عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 02 / 2013, 05 : 04 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي عندما يكون الموت سبباً للتواصل


قد يكون هذا العنوان مستغرباً لتناقضه مع الواقع نظراً لأن من معاني الموت أنه الفراق الأبدي بالنسبة لحياتنا الدنيا، بينما التواصل هو التلاقي بين الناس شخصياً أو بواسطة وسائل الاتصال المختلفة التي زادت وتنوعت في السنوات الأخيرة.

حقيقة، لم اشعر بالضيق مثلما شعرت به الأسبوع الماضي عندما توفي قريب ليّ في مكة المكرمة حيث يقيم هناك مع أسرته.
لم تكن تلك المشاعر التي انتابتني نتيجة لفراق قريبي رحمه الله فقط، بل كان السبب الأخر هو شعوري بالتقصير نتيجة لانقطاعنا عن بعضنا خلال السنوات الأخيرة، هو وأخوته من جهة، وأنا وإخوتي من جهة أخرى حيث لم نعد نتقابل إلا في مناسبات الفرح أو الترح بعد أن كان هناك تواصل مستمر بيننا وبينهم خلال مراحل طفولتنا وما بعد ذلك.

لقد أعادت أيام العزاء الثلاثة التي قضيتها مع إخوة المتوفي وبقية أسرته الكثير من الذكريات الجميلة، والتلاحم القوي الذي كنّا عليه سابقاً، وشعرت بالأسف الشديد على عدم تواصلنا خلال الفترة الماضية، وكيف أن تقصيرنا المشترك في التواصل نظراً لظروفنا العملية وغيرها كان سبباً لحرماننا من نعمة التلاقي الذي استمتعت به مؤخراً على الرغم من أن المناسبة لم تكن مناسبة فرح.

ما جعلني أكتب حول هذا الموضوع هو جملة ذكرتها أختي المتميزة رحيــــل في مداخلتها حول موضوع طرحته قبل أيام حيث تفضلت بقولها: " أحيانا نتناسى أو نتجاهل امور لا تعني لنا الا القليل ولكنها تعني الكثير لغيرنا "، وكأنما قد اختصرت في هذه العبارة السبب الرئيسي لتقصيري في التواصل مع بعض أقاربي والذي كانت نتيجته ندمي على تفريطي في هذا الواجب الاجتماعي، وإن كنت قد تعاهدت مع أقاربي مؤخراً على العودة إلى التواصل المستمر وتبادل الزيارات فيما بيننا باستمرار في قادم الأيام بأذن الله.
الحقيقة التي يجب أن تُقال عن بعضنا، وأنا منهم أننا نقوم حالياً بالتواصل ولكنه في الغالب تواصل مع زملاء الدراسة أو زملاء العمل، أو مع اصدقاء النت، ولكنه في أحيانٍ كثيرة نقصّر في التواصل مع الأقارب على الرغم من أن ديننا يحثنا على صلة الرحم لما في ذلك من الأجر العظيم، كما أنه من أسباب دخول الجنة.

أعود إلى حيث بداية الموضوع، حيث أن وفاة قريبي رحمه الله كانت سبباً – بعد إرادة الله - لإعادة التواصل الجميل والحميم بيننا، وهو درس قاسٍ تعلمت منه كثيراً، ولا أتمنى أن يتكرر معكم.


دمتم سالمين.

  رد مع اقتباس