منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

16 / 03 / 2007, 06 : 08 PM

الغذاء له تأثير على الشباب في مستقبلهم
@@@

مستقبل شبابنا الصحي!!!

د.رشود عبد الله الشقراوي
إن فئة المراهقين والشباب تمثل نسبة كبيرة من شرائح المجتمع وخاصة في دولنا العربية، وهذا ما تشير له الإحصائيات الداخلية في بلادنا، حيث تشكل هذه الشريحة نسبة كبيرة وللأسف الشديد أن احتياجاتهم تزيد بشكل كبير وفي كل الاتجاهات والمجالات، ولذلك فإنه يجب علينا الاهتمام بطلباتهم واحتياجاتهم وخصوصا أن هؤلاء هم مستقبل هذا البلد، فالشباب هم رجال المستقبل، وكما نعلم أن هذه الشريحة (أولاد وبنات) يؤثر فيهم كل ما يقدم لهم من تلبية احتياجات في مستقبلهم فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر ولقد لوحظ أن الغذاء سوء كان روحيا أو ثقافيا أو تغذويا له تأثير عليهم في مستقبلهم. ومن خلال العديد من الدراسات الميدانية في مجال الصحة على هذه الفئة اتضح أن هناك مشاكل كبيرة لديهم، حيث تشير الدراسات الى أن هناك زيادة كبيرة جدا في انتشار السمنة وزيادة الوزن عند كل من (البنات والأولاد) وهذه الزيادة عند البنات أكثر ومن خلال هذه الدراسات البحثية اتضح أن هناك سوءا كبيرا في التغذية لديهم وكذلك قلة في النشاط الحركي (الرياضة) وزيادة في معدلات مشاهدة التلفزيون ولعب الألعاب الإلكترونية وانتشار العديد من العادات الغذائية السيئة.
كل هذه العوامل تساهم بشكل كبير في تدهور صحتهم وسوف يلاحظ ذلك بعد أن يبلغوا وتزيد أعمارهم وتصل 02إلى 03سنة، حيث سوف يصاحب ذلك انتشار العديد من الأمراض المختلفة والمصاحبة لزيادة الوزن مثل ارتفاع الدهون والكوليسترول والضغط والسكري وغيرها من الأمراض، ومن خلال تجربة ميدانية قمت بها العام الماضي على مدى انتشار هشاشة العظام عند السيدات في مدينة الرياض كان من ضمن العينة بعض الأمهات مع بناتهن واللائي في أعمار (41- 81سنة). وقد لوحظ أن قوة العظام عند الأمهات أكثر وأفضل من بناتهن رغم انخفاض كثافة عظام الأمهات، ولكن هذا يوضح أن المشكلة (هشاشة العظام) والتي من المفروض أن لا تبدأ في سن مبكرة كانت منتشرة في شريحة المرهقات والشابات كل هذه المؤشرات تجعل المهمة صعبة جدا وتحتاج إلى أن يكون هذا الموضوع من أولويات أصحاب القرار في تبني خطه واستراتيجية واضحة في مراقبة صحة هؤلاء المراهقين والذين يعتبرون قوام وأساس البلد في السنوات القادمة فهم عماد الوطن بعد الله سبحانه وتعالى نحن في حاجة إلى وضع خطة تساهم في رفع مستوى وعي هذه الشريحة وتوفير أفضل الطرق سواء عن طريق البيت أو المدرسة أو النادي الصيفي وتوفير الإمكانيات لهم سواء عن طريق خدمتهم في أحيائهم وقرب منازلهم، وذلك بتوفير الأماكن التي يستطيعون ممارسة هواياتهم مثل الرياضة والألعاب الأخرى ومن خلالها تقدم لهم المعلومات بشكل مبسط وسهل، كما أن الوالدين يجب أن يكونوا قدوة لهم في كل الأمور وان يتم كذلك تقديم الدعم للآباء والأمهات ليتم تقديم المعلومات السليمة والصحية لهم بشكل صحيح وسليم.
أحاول هنا أن أوضح أن هناك خطرا كبيرا قادما على أبنائنا وبناتنا يجب علينا الحرص على الحد منه وتوفير كل ما هو مناسب لهم ليتم الحد من تزايد الأمراض والمشاكل والذي سوف يكون له دور خطير على الفرد (الطفل) وأسرته وعلى المجتمع والدولة، ولذلك يجب ان نرتقب هذا المستقبل وان يكون مستقبلا سليما وسعيدا وليس مستقبلا خطيرا وممزقا.
@@@@@
elgrwany