طأطأت برأسها العالي لتخفي القطرات التي بدأت تتدفق إلى عينيها بسرعة ..
حتى لا يراها أحد .. فقد اعتادت على تجرعها لوحدها .. خوفا من إيلام من تحب ..
اختارت الصمت طريقا للكلام .. والدموع طريقا للسعادة .. فلم تعد تتحمل قسوة الحياة عليها .. ولكن رغم ذلك بقيت تبتسم ..
تدافع عن قلبها المتفطر .. تحاول الوصول جاهده ..
::
كلما رفعت رأسها .. ترى طريق الحياة قد أمتد أكثر فأكثر .. مدينة تتلوها مدينة .. و شارع بعد شارع .. وممر يقطعه ممر ..
كل شيء في هذه المدينة مختلف .. !!
لكنها [ استرسلت في صمتها المبرح ] ..
لتقابل ممرات الحياة بقوة وعزيمة وإصرار ..
رغم ضيقها ووحشتها .. ورغم قسوة الشمس على خصلات شعرها المنسدل على خديها ..
::
رغم رقة قلبها .. كانت شجاعة ..
فقد جعلت للحزن في قلبها مسكن .. وللألم غرفة .. وللنسيان نافذة .. ولكن لم تبح بهذا لأحد من سكان مدينة حياتها ..
كانت تبدو في قمة سعادتها في كل حين .. رغم ذلك الألم الذي كان يعتصرها .. وحملها الثقيل الذي كان يتعب ساعديها .. كانت تكابر جاهده ..
أن لا يحس بها أحد ممن تحب فيخر محزونا لأجلها .. او يتضايق لأجل دموع عينيها ..
رغم شوقها وحنين مقلتيها الناعمتين [ لرفق الحياة ] .. كانت تبوح بصمتها الدافئ ..
وتعاتب جدران تلك المدينة .. على قسوتها .. وعلوها .. ومتانتها ..
كم أنتي سعيدة .. ؟؟
فقد أهديتك الكثير من لب عيني .. فكم أنتي سعيدة .. أبها تشعرين بالسعادة .. أم بها تزينين جدرانك العتيقة ..
كم أنتي قاسية.. ؟؟
فقد أهديتك زهرة العمر وروحها .. فكم أنتي قاسية .. أبها تعانقين الفرح وتعلقين الألم على كاحلي.. حتى تمنعي حركتي ..
كم انتي ...........!!
كم أنتي ...................!!
كم أنتـي .......................!!
وبعد ذلك الحديث .. الذي حاصره الصمت المطبق .. وكللته دموع القلب حتى بات يسري في عروق الحياة ..
أبت الحياة إلا القسوة و أبت هي إلا الولوج للسعادة ..
فحاصرة حياتها بصمت كلماتها .. وحاصرتها الحياة بعقبات في طريقها .. بحثت عن السعادة ..
في الحياة .. لكن ..
لم تجدها .. !!
[ ولكنها لم تيأس فصنعة سعادتها بصمتها .. ]
.. التوقيع : خريجة مدرسة الحياة ..
حووور ..