عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 07 / 2015, 10 : 11 PM   #1
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي تنزيل من رب العالمين

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْدُ، قَالَ الْاِمَامُ اَبُو عَبْدِ اللهِ اَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ حَنْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [اِنَّ اللهَ يَنْزِلُ اِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا [وَاِنَّ اللهَ يُرَى فِي الْقِيَامَةِ (وَمَا اَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْاَحَادِيث، نَعَمْ اَخِي: قَالَ الْاِمَامُ اَحْمَدُ تَعْلِيقاً عَلَى هَذِهِ الْاَحَادِيث: نُؤْمِنُ بِهَا وَنُصَدِّقُ بِهَا لَا كَيْفَ وَلَا مَعْنَى، وَلَانَرُدُّ شَيْئاً مِنْهَا، وَنَعْلَمُ اَنَّ مَاجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ، وَلَانَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآَلِهِ، وَلَانَصِفُ اللهَ بِاَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِلَاحَةٍ وَلَاغَايَة، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، وَنَقُولُ كَمَا قَالَ، وَنَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، لَانَتَعَدَّى ذَلِكَ، وَلَا يَبْلُغُهُ وَصْفُ الْوَاصِفِين، وَنُؤْمِنُ بِالْقُرْآَن ِكُلِّهِ مُحْكَمِهِ وَمُتَشَابَهِهِ، وَلَانُزِيلُ عَنْهُ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ لِشَنَاعَةٍ شُنِّعَتْ، وَلَانَتَعَدَّى الْقُرْآَنَ وَالْحَدِيثَ، وَلَانَعْلَمُ كَيْفَ كُنْهُ ذَلِكَ اِلَّا بِتَصْدِيقِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَثْبِيتِ الْقُرْآَن، اِنْتَهَى كَلَامُ الْاِمَامِ اَحْمَد، وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق: هَذَا الْكَلَامُ مِنْ اِمَامِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اَبُو عَبْدِ اللهِ اَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ حَنْبَلُ الشَّيْبَانِيِّ الْمُتَوَفَّى رَحِمَهُ اللهُ سَنَةَ اِحْدَى وَاَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ، وَهُوَ الْاِمَامُ الَّذِي نَصَرَ اللهُ بِهِ السُّنَّةَ، وَقَمَعَ بِهِ الْبِدْعَةَ، وَجَعَلَهُ جَلَّ وَعَلَا فِي وَقْتِهِ مِيزَاناً يُوزَنُ بِهِ النَّاسُ، يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اِنَّنَا نُؤْمِنُ بِمَا جَاءَ مِنَ النُّزُولِ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَه، وَنُؤْمِنُ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ الصِّفَاتِ كَمَا جَاءَ، فَلَا نَتَجَاوَزُ الْقُرْآَنَ وَالْحَدِيث، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ قَالَ رَحِمَهُ اللهُ: بِلَا كَيْفٍ وَلَا مَعْنَى! نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْكَلَامُ مِنْهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً وَاسِعَةً، اَشْكَلَ عَلَى بَعْضِهِمْ! فَكَيْفَ يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ بِلَاكَيْفٍ وَلَامَعْنَى؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ حَقِيقَةَ هَذَا اللَّفْظِ الَّذِي وَرَدَ عَنْهُ، يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ الْاُولَى، اَنَّهُ يُوَافِقُ مَذْهَبَ الْمُفَوِّضَة، نَعَمْ اَخِي: وَالْمُفَوِّضَةُ طَائِفَةٌ كَانَتْ تَقُولُ نُؤْمِنُ بِالْاَلْفَاظِ بِلَامَعَانِي! اَيْ نُفَوِّضُ الْمَعْنَى وَالْكَيْفِيَّةَ جَمِيعاً! نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مُعْتَقَدٌ بَاطِلٌ وَبِدْعَةٌ شَنِيعَة! وَاِنَّمَا الصَّحِيحُ وَالْوَاجِبُ هُوَ تَفْوِيضُ الْعِلْمِ بِالْكَيْفِيَّةِ، وَاَمَّا الْمَعْنَى فَهُوَ ظَاهِرٌ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ لِتَفْوِيضٍ؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ اُنْزِلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين(وَاضِح( نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا كَانَ اَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِالْاَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي، اَيْ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، فَكَيْفَ اِذاً يُحْمَلُ كَلَامُ الْاِمَامِ اَحْمَدَ فِي قَوْلِهِ بِلَاكَيْفٍ وَلَامَعْنَى؟ نَعَمْ اَخِي: وَقَبْلَ اَنْ اُجِيبَ اُنَبِّهُكَ اِلَى اَنَّ هَذِهِ السَّقْطَةَ اَيْضاً مِمَّا اُخِذَ عَلَى الْمُؤَلِّفِ الْعَلَّامَةِ ابْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيّ حَيْثُ لَمْ يُوضِحِ الْمُرَادَ مِنْ كَلَامِ الْاِمَامِ اَحْمَدَ! نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اَهْلُ الْعِلْمِ فَيَقُولُونَ اِنَّ الْاِمَامَ اَحْمَدَ اَرَادَ بِقَوْلِهِ بِلَاكَيْفَ وَلَامَعْنَى، اَنْ يَرُدَّ عَلَى طَائِفَتَيْن، اَمَّا الطَّائِفَةُ الْاُولَى فَهِيَ الْمُشَبِّهَةُ الْمُجَسِّمَة، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ بِلَا كَيْفَ، بِمَعْنَى اَنَّهُ يُنْكِرُ الْكَيْفِيَّةَ الَّتِي تَتَوَهَّمُهَا الْعُقُولُ اَوِ الَّتِي وَصَفَ اللهَ جَلَّ وَعَلَا بِهَا الْمُجَسِّمَةُ اَوِ الْمُمَثِّلَةُ اَوِ الْمُشَبِّهَةُ وَيَعْتَبِرُهَا كَيْفِيَّةً بَاطِلَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا قَوْلُهُ وَلَامَعْنَى، فَرَدَّ بِهَا رَحِمَهُ اللهُ عَلَى الْمُعَطِّلَةِ الَّذِينَ جَعَلُوا مَعَانِيَ النُّصُوصِ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ الْمُتَبَادَرِ مِنْهَا فَقَالُوا اِنَّ مَعْنَى النُّزُولِ هُوَ الرَّحْمَة، وَقَالُوا اِنَّ مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ هُوَ الِاسْتِيلَاءُ، وَقَالُوا اِنَّ مَعْنَى الرَّحْمَةِ هُوَ الْاِرَادَة اَيْ مَايُرِيدُهُ اللهُ مِنَ الْاِحْسَانِ اَوِ الْخَيْرِ، وَقَالُوا اِنَّ مَعْنَى الْغَضَبِ هُوَ اِرَادَةُ الِانْتِقَامِ وَنَحْوِ ذَلِك، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا تَاْوِيلٌ غَرِيبٌ مِنْهُمْ، لَكِنَّ الْاِمَامَ اَحْمَدَ يَقُولُ: بِلَاكَيْفٍ، وَهُوَ الْكَيْفُ الَّذِي جَعَلَهُ الْمُجَسِّمَة، وَيَقُولُ اَيْضاً: وَلَامَعْنَى، وَهُوَ الْمَعْنَى الَّذِي جَعَلَهُ الْمُعَطّلَة، وَهُوَ الْمَعْنَى الْبَاطِلُ الَّذِي صَرَفَ الْاَلْفَاظَ اِلَيْهِ الْمُبْتَدِعَةُ وَالْمُؤَوِّلَة، نَعَمْ اَخِي: فَقَوْلُهُ بِلَاكَيْفٍ وَلَامَعْنَى، يَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ وَلَامَعْنَى: اَيْ اَنَّهُ يُرِيدُ الْمَعْنَى الْبَاطِلَ الَّذِي تَاَوَّلَ بِهِ وَاِلَيْهِ الْمُبْتَدِعَةُ الصِّفَاتِ وَ النُّصُوصَ الْغَيْبِيَّةَ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا نَاْخُذُ مِنْهُ قَاعِدَةً مُهِمَّةً، وَهِيَ اَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ الَّذِي يَعْتَنِي بِاَمْرِ الِاعْتِقَادِ، يَجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يَفْهَمَ اعْتِقَادَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ جَيِّداً وَتَمَاماً، فَاِذَا فَهِمَهُ وَوَرَدَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ اَلْفَاظٌ مُشْكِلَةٌ عَنِ الْاَئِمَّةِ اَوِ التَّابِعِينَ اَوْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ اَوْعَنْ بَعْضِ الْاَئِمَّةِ، فَاِنَّهُ بِفَهْمِهِ لِلِاعْتِقَادِ الصَّحِيحِ، سَيُوَجِّهُ مَعْنَاهَا اِلَى مَعْنىً مُسْتَقِيمٍ؟ لِاَنَّهُ لَايُظَنُّ بِالْاِمَامِ اَحْمَدَ وَهُوَ اِمَامُ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّذِي حَكَمَ بِالْبِدْعَةِ عَلَى الْمُفَوِّضَةِ، اَنَّهُ يَقُولُ وَلَامَعْنَى: اَيْ لَيْسَ لِلْآَيَاتِ وَالْاَحَادِيثِ مَعْنىً يُفْهَمُ مِنْهَا بَتَاتاً، لَا يَااَخِي لَاتَفْهَمْ هَذَا مِنْ كَلَامِ الْاِمَامِ اَحْمَد، نَعَمْ اَخِي: فَفَهْمُكَ لِاُصُولِ الِاعْتِقَادِ وَاُصُولِ مَاكَانَ عَلَيْهِ اَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَضَبْطُكَ لِذَلِكَ بِهِ، يُمْكِنُ اَنْ تُجِيبَ بِهِ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْاِشْكَالَات، نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ فِي هَذَا الزَّمَانِ! رُبَّمَا كَتَبَ بَعْضُ النَّاسِ كِتَابَاتٍ تُفِيدُ بِاَنَّ السَّلَفَ يُقِرُّونَ التَّاْوِيلَ! وَاَنَّهُ وُجِدَ التَّاْوِيلُ لِلصِّفَاتِ فِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ! اَوْ وُجِدَ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَ الصِّفَاتِ! اَوْ وُجِدَ فِي التَّابِعِينَ مَنْ يُؤَوِّلُ! اَوِ الْاِمَامُ اَحْمَدُ اَوَّلَ! وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَهَذَا مِنْ جَرَّاءِ عَدَمِ فَهْمِهِمْ لِاُصُولِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَابْتِغَاءِ الْفِتْنَةِ، وَابْتِغَاءِ التَّاْوِيلِ الَّذِي يَتَّفِقُ مَعَ الْهَوَى وَالَّذِي وَصَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الزَّائِغِين، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا فَهِمْتَ الصَّوَابَ، وَفَهِمْتَ الْمَنْهَجَ الْحَقَّ وَالِاعْتِقَادَ الْحَقَّ، فَاِنَّهُ يُمْكِنُ بِذَلِكَ اَنْ تُجِيبَ عَمَّا وَرَدَ عَنْ بَعْضِ اَئِمَّةِ اَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ اَلْفَاظٍ رُبَّمَا خَالَفَ ظَاهِرُهَا الْمُعْتَقَدَ اَوْ ظُنَّ اَنَّ فِيهَا شَيْئاً مِنَ التَّاْوِيل! وَمَعَ ذَلِكَ يُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تُجِيبَ عَلَيْهَا بِاَجْوِبَةٍ مُحَقَّقَةٍ وَاضِحَة، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّة، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الْكِتَابَاتُ الَّتِي نُشِرَتْ فِيمَا مَضَى، وَرُبَّمَا مَازَالَتْ تُنْشَرُ اِلَى الْآَن! مِنْ اَنَّ اَمْرَ التَّاْوِيلِ، وَاَمْرَ الِاعْتِقَادِ، وَاَنَّ السَّلَفَ اخْتَلَفُوا فِي الِاعْتِقَادِ! فَلَاتَجْعَلُوا الِاخْتِلَافَ فِي الْعَقِيدَةِ سَبَباً لِتَفْرِيقِ الْاُمَّةِ، وَسَبَباً لِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَصَائِبِ، ثُمَّ يَسْتَدِلُّونَ بِبَعْضِ اَقْوَالِ الْاِمَامِ اَحْمَدَ! اَوْ بِبَعْضِ اَقْوَالِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ! وَهُمْ كَاَنَّمَا تَصَيَّدُوا هَذِهِ الْاَقْوَالَ؟ لِيُلْبِسُوا بِهَا عَلَى النَّاس! وَلَوْ كَانُوا يَفْهَمُونَ مُعْتَقَدَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةٍ فَهْماً كَامِلاً صَحِيحاً، لَاَمْكَنَهُمْ اَنْ يُجِيبُوا عَنْ كُلِّ مَااَشْكَلَ عَلَيْهِمْ بِوُضُوحٍ وَذَلِكَ مِنْ مِثْلِ مَاثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ اِلَى السُّجُودِ فَلَايَسْتَطِيعُون(قَالَ{يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ(بِمَعْنَى يُكْشَفُ عَنْ شِدَّةٍ، كَمَا يُقَالُ كَشَفَتِ الْحَرْبِ عَنْ سَاقِهَا: بِمَعْنَى اَنَّ الْحَرْبَ كَشَفَتْ عَنْ شِدَّةٍ وَبَاْسٍ فِيهَا، قَالُوا: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَايُثْبِتُ صِفَةَ السَّاقِ لِلهِ جَلَّ وَعَلَا! وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: اَيْنَ الثُّرَيَّا مِنَ الثَّرَى؟! هَلْ تُفَسِّرُونَ الْمَاءَ بَعْدَ الْجَهْدِ بِالْمَاءِ! لَاشَكَّ اَنَّ هَذَا خِلَافَ مَايَقْتَضِيهِ الْعِلْمُ؟ لِاَنَّ كَوْنَ هَذَا الْقَوْلِ ثَابِتاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، لَايَعْنِي اَنَّهُ يَنْفِي صِفَةَ السَّاقِ؟ لِاَنَّ صِفَةَ السَّاقِ جَاءَتْ مُوَضَّحَةً فِي حَدِيثِ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَفِي غَيْرِهِ حَيْثُ قَالَ: ثُمَّ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ(لَاحِظْ هَاءَ الْغَائِبِ هُنَا اَخِي فِي نِهَايَةِ الْكَلِمَةِ وَالَّتِي هِيَ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرَةِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافْ اِلَيْهِ وَهُوَ اللهُ الْمُضَافُ اِلَى كَلِمَةِ سَاق، وَكَلِمَةُ سَاق هِيَ مُضَاف( فَاِذَا اُضِيفَ رَبُّنَا اِلَى سَاقِهِ لَمْ يَحْتَمِلْ اِلَّا الصِّفَة؟ لِاَنَّ الذَّوَاتِ اِذَا اُضِيفَتْ، فَاِمَّا اَنْ تَقْتَضِيَ الْاِضَافَةُ التَّشْرِيفَ، اَوْ تَقْتَضِيَ الصِّفَةَ، وَهَذَا لَايَقْتَضِي التَّشْرِيفَ، وَاِنَّمَا يَقْتَضِي الْوَصْفَ، لِاَنَّ سَاقَ اللهِ شَرِيفَةٌ مُنْذُ الْاَزَلِ وَاِلَى اَبَدِ الْآَبِدِينَ وَلَاَتحْتَاجُ اِلَى تَشْرِيف، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِذَا لَمْ يُضَفْ رَبُّنَا كَمَا فِي الْآَيَةِ( وَفِعْلاً اَخِي مَااَضَافَ اللهُ ذَاتَهُ الْعَلِيَّةَ فِي الْآَيَةِ اِلَى سَاقِهِ(وَلِذَلِكَ صَحِيحٌ هُنَا اَنَّهُ يُمْكِنُ اَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَافَسَّرَتْ بِهِ الْعَرَبُ مِنْ اَنَّهَا تَقُولُ كُشِفَ الْيَوْمَ عَنْ سَاقٍ اَيْ عَنْ شِدَّة، نَعَمْ اَخِي: فَلَمَّا لَمْ تَرِدْ كَلِمَةُ سَاقٍ فِي الْآَيَةِ مُضَافَة، اِحْتَمَلَ اَنْ يُرَادَ مِنَ الْكَشْفِ عَنْ سَاقٍ فِي الْآَيَةِ الْكَشْفَ عَنْ شِدَّة، وَلِهَذَا فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ الْآَيَةَ بِهَذِهِ الشِّدَّة، لَكِنْ نَحْنُ نَقُولُ اِنَّ الصَّحِيحَ هُوَ مَافَسَّرَ الْآَيَةَ بِهِ عَامَّةُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، مِنْ اَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ(اَنَّهُ يُكْشَفُ عَنْ سَاقِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؟ لِاَنَّهُ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ وَفَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَلْ يُؤْخَذُ تَفْسِيرُ الْقُرْآَنِ عَنْ اَحَدٍ اَفْهَمَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَيَّنَ ذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ اَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ السَّاقَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْآَيَةِ هِيَ سَاقُ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ حَتْماً وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نُفَسِّرَهَا اَوْ نُؤَوِّلَهَا بِاَنَّهَا كِنَايَة عَنِ الشِّدَّة كَمَا ذَهَبَ اِلَى ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا وَرَدَتْ بِصِيغَةِ النَّكِرَةِ كَالتَّالِي{عَنْ سَاقٍ( نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ سَاقٍ اِذَا وَرَدَتْ فِي كَلَامِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَرَبِّ الْعَرَبِ وَرَبِّ لُغَتِهِمْ بِسِيَاقِ النَّكِرَةِ، فَاِنَّهَا تُفِيدُ التَّفْخِيمَ وَالتَّعْظِيمَ وَالتَّبْجِيلَ لِهَذِهِ السَّاقِ الرَّبَّانِيَّةِ الْاِلَهِيَّةِ الَّتِي تَلِيقُ بِجَلَالِ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ جَيِّداً،.. نعم ايها الاخوة وَقَبْلَ اَنْ نَبْدَاَ الدَّرْسَ الْمُقَرَّرَ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ نَقُول: لَمَّا اَكْثَرَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُزَاحِ، نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ {اَلَمْ يَاْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا اَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَانَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَايَكُونُوا كَالَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْاَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون(نَعَمْ اَخِي وَالْمُزَاحُ بِحُدُودٍ وَبِصِدْقٍ وَلَيْسَ فِيهِ سُخْرِيَةٌ مُبَاح لَكِنْ بِيُسْرٍ، بِمَعْنَى اَنْ يَكُونَ مُزَاحاً يَسِيراً، وَاَنْ يَكُونَ صَادِقاً غَيْرَ كَاذِبٍ فِي مُزَاحِهِ، وَاَمَّا اِذَا ازْدَادَ الْمُزَاحُ، فَهُنَا يَنْقَلِبُ الْاَمْرُ اِلَى مَحْظُورٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَثْرَةَ الْمُزَاحِ تُذْهِبُ هَيْبَةَ الْمُؤْمِنِ، وَرُبَّمَا تَكَلَّمَ جَادّاً، فَظَنَّ النَّاسُ اَنَّهُ يَمْزَحُ، وَلَاسِيَّمَا اِذَا كَانَ الْمُزَاحُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِآَيَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: تَرَى اِنْسَاناً مَثَلاً اِذَا رَاَيْتَهُ شَذَّ، وَقَرَاْتَ لَهُ آَيَةً مِنَ الْقُرْآَنِ، يَاْخُذُهَا مِنْ دُونِ اهْتِمَامٍ! كَالَّذِينَ يَخِرُّونَ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً! وَرُبَّمَا يَضْحَكُ وَيَبْتَسِمُ كَاَنَّهُ لَايَفْعَلُ شَيْئاً! وَلِذَلِكَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ؟ لِتَضْبِطَ عَلَاقَةً اجْتِمَاعِيَّةً بَيْنَ اَفْرَادِ الْاُمَّةِ الْوَاحِدَةِ اِذَا مَزَحُوا اَنْ يَكُونُوا صَادِقِينَ، وَاَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِقَدْرٍ يَسِيرٍ، وَاَلَّا يَكُونَ الْاِنْسَانُ مَزُوحاً فِي اَكْثَرِ اَحْوَالِه، نَعَمْ اَخِي: وَصَلْنَا فِي الْمُشَارَكَةِ قَبْلَ السَّابِقَةِ اِلَى قَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين(نَعَمْ اَخِي {لَايَمَسُّهُ(اَلضَّمِيرُ هُنَا يَعُودُ اِلَى الْقُرْآَن، وَالضَّمِيرُ هُنَا هُوَ الْهَاءُ وَهُوَ آَخِرُ حَرْفٍ فِي كَلِمَةِ يَمَسُّهُ وَلِذَلِكَ{لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون(وَاَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ قَال اَلْمَقْصُودُ بِالْمُطَهَّرُونَ هُنَا هُمُ الْمَلَائِكَة، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا كَانَ يَنْزِلُ الْقُرْآَنُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وُجُودٌ لِلْمُصْحَفِ، وَاِنَّمَا جُمِعَ الْقُرْآَنُ الْجَمْعَ الْاَوَّلَ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ فِي عَهْدِ اَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَاَمَّا الْجَمْعُ الثَّانِي، فَكَانَ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلِذَلِكَ تَرَى اَخِي الرَّسْمَ الْعُثْمَانِيَّ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ اَنَّ ذَلِكَ الرَّسْمَ حَصَلَ اَيَّامَ الدَّوْلَةِ الْعُثْمَانِيَّةِ، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ لَا؟ لِاَنَّ الْعُثْمَانِيَّ هُنَا نِسْبَةٌ اِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَلَيْسَ اِلَى الْاَتْرَاك، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ الرَّسْمِ بِمَعْنَى الْخَطِّ الَّذِي كُتِبَ بِهِ الْقُرْآَنُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، نَعَمْ اَخِي: وَكِتَابَةُ الْقُرْآَن ِتَخْتَلِفُ عَنْ كِتَابَةِ الْاِمْلَاءِ الْعَادِيَّةِ الَّتِي نَعْرِفُهَا، بَلْ اِنَّ قَوَاعِدَ الْاِمْلَاءِ تَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ اِلَى بَلَد، فَنَحْنُ مَثَلاً اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَكْتُبَ عَلِيّ، فَاِنَّنَا نَضَعُ تَحْتَ حَرْفِ الْيَاءِ فِي نِهَايَةِ الْكَلِمَةِ نُقْطَتَيْنِ، وَاَمَّا فِي مِصْرَ، فَاِنَّهُمْ لَايَضَعُونَ نِقَاطاً لِهَذِهِ الْيَاءِ الْاَخِيرَةِ، بَلْ يَكْتُبُونَ كَلِمَةَ عَلِيّ كَمَا يَكْتُبُونَ كَلِمَةَ عَلِى، نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ اِذَا كَتَبْنَا كَلِمَةَ مَسْؤُول، فَاِنَّنَا نَكْتُبُ الْهَمْزَةَ عَلَى وَاو، وَاَمَّا غَيْرُنَا فَيَكْتُبُهَا عَلَى نَبْرَة عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي: مَسْئُول(اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ نَبِرَة! بَلْ قُلْ نَبْرَة(نَعَمْ اَخِي كَذَلِكَ نَحْنُ نَكْتُبُ الْهَمْزَةَ عَلَى الْوَاوِ فِي كَلِمَةِ رَؤُوف، وَاَمَّا غَيْرُنَا فَيَكْتُبُهَا عَلَى السَّطْرِ كَالتَّالِي: رَءُوف، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقَوَاعِدَ الْاِمْلَائِيَّةَ فِي زَمَنٍ وَاحِدٍ لَيْسَ مُتَّفَقاً عَلَيْهَا فِي كُلِّ الْاَقْطَارِ الْعَرَبِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَلَكِنَّ الرَّسْمَ الْعُثْمَانِيَّ هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الْقُرْآَن ِالْكَرِيم، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا كَانَ الْقُرْآَنُ يَنْزِلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، كَانَ يُكْتَبُ بِالْاَدَوَاتِ الَّتِي كَانَتْ مَوْجُودَةً آَنَذَاكَ، وَلَمْ يُجْمَعْ فِي مُصْحَفٍ وَاحِدٍ، وَلِذَلِكَ{لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون(اَيِ الْمَلَائِكَة، رَدّاً عَلَى زَعْمِ الْمُشْرِكِينَ اَنَّ الْقُرْآَنَ تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِين! فَيَقُولُ لَهُمُ الْقُرْآَنُ لَا؟ لِاَنَّ الشَّيَاطِينَ اَنْجَاسٌ نَجَاسَةً مَعْنَوِيَّة، وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ لَايُعْطَوْنَ الْحُرِّيَّةَ لِيَمَسُّوا هَذَا الْقُرْآَنَ، وَاِنَّمَا الَّذِي يَمَسُّهُ وَيَنْزِلُ بِهِ هُمُ الْمُطَهَّرُون، وَالْمُطَهَّرُونَ هُنَا هُمُ الْمَلَائِكَة، نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ مُطَهَّر، وَمُتَطَهِّر، وَالْمُطَهَّرُ هُوَ الَّذِي غَيْرُهُ طَهَّرَهُ، وَاَمَّا الْمُتَطَهِّرُ فَهُوَ الَّذِي طَهَّرَ نَفْسَهُ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقُلِ الْقُرْآَنُ لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُتَطَهِّرُونَ، وَاِنَّمَا قَال {لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون( نَعَمْ اَخِي: وَفِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ؟ قُلْ هُوَ اَذىً، فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ، وَلَاتَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، فَاِذَا تَطَهَّرْنَ فَاْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ اَمَرَكُمُ الله(نَعَمْ اَخِي اَوَّلاً قَالَ سُبْحَانَهُ{يَطْهُرْنَ(ثُمَّ قَالَ{تَطَهَّرْنَ(وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: مَارَاْيُكُمْ فِي هَذِهِ الْآَيَة؟ قَالُوا: اِذَا الْمَرْاَةُ الْحَائِضُ اسْتَوْفَتْ اَقْصَى مُدَّةِ الْحَيْضِ وَهِيَ عَشَرَةُ اَيَّامٍ وَمَضَى عَلَيْهَا اَيْضاً وَقْتُ صَلَاةٍ، جَازَ لِزَوْجِهَا اَنْ يُعَاشِرَهَا وَلَوْ لَمْ تَغْتَسِلْ! عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{حَتَّى يَطْهُرْنَ(اَيْ يَطْهُرْنَ مِنْ تِلْقَاءِ اَنْفُسِهِنَّ وَمِنْ دُونِ اغْتِسَال، وَاَمَّا{تَطَهَّرْنَ(فَهُنَّ اللَّوَاتِي طَهَّرْنَ اَنْفُسَهُنَّ بِالِاغْتِسَال، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: مَاذَا لَوِ انْتَهَتْ مُدَّةُ الْحَيْضِ قَبْلَ مُضِيِّ عَشَرَةِ اَيَّامٍ عَلَى عَادَةِ بَعْضِ النِّسَاء؟ قَالُوا: فِي هَذِهِ الْحَالَة لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَقْرَبَهَا حَتَّى تَغْتَسِل، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: نُرِيدُ مَزِيداً مِنَ الْاِيضَاح، قَالُوا: لِنَفْرِضْ اَنَّ مُدَّةَ الْحَيْضِ عِنْدَهَا سَبْعَةُ اَيَّام، فَلَايَجُوزُ اَنْ يَقْرَبَهَا، اَيْ لَايَجُوزُ اَنْ يُعَاشِرَهَا زَوْجُهَا الْمُعَاشَرَةَ الْجِنْسِيَّةَ الْمَعْرُوفَةَ اِلَّا بَعْدَ اَنْ تَغْتَسِلَ، وَاَمَّا اِذَا مَضَى عَشَرَةُ اَيَّامٍ وَمَضَى مَعَهُنَّ وَقْتُ صَلَاةٍ، وَانْقَطَعَ الدَّمُ بَعْدَ ذَلِك، فَيَجُوزُ لَهُ اَنْ يُعَاشِرَهَا وَلَوْ لَمْ تَغْتَسِلْ! وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ لِمَاذَا؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمْ؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَاتَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ(بِذَوَاتِهِنَّ، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: مَتَى يَطْهُرْنَ بِذَوَاتِهِنَّ؟ قَالُوا: حِينَمَا يَنْتَهِي الْحَيْضُ، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ مِنْ جَدِيد: مَاذَا لَوْ كَانَتْ مُدَّةُ الْحَيْضِ اَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ اَيَّامٍ؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمْ؟ قَالُوا: اِذَا كَانَتْ مُدَّةُ حَيْضِهَا اَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ اَيَّامٍ، فَاِنَّهَا تَغْتَسِلُ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِذَا تَطَهَّرْنَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يَقُلْ هُنَا اِذَا طَهُرْنَ، وَاِنَّمَا قَالَ تَطَهَّرْنَ! بِمَعْنَى اَنَّهُنَّ هُنَّ بَاشَرْنَ عَمَلِيَّةَ التَّطْهِيرِ بِاَنْفُسِهِنَّ وَذَلِكَ بِالِاغْتِسَال(الِاسْتِحْمَام(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى جَمَالِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة حِينَمَا تَتَذَوَّقُهَا كَاَنَّكَ تَشْرَبُ مَاءً بَارِداً فِي يَوْمِ قَيْظٍ وحَرٍّ شَدِيد، اِنَّهَا اللَّغَةُ الثَّرِيَّةُ، اِنَّهَا لُغَتُنَا الْعَرَبِيَّةُ، وَفِيهَا مَافِيهَا مِنَ الشَّدَّةِ وَالْفَتْحَةِ وَالضَّمَّةِ وَالْكَسْرَةِ وَالسُّكُونِ وَالْحَرَكَاتِ الَّتِي تُغَيِّرُ فِي الْمَعْنَى وَتُعْطِيكَ اَحْكَاماً جَدِيدَة، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: وَكَيْفَ تَحْسُبُونَ عَشَرَةَ اَيَّامٍ فِي حَيْضِ الْمَرْاَة؟

  رد مع اقتباس