عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 11 / 2018, 37 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أسعد غيرك ولك الجزاء الحسن

هذه القصة بطلها طالب سعودي اسمه إياس زكريا يدرس في أمريكا، كان مسافراً من شيكاغو إلى واشنطن في الدرجة السياحية.
صعد الطائرة، وعندما وصل إلى مقعده المحدد وجد رجلاً يجلس في مقعده وبجواره امرأة يتحدثان، يقول الطالب: انتظرت لعدة ثوانٍ ثم لما راني الرجل، حياني ثم اعتذر قائلا: أن هذه المرأة زميلة له في عمل سابق ولم يرها منذ 11 عام، وطلب من الطالب إذا لم يكن لديه مانع بأن يتبادل معه المقاعد. وافق الطالب ثم شكره الرجل بحرارة وقال له الرجل: أن مقعدي في الدرجة الأولى، وأعطاه بطاقة صعود الطائرة موضحاً عليها رقم مقعده في الدرجة الأولى.
أخذ الطالب البطاقة من الرجل، وقبل أن يتحرك قالت امرأة كبيرة في السن كانت تجلس بجوار المرأة: يا له من يوم سعيد بالنسبة لك .. لأنك ستجلس في الدرجة الأولى بدون أن تدفع المقابل.
وهنا التفت لها الطالب بكل نبل، وقال لها: أنا أريد أن أجعل يومك سعيداً أيضاً.
سألته : كيف؟.
قال: يمكنك أخذ البطاقة والذهاب إلى الدرجة الأولى .. وأنا سأجلس مكانك؟.
لم تصدق المرأة الكبيرة في السن في البداية، ولكنها بعد أن تأكدت من جدية الطالب شكرته وذهبت إلى الدرجة الأولى وجلس هو في مكانها.
قبل اقلاع الطائرة بدقائق أتت إحدى المضيفات إلى الطالب لتخبره بأنها شاهدت ما حدث بينه وبين الرجل والمرأة الكبيرة، ونقلت ذلك إلى كابتن الطائرة الذي طلب منها نقل شكره للطالب طالباً منه الانتقال إلى مقاعد الدرجة الأولى كنوع من الشكر والتقدير له من كابتن الطائرة.
انتهت القصة إلى هذا الحد، ولكنها لم تنته من حيث الفوائد، ولعل أولها أن هذا الشاب النبيل قد أسعد الرجل بالموافقة على أن يجلس مكانه، وأسعد المرأة زميلة الرجل لكونه سمح لهما أن يجلسا بجوار بعضهما، وأسعد المرأة الكبيرة السن بأن تنتقل إلى الدرجة الأولى، كما أنه قد ترك سمعة طيبة عن بلده بنبله مع من لا يعرفهم، فأكرمه الله بهذه المكافأة والشكر من الجميع.
ان ما فعله هذا الشاب والذي ترك بصمة جميلة لدى الجميع بدون أن يكلفه ذلك هللة واحدة، لحافز لنا لنبادر بالتقليل من حب الأنا وتفضيل أنفسنا على غيرنا في كل الأوقات دون مراعاة لكبير سن أو محتاج للمساعدة. ان الفعل الجميل يبقى أثره لدى الناس مهما طال الزمن ويعزز قيم المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع، وقبل ذلك وبعده لدى رب الناس الذي سيجازي فاعله بما يستحقه، قال تعالى وهو أرحم الراحمين: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن:60].


يقول الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس

  رد مع اقتباس