عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 09 / 2002, 30 : 06 AM   #1
طالب العلم 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 2221
+ تاريخ التسجيل » 07 / 03 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 167
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

طالب العلم غير متواجد حالياً

افتراضي من آثار العلامة السعدي رحمه الله /1

من آثار العلامة السعدي رحمه الله /1 للشيخ أبو عبدالله الموصلي حفظه الله .. لقراءة الموضوع بالالوان اضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد ..

ننقل لكم شيئاً من آثار العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله على حلقات وفي هذه الحلقة نتكلم عن:

توطين النفس على العمل

توطين النفس على العمل والعزم الذي لا تردد فيه أكبر عون على إتمامه وإتقانه وسهولته على العامل، والسبب الظاهر، فإن النفس متى عزمت عزماً أكيداً لا تردد فيه، لم يبق لها التفات إلى غيره، وانحصر الفكر والهمة والإرادة فيه، وتوجهت إلى إكماله وإتقانه، ولا شك أن الأقبال بالكلية على العمل يحصر التوجه الباطن والظاهر إليه مع ما يحصل من معونة الله للعبد الذي على هذا الوصف، فإذا وطن نفسه على العمل، عمل العبد جميع الأسباب التي تكمل له العمل التي من أعظمها الأستعانة بالله والتوكل عليه، قال تعالى: (( فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )) [سورة آل عمران:159]، ولهذا المتردد الذي يعمل العمل وليس من نيته الجازمة تكميله، بل يعلق تكميله على أمور أخر سريعاً ما ينحل عزمه ويتوجه قلبه إلى وجهة أخرى، ويضعف عمله لذلك، فالعزم والثبات هما السبب الأكبر لنيل المطالب المتنوعة، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم! إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد )) [أخرجه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي]، لأن بالأمرين يحصل الكمال للعبد: العزيمة على الرشد التي هي أمور الخير كلها ثم الثبات على ذلك والنقص إما من عدم العزيمة أو العزيمة على ما ليس يرشد، وهي الأمور التي لا نفع فيها في الدين ولا في الدنيا، أو عدم الثبات الذي سببه التردد وعدم التصميم، فعلى من شرع في عمل رشد نافع أن يوطن نفسه على تكمليه من كل وجه، ويوجه له وجهته الظاهرة والباطنة، ولا يستبطئ النتيجة النافعة، بل يثابر عليه مثابرة الجازم الذي لا مثنوية عنده ولا تلوم.

وقل من جد في أمر تَطَلبُهُ *** واستصحاب الصبر إلا فاز بالظفر

فطالب العلم، وسالك طريق خير، وطالب سبب من الأسباب الدنيوية النافعة، كل هؤلاء محتاجون إلى توطين نفوسهم على مطلوبهم، وأن يستمروا على ما يسره الله لهم من الأسباب التي ينالون بها مطالبهم، ويثابروا على ذلك حتى يتم لهم ما أرادوه وطلبوه، ولا ينتقلوا في الأسباب قبل تمام ما قصدوه، فإن التنقل في الأسباب وكثرة الطوارئ التي تطرأ على العبد مضيعة للوقت مذهبة للبركة، والتجربة والمشاهدة خير شاهد على ذلك.

والله الموفق (1).

-----------------------------

(1) مجموع الفوائد واقناص الأوابد ص 165-167

  رد مع اقتباس