القلوب، والغشاوة عن الأعين، والوقر عن السمع.
إن هذه الساعات هي الزاد الحقيقي الذي نحتاج إليه دائماً ليثبتنا في معترك الحياة، وليكون مُذكّراً للحق ومانعاً لنا من أن نستجيب للأباطيل.
إننا في حاجة ماسة إلى أن نعيد قراءة تاريخ ودور المسجد الذي كان له أثره الكبير في قيادة المسلمين للعالم لعدة قرون، حيث كان يقوم فيه أهل الشأن بتنوير عامة المسلمين بما يفيدهم ويفيد أمتنا الإسلامية، داعين الله أن يثبتهم في دينهم، وان يرزقهم السعادة في الدارين.

  رد مع اقتباس