صفحة من مذكراتي

نقية.. أسئلة الصغار . عفوية كما المطر ، تلقائية كالحظات

الفرح والشجن.. يسيرون الدرب حتى منتهاه.. لايتوقفون عند..

ماذا؟!لكنهم ينظمون كل أدوات الإستفهام في عقد متتابع ومنتظم

لايؤمنون بالأبعاد القصيره.. ولا يقتنعون بالمساحات الضيقة..

إن هوايتهم كشف المجهول .. ومتعتهم نزع الأستار.

أن تجثو على ركبتيك . ساعات تطعم ذلك الفرخ ليصبح يوماً ديكاً

ينقر في دروب الحياة .. ويبني ذلك الكوخ المنتظر تلك لحظة

متوهجة ، ومشحونة بكل السمو الإنساني..

لن أنسى ذلك اليوم ما حيت ، كنا مجتمعين مع الأهل والجيران

نتبادل أطراف الحديث عن مشكلة العصر ألا وهي النفاق وخاصة

النفاق الإجتماعي .. الذي أصبح منتشراً بصورة غريبة ومخيفة..

فإذا بإبن الأخت ويبلغ من العمر أربع سنوات يسأل أمه عن معنى

( النفاق) ويلح في السؤال وهي متشاغلة عنه بالحديث ولم تكترث

له ... كنت قريبة منه ، فسألني نفس السؤال وكان يضرب بيديه

على قدمي ، كأنه يقول أُريد الإجابة سريعاً .. حينها جاشت بين

الحنايا ألآف المشاعر .. أشتعل الرأس دفئاً وترقباً .. أشعل

تفكيري لأنه جاء ليذكرني بحلة كنت أحاول جاهدة التعايش معها

والتقرب إليها .. ثم نظرت إليه لاأعرف ماذا عساني قائلة :

أشفق عليه من الجواب .. كما وأشفق على نفسي من السؤال..

وقتها قلت له: حبيبي إن النفاق صفة غير جميلة وصاحبها يبتعد

عنه أصحابه ، ومعنى النفاق أن تكذب على الناس وتقول غير

الحقيقة ... حينها رأيت الإبتسامة على ثغره الصغير وأخذ

بالركض إلى أمه من جديد .

ولكن للأسف وياهول مارأيت ... رأيت السخرية والإستهزاء تُرسل

إليّ عبر نظراتهن ، إحداهن قالت : أكملي (السهره ) معه وأخرى

قالت: إنه طفل صغير لاداعي أن تحدثيه بهذا !! أكدت لهن قائلة:

أن عقول الأطفال أكبر مما نتصور ، فلماذا لانجيب على تساؤلاتهم

بإسلوب مبسط ؟؟ ولماذا ندعهم للحيرة ونحن نملك الإجابة ؟؟

ولماذا لانتعايش معهم؟؟ أحسست وقتها أنني أقنعت فئة قليلة

فقط... وكم شعرت بالغبطة وأنا أنظر إلى الطفل (...) لقد كان

أقواله وتصرفاته أكبر من سنه .. كنت الاحظ عليه ذكاء شديد

ولباقة في الحديث تذهل سامعيه .. ماأجمل أن نعود أطفالنا

على حرية التعبير منذ الصغر ... فما أجمل الأطفال وتساؤلاتهم

أشعر بالسعادة وأنا أحملهم وأداعبهم .. وأجيب على كل مايشغل

تفكيرهم بإبتسامة عريضة مطمئنة .. عالم ساحر وجميل ..

ودمتم


...................

من السهل :

أن تبيع قلباً إشتراك .

لكن من الصعب :

أن تشتري قلباً باعك