عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 02 / 2013, 42 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي عمر بن الخطاب رضي الله عنه . . ودرس لكل مسئول

لا جدال بأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثاني الخلفاء الراشدين هو أحد العلامات الرئيسية في نشأة الإسلام وفي تاريخه حتى يومنا هذا، وله أولوياته الكثيرة في مجالات الدعوة، الإدارة، السياسة وغير ذلك من العلوم المختلفة، ويكفي أن أنه قد لُقب بالفاروق يوم إسلامه، أي أن الله سيفرق به بين الحق و الباطل. وليس المجال هنا هو الحديث عن سيرته رضي الله عنه، ولكن هناك أبيات رائعة نُظمت تصف القصة المشهورة عنه عندما كان رضي الله عنه يتفقد أحوال المسلمين ليلاً برفقة مولاه "أسلم"، ورأي ناراً ظن أنها لمسافرين، فلما أقترب منها فإذا امرأة معها صبيان لها قد نصبت قدراً على النار ليس بها إلا حجارة وضعتها المرأة بداخل القدر لإيهام أولادها الجوعى بان هناك طعام يُطبخ فينتظروه حتى يناموا. تأثر أمير المؤمنين لوضعهم وذهب بنفسه وأحضر الدقيق . ., إلى أخر القصة النادرة المعروفة عنه رضي الله عنه.
في عام 1324هـ ( قبل 110 أعوام) نشرت مجلة المنار الإسلامية بمصر قصيدة رائعة تصف ما حدث في هذه القصة شعراً على لسان "أسلم" مولى أمير المؤمنين.

وقد زاد هذه القصيدة جمالاً أن أنشدها السيد إدريس أبكر رحمه الله في أداء بديع.




كلمات القصيدة


كنت ليلاً مع أمير المؤمنين عمر الفاروق ذي القدرالمكين
صاحب الدرة ثاني الراشدين مَن به الله أعــــز المســـلمين
فقووا حتى أذلوا المشركين
..............................



وإذا نـار أضـاءت سحرا قال ياأسلم قـم مــاذا أرى
علَّهم ركب يريدون القِرى فخرجنا وهو كالسهم انبرى
ودنونا من خِبَاء المصطلين
..............................



فـإذا بامـرأة قـــد نصبت قــدرها بين عيـــال أعولت
ثم حيينا فردت واستوت قال هل أدنو فقالت إن أردت
فبخيرأودع القلب الحزين
..............................



قال ما بال العيال تصرخ قالت الجـــوع وإني أنفخ
أُوهِم الصبية أني أطبــخ علَّهم من بعد ذا أن يفرخوا
ويناموا حول قِدري جائعين
..............................



يا لنار أُضرمت في الأضلع أحرقت قلبي وأجرت مدمعي
بيننـــا الله وبين الأصــــلع ها أنا من فرط جوعي لا أعي
بين نَوْح وصياح وأنين
..............................



قال يا أماه مَن أدرى عمر بك قالت ذاك أدهى وأمر
من تولى أمرنا لا يستقر ينبري للناس في قر وحر
يسمع الشاكي ويؤوي البائسين
..............................



وَيْ لعمري كيف يرعى وينـام ليس هذا من قوانين الأنـام
من سها عن نوقه جنح الظلام يتولى رعيهاراعي الحمام
إنما هذا جزاءالغافلين
..............................



ولقد أصغى لها من غير ضيق وهوبالإصغاء للشكوى خليق
فمضى بي ذلك الشيخ الشفيق يسرع الخطو إلى دارالدقيق
وأتى منها بدهن وطحين
..............................



ثم قال احمل عليَّ قلت وي بل أنا أحمل قال احمل عليّ
قلت عفوًا قال هل منكم فتي يحمل الأوزار عني يا أُخي
يوم يُؤتى بي لرب العالمين
..............................



وسرى الفاروق خوف النقمة في الدجى يحمل قوت الصبية
وهو ممن بُشـــروا بالجنـــة لا يرى في حمــله من حِطــة
بل قيامًا بحقوق المسلمين
..............................



فمضى بي مسرعًا نحوالصغار فأتيناهم وهم في الانتظار
ولفرط الجوع بين الجنب نار في استعار ما لهم منها قرار
ورأونا فاشرأبُّوا قائمين
..............................



قالت الأم اصبروا قد جاءنا ذلك الشيخ بما فيه المُنى
ولقد يســـــرّه الله لنـــا والأمير غـــافل عن حقنــــا
في كتاب الله بالنصر المبين

..............................


فدنا منها برفق وابتســام ودموع العين منها في انسجام
قال قومي هيئي هذا الطعام معنا إن اليتـــامى لا تنـــام
بالطوى والله خيرالرازقين
..............................



رحــم الله أبا حفـــص عمر وسقى بقعته صوب المطر
فلقد أبصرت أسلاك الشرر تلفح اللحية منه بالسحــر
وهو مهتم بإنضاج العجين
..............................



قالت الأم وقد رُمنا القيام وتركنا عندها فضل الطعـــام
يا رعاك الله يا ساري الظلام تحمل الأقوات للغرثى الصيام
أنت أولى من أميرالمؤمنين
..............................



قال إي يرحمك الله اعدلي واذكري خيــرًا ولا تستعجلي
فـــإذا جئتِ الأمير فادخلي تجديني قاعـــــدًا في المنزل
وعليَّ الجد في ما تطلبين
..............................



وتنحى عنهـــم مستترا رابضًا مربض آساد الشرى
وأنا أطلب تعجيل السرى فــإذا هو مقبــلُ مستبشرا
شاكرًا لله رب العالمين
..............................



قال يا أسلم قد أسهرهم قارس الجوع بل استعبرهم
ولذا أحببت أن أبصرهم في ســـرور وكـذا غادرهم
فلقد ناموا جميعًا باسمين
..............................



هكذا كانوا عبيد الأمة لاغرانيق العلى والعزة
مزجوا شدتهم بالرحمة ولذا شادوا صروح الرفعة



ومضوا شرقًا وغربًا فاتحين
*************************




رابط القصيدة



هذا درس مجاني لكل من كان مسئولاً مهما كان حجم مسئولياته.

رضي الله عنك يا أميرالمؤمنين،
وجزى الله الشاعر والمؤدي خير الجزاء.

  رد مع اقتباس