الموضوع: الأسد والإنسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 12 / 2011, 45 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الأسد والإنسان


حينما نزور حديقة الحيوان، وننظر في وضع الأسد في قفصه فإننا نراه هاجعاً مستسلماً، أو قائماً متبرما، ينظر ويُغضي، ويدور بقلق في محبسه.
والزوار يقفون بالقرب من قفصه بدون خوف منه، يتحدثون عنه بشيء من التعجب والسخرية.

إن ما نراه في القفص ليس هو الأسد الحقيقي، ليس هو الليث، ولا الغضنفر، ولا أسامة، أو الضرغام،
بل هو جسم أسد يتحرك بدون إدراك، لأن الأسد الذي نعرفه وتعرفه الغابة هو قوة تصول وتجول،
يُقدم ولا يُحجم،
عيناه حادتا النظر وتكادان تبصران في الظلام،
يزأر فتسمع زئيره في كافة أنحاء الغابة.

أن الأسد الحقيقي هو الطليق في الغابات، والذي تُوّج ليكون ملكاً للغابة، تجده دائماً متوثباً للانقضاض.
ولهذا فإن ما نراه في القفص هو جسد أسد فقط،
هناك عزته وهنا ذلته،
هناك حياته وهنا نهايته.
إن كل معنى للأسد الحقيقي قد اختفى وهو في القفص، فليس هذا سوى مسخ لصفات الأسد الحقيقي.

قد يتسأل البعض عن علاقة عنوان الموضوع بالإنسان رغم أن أنني قد تحدثت فقط عن الأسد،
فأقول بأن هذا الوضع ينطبق على كل من يُحوّل أو يتحوّل عن حقيقته الأصلية، ويبّدل من أخلاقه الأصيلة، ويستوي في ذلك الإنسان والحيوان.
فالإنسان الذي لا يسمو إلى مكارم الإنسانية ومآثرها،
ولا يُدين بأخلاقها وعواطفها،
والذي لا يُصلح ولا يعدل،
ولا يرحم ولا يشفق،
ولا يُعين على الخير ولا يُعاون على البر،
ليس إنساناً وإن حمل صورة إنسان، لأنه يهبط من مستوى الإنسانية إلى أقل من ذلك.

وهذا يدعونا إلى أن نُحسن في تعاملنا مع كل من نتعامل معهم، ويتساوى في ذلك من نعرف ومن لا نعرف،
وأن نقوم بتأدية ما علينا من حقوق مثل البر بالوالدين وصلة الأرحام.وإعانة المحتاج ليكون كلُ منّا إنساناً بمعنى الكلمة.

دمتم سالمين.



  رد مع اقتباس