عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 07 / 2015, 12 : 11 PM   #2
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تنزيل من رب العالمين

قَالُوا هُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ يُخْطِىءُ فِي حِسَابَاتِه! وَلْنَفْرِضْ اَنَّ الْمَرْاَةَ حَاضَتْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَحِينَمَا يَاْتِي الِاثْنَيْنُ الْقَادِمُ، فَاِنَّهَا تَظُنُّ خَاطِئَةً، اَنَّهَا قَدْ مَضَى عَلَيْهَا ثَمَانِيَةُ اَيَّامٍ! وَهَذَا خَطَاٌ، وَالصَّحِيحُ اَنَّهُ لَمْ يَمْضِ عَلَى حَيْضِهَا سِوَى سَبْعَةِ اَيَّام، وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّة: نُرِيدُ مَزِيداً مِنَ الْاِيضَاح، قَالُوا: لِنَفْرِضْ مَثَلاً اَنَّهَا حَاضَتْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ظُهْراً، ثُمَّ مَضَى عَلَيْهَا يَوْمُ الثَّلَاثَاءِ وَالْاَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَالْاَحَدِ اِلَى اَنْ وَصَلَتْ اِلَى الِاثْنَيْنِ الْقَادِمِ ظُهْراً، فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ سَبْعَةَ اَيَّامٍ فَقَطْ، ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ اِلَى الثُّلَاثَاءِ ثُمَّ الْاَرْبِعَاءِ اِلَى اَنْ وَصَلَتْ اِلَى الْخَمِيسِ ظُهْراً، فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ هُنَا عَشَرَةَ اَيَّامٍ بِتَمَامِهَا وَكَمَالِهَا، نَعَمْ اَخِي وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا: زَعَمَتْ زَوْجَتِي اَنَّ الْحَيْضَ يَسْتَمِرُّ مَعَهَا لِاُسْبُوعَيْن، وَهُمَا اُسْبُوعٌ فِيهِ مِنَ الْاَيَّامِ ثَمَانِيَة، ثُمَّ يَاْتِي اُسْبُوعٌ آَخَرُ وَفِيهِ مِنَ الْاَيَّامِ سَبْعَة! فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ ذَلِك؟! فَقَالَ اِذَا كَانَ اَوَّلُ الشَّهْرِ هُوَ يَوْمُ الْاَحَدِ مَثَلاً، فَيَكُونُ الْاُسْبُوعُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ ثَمَانِيَةَ اَيَّام، ثُمَّ يُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ يَوْمَ الْاَحَدِ بَعْدَ الْقَادِمِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً! لِاَنَّ الْاَحَدَ هُوَ الْيَوْمُ الْاَوَّلُ فِي الْاُسْبُوعِ وَالِاثْنَيْنُ هُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي وَالثَّلَاثَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ وَ الْاَرْبِعَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ وَالْخَمِيسُ هُوَ الْيَوْمُ الْخَامِسُ وَالْجُمُعَةُ هُوَ الْيَوْمُ السَّادِسُ وَالسَّبْتُ هُوَ الْيَوْمُ السَّابِعُ وَالْاَحَدُ هُوَ الْيَوْمُ الثَّامِن! فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ ذَلِكَ؟! فَقَالَ: جَاءَ الْاُسْبُوعُ الْاَوَّلُ بِمِقْدَارِ ثَمَانِيَةِ اَيَّامٍ، ثُمَّ جَاءَ الْاُسْبُوعُ الثَّانِي بِزَعْمِهَا بِمِقْدَارِ سَبْعَة! فَاَصْبَحَ الْمَجْمُوعُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً! فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا خَطَاْ، وَالصَّحِيحُ اَنَّهُ لَمْ يَمْضِ عَلَى حَيْضِهَا اِلَّا اَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْخَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً بِتَمَامِهَا وَكَمَالِهَا لَاتَمْضِي عَلَى حَيْضِهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ يَوْمُ الْاَحَدِ بَعْدَ الْقَادِم، وَهُوَ هُنَا لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ، وَلِذَلِكَ اُوَجِّهُ خِطَابِي اِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؟ لِيُنَبِّهُوا جَمِيعاً نِسَاءَهُمْ اِلَى هَذَا الْاَمْرِ؟ وَهُوَ اَنَّ الْاُسْبُوعَ سَبْعَةُ اَيَّامٍ، وَلَيْسَ ثَمَانِيَةَ اَيَّام، نَعَمْ اَخِي: اَلْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ هُنَا قَال{ لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُون(وَلَمْ يَقُلْ اَلْمُتَطَهِّرُون، نَعَمْ اَخِي: هُنَاكَ آَرَاءٌ لِلْعُلَمَاءِ تَتَعَلَّقُ بِمَسِّ الْمُصْحَفِ اَوْ قِرَاءَةِ الْقُرْآَن ِبالنِّسْبَةِ لِلْمُحْدِث، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْفَتْوَى الَّتِي نُفْتِي بِهَا نَحْنُ وَنَمْشِي عَلَيْهَا، هِيَ اَنَّ الْمُحْدِثَ حَدَثاً اَصْغَرَ اَوْ اَكْبَرَ، لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَمَسَّ الْقُرْآَن، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا قِرَاءَةُ الْقُرْآَن ِمنْ دُونِ مَسِّ الْمُصْحَفِ، فَيَجُوزُ لِلْمُحْدِثِ حَدَثاً اَصْغَرَ اَنْ يَقْرَاَ مِنْ دُونِ مَسِّ الْمُصْحَفِ، وَلَايَجُوزُ لِلْمُحْدِثِ حَدَثاً اَكْبَرَ اَنْ يَقْرَاَ، نَعَمْ اَخِي: وَالْمُحْدِثُ حَدَثاً اَصْغَرَ هُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْخُرَاءُ وَالْبَوْلُ وَالْمَذْيُ وَالْوَدْيُ وَالدَّمُ(عَلَى خِلَافٍ بَيْنَ الْعُلَمَاء ِفي قَضِيَّةِ الدَّمِ هَلْ يَنْقُضُ اَوْ لَايَنْقُضُ الْوُضُوء( وَاَمَّا الْمُحْدِثُ حَدَثاً اَكْبَرَ، فَهُوَ الْجُنُبُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَنِيُّ، وَهُوَ اَيْضاً الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ، وَهَذَا الَّذِي نُفْتِي بِهِ، لَكِنَّ الْاَمَانَةَ الْعِلْمِيَّةَ تَقْتَضِي مِنَّا اَنْ نُبَيِّنَ آَرَاءَ الْفُقَهَاءِ الْآَخَرِينَ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَاحَرَجَ عَلَى الْمُحْدِثِ اَنْ يَقْرَاَ اَوْ اَنْ يَمَسَّ الْقُرْآَنَ سَوَاءً كَانَ جُنُباً اَوْ كَانَ غَيْرَ مُتَوَضِّىءٍ اَوْ كَانَتْ حَائِضاً اَوْ كَانَتْ نُفَسَاء! وَلِذَلِكَ اَجَازُوا لِهَؤُلَاءِ اَنْ يَقْرَؤُوا الْقُرْآَنَ؟ لِاَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ {الْمُطَهَّرُونَ(فِي الْآَيَةِ هُمُ الْمَلَائِكَةُ وَهَذَا رَاْيٌ، وَاَمَّا الرَّاْيُ الْآَخَرُ فَقَالَ: يَحِلُّ ذَلِكَ لِلْحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ، وَلَايَحِلُّ ذَلِكَ لِلْجُنُبِ، بِمَعْنَى اَنَّ الْحَائِضَ وَالنُّفَسَاءَ عَلَى رَاْيِ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ يَجُوزُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا اَنْ تَقْرَاَ الْقُرْآَن، وَاَمَّا الْجُنُبُ، فَلَايَجُوزُ لَهُ، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء: لِمَاذَا اَجَزْتُمْ لِلْحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ وَلَمْ تُجِيزُوا لِلْجُنُبِ؟ قَالُوا؟ لِاَنَّ الْجَنَابَةَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْهَا الْاِنْسَانُ بِاِرَادَتِهِ فَوْراً وَيَذْهَبَ اِلَى الِاغْتِسَال ِ،وَلِذَلِكَ لَاتُعْطَى لَهُ الرُّخْصَةُ، وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ، فَاَمْرُهُمْا لَيْسَ دَاخِلاً فِي اِرَادَةِ الْمَرْاَةِ، بَلْ يَاْتِيهَا الْحَيْضُ وَالنِّفَاسُ رَغْماً عَنْهَا، وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَغْتَسِلَ فَوْراً اِلَّا بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ يَنْقَطِعُ بَعْدَهَا الدَّمُ، وَلِذَلِكَ تُعْطَى الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ هَذِهِ الرُّخْصَةَ مِنْ اَجْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآَن ِوَمَسِّهِ، لَكِنْ اَخِي نَحْنُ كَمَا قُلْنَا نُفْتِي بِاَنَّ الْقُرْآَنَ لَايَمَسُّهُ اِنْسَانٌ سَوَاءً كَانَ مُحْدِثاً حَدَثاً اَصْغَرَ اَوْ اَكْبَرَ، وَلَايَقْرَؤُهُ الْمُحْدِثُ حَدَثاً اَكْبَرَ بِمَسٍّ مُحَرَّمٍ اَوْ مِنْ دُونِ مَسٍّ مُحَرَّم، لَكِنْ يَجُوزُ لِمَنْ اَحْدَثَ حَدَثاً اَصْغَرَ اَنْ يَقْرَاَهُ مِنْ دُونِ مَسٍّ، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ لَايَنْبَغِي لَنَا التَّضْيِيقُ بِفَتْوَى مُتَشَدِّدَةٍ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُور، وَلِذَلِكَ لِنَفْرِضْ مَثَلاُ مُدَرِّسَة فِي مَدْرَسَة تُدَرِّسُ اَوْ تُعَلِّمُ الطُّلَّابَ، وَهِيَ مُضْطَّرَّةٌ اِلَى اَنْ تَقْرَاَ، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ اِنْسَانٌ عِنْدَهُ مَكْتَبَةٌ، وَفِي الْمَكْتَبَةِ مَصَاحِفُ، فَاِذَا جَاءَهُ اِنْسَانٌ لِيَسْتَعِيرَ مِنْهُ، فَاِنَّهُ مُضْطَّرٌّ اِلَى اَنْ يُمْسِكَ بِالْمُصْحَفِ لِيُعْطِيَهُ اِيَّاهُ، فَاِذَا قُلْنَا لَهُ يَجِبُ اَنْ تَكُونَ دَائِماً مُتَوَضِّئاً، فَاِنَّ فِي ذَلِكَ حَرَجاً، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ اِنْسَانٌ عَالِمٌ جَلَسَ لِيُؤَلِّفَ كِتَاباً، فَاحْتَاجَ اِلَى اَنْ يُرَاجِعَ آَيَةً فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّىءٍ، فَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاء: هَؤُلَاءِ يَجُوزُ لَهُمْ اَنْ يَمَسُّوا الْمُصْحَفَ لِلضَّرُورَة، وَلِذَلِكَ اَخِي غَيْرُ الْمُتَوَضِّىءِ، لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَمَسَّ الْمُصْحَفَ اِلَّا لِلضَّرُورَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا، نَعَمْ اَخِي: وَبَعْضُهُمْ قَالَ مِنَ الْمُمْكِنِ مِنْ اَجْلِ الضَّرُورَةِ اَنْ تَاْخُذَ قِطْعَةً مِنَ الْقُمَاشِ تَمَسُّ بِهَا الْمُصْحَفَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء: هَذَا فِيهِ تَشْدِيدٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللَّاصِقَ بِالشَّيْءِ يَاْخُذُ حُكْمَ الشَّيْءِ، بِمَعْنَى اَنَّ الْمُصْحَفَ بِحَدِّ ذَاتِهِ هُوَ شَرِيف، لَكِنَّ الْقُمَاشَ الَّذِي نُمْسِكُ بِهِ الْمُصْحَفَ اَوِ الْجِلْدَةَ الَّتِي تُغَلِّفُهُ بِحَدِّ ذَاتِهَا لَاتَكْتَسِبُ الشَّرف، لَكِنْ لَمَّا صَارَتْ غِلَافاً لِلْمُصْحَفِ اكْتَسَبَتْ شَرَفَهَا فَاَخَذَتْ حُكْمَ الْقُرْآَنِ فِي عَدَمِ جَوَازِ مَسِّهَا اَيْضاً لِهَؤُلَاء، كَمَا اَنَّ الْاَجْهِزَةَ الْمَحْمُولَةَ وَغَيْرَ الْمَحْمُولَةِ تَكْتَسِبُ شَرَفَهَا مِنَ الْقُرْآَنِ الْمَسْمُوعِ صَوْتِيّاً اَوِ الْمَقْرُوءِ بَصَرِيّاً مَهْمَا كَانَتْ حُرُوفُهُ صَغِيرَة، وَلِذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِ غَيْرِ الْمُضْطَّرِّ اَنْ يَتَوَضَّاَ قَبْلَ اَنْ يَمَسَّ هَذِهِ الْاَجْهِزَةَ، وَاَنْ يَحْتَرِزَ وَيَحْتَاطَ وَيَتَحَرَّجَ مِنْ مُشَاهَدَةِ الْاَفْلَامِ الْاِبَاحِيَّةِ الْخَلِيعَةِ عَلَى اَمْثَالِ هَذِهِ الْاَجْهِزَةِ الَّتِي صَارَتْ كَالْغِلَافِ لِهَذَا الْقُرْآَنِ فاكْتَسَبَتْ شَرَفاً عَظِيماً مِنْ وُجُودِ الْقُرْآَنِ مُبَرْمَجاً فِيهَا مَسْمُوعاً كَانَ اَوْ مَقْرُوءاً، نَعَمْ اَخِي: وَنَقُولُ لِلَّذِينَ قَالُوا عَنِ الْمُصْحَفِ اَنَّهُ لَايُمَسُّ اِلَّا لِطَاهِرٍ، مَاهُوَ دَلِيلُكُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَسْتَنِدُ عَلَى بَعْضِ الْاَحَادِيثِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَصَحَّتْ عِنْدَنَا، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ{لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين( نَعَمْ اَخِي، وَكَلِمَةُ تَنْزِيلٍ تُفِيدُ بِاَنَّ الْقُرْآَنَ لَمْ يَنْزِلْ دَفْعَةً وَاحِدَةً، بَلْ نَزَّلَهُ اللهُ تَعَالَى تَنْزِيلَا، نَعَمْ اَخِي: وَاَحْيَاناً نَقْرَاُ فِي الْقُرْآَنِ{اَنْزَلَ(وَاَحْيَاناً نَقْرَاُ{نَزَلَ(وَاَحْيَاناً يَجْتَمِعَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَبِالْحَقِّ اَنْزَلْنَاهُ، وَبِالْحَقِّ نَزَل( نَعَمْ اَخِي{وَبِالْحَقِّ اَنْزَلْنَاهُ(اَيْ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ اِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فِي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، فَنَزَلَ هُنَا دَفْعَةً وَاحِدَة، نَعَمْ اَخِي {وَبِالْحَقِّ نَزَل(وَكَلِمَةُ نَزَلَ بِمَعْنَى اَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَاْخُذُ مِنَ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ مَايُؤْمَرُ بِتَبْلِيغِهِ اِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، نَعَمْ اَخِي{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين(نَعَمْ اَخِي: رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَلَيْسَ رَبَّ الْمُسْلِمِينَ فَقَطْ، وَاِنَّمَا هُوَ رَبُّ الْمُسْلِمِ وَرَبُّ غَيْرِ الْمُسْلِم اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ الْعَالَمِينَ اَيْضاً تَشْمَلُ الْعُقَلَاءَ جَمِيعاً مِنَ الْمَلائِكَةِ وَمِنَ الْجِنِّ وَمِنَ النَّاس، وَلِذَلِكَ رَحْمَةُ الْقُرْآَن ِلَمْ تَكُنْ خَاصَّةً لِمَنْ آَمَنَ بِهِ فَحَسْبُ، بَلْ كَذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ اَيْضاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ حَقَنَ دَمَ غَيْرِ الْمُسْلِم! نَعَمْ حَقَنَ دَمَهُ، وَلِذَلِكَ[مَنْ قَتَلَ مُعَاهِداً(بِغَيْرِ حَقٍّ( لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّة(نَعَمْ اَخِي: وَالْمُعَاهِدُ هُوَ الْمُوَاطِنُ غَيْرُ الْمُسْلِمِ، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ اَيْضاً الْمُسْتَاْمَنَ، وَهُوَ الَّذِي دَخَلَ بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ بِاِذْنِ وَلِيِّ اَمْرِهَا، فَلَايَجُوزُ اَنْ يُتَعَرَّضَ لَهُ بِسُوء، نَعَمْ اَخِي: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْقُرْآَنَ لَهُ فَضْلٌ عَلَى مَنْ آَمَنَ بِهِ، وَعَلَى مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ اَيْضاً، لَكِنْ مَنْ آَمَنَ بِهِ كَانَ فَضْلُ الْقُرْآَنِ فُيُوضَاتٍ عَلَيْهِ فِي كُلِّ نَوَاحِي الْحَيَاة، نَعَمْ اَخِي: فَالْقُرْآَنُ اِذاً حَقَنَ الدِّمَاءَ، وَحَرَّمَ الِاعْتِدَاءَ عَلَى اَرْوَاحِ النَّاسِ، وَحَرَّمَ الِاعْتِدَاءَ اَيْضاً عَلَى اَمْوَالِ النَّاسِ، بَلْ مَدَحَ اَهْلَ الْكِتَابِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ يُؤْتَمَنُونَ، وَذَمَّ اَهْلَ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَخُونُون{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ اُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ(فِي مَجَالِ بَعْضِ الْمُعَامَلَاتِ وَالْاَخْلَاقِ، وَلَيْسَ فِي مَجَالِ الْعَقِيدَة؟ لِاَنَّ الَّذِينَ كَانُوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ فِي مَجَالِ الْعَقِيدَةِ قَدِ انْقَرَضُوا وَبَادُوا، وَلِذَلِكَ{وَمِنْ اَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يَؤَدِّهِ اِلَيْكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ اِنْ تَاْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَايُؤَدِّهِ اِلَيْكَ اِلَّا مَادُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمَا( نَعَمْ اَخِي: وَقَدْ اَعْطَى الْاِسْلَامُ اَيْضاً الْحُرِّيَّةَ لِلْاَدْيَانِ الْاُخْرَى اَنْ يُمَارِسُوا شَعَائِرَهُمْ وَاَحْوَالَهُمُ الشَّخْصِيَّةَ بِشَرْطِ؟ اَلَّا يَتَصَادَمُوا بِهَا مَعَ شَعَائِرِ الْاِسْلَامِ، وَاَلَّا يُلْحِقُوا بِهَذِهِ الشَّعَائِرِ الْاِسْلَامِيَّةِ ضَرَراً، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا مَايَقُولُهُ الْمُتَطَرِّفُونَ مِنْ وُجُوبِ الِاعْتِدَاءِ عَلَى حُقُوقِ الْآَخَرِينَ مِنْ مُسْلِمِينَ وَغَيْرِ مُسْلِمِينَ اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُطَبِّقَ الْقُرْآَنَ تَطْبِيقاً صَحِيحاً! فَهَذَا كَلَامٌ بَاطِلٌ لَا اَسَاسَ لَهُ مِنَ الصِّحَّةِ، بَلْ بِالْعَكْسِ، وَاللِه بِالْعَكْسِ، وَوَاللهِ هَذِهِ فِرْيَةٌ مُفْتَرَاةٌ عَلَى الْقُرْآَنِ؟ بِسَبَبِ تَصَرُّفَاتِ بَعْضِ الَّذِينَ يَنْتَسِبُونَ اِلَى الْقُرْآَن، نَعَمْ اَخِي: فَتَصَرُّفُهُمْ هَذَا هُوَ الَّذِي اَعْطَى صُورَةً سَيِّئَةً عَنِ الْقُرْآَن، نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ اَعْلَمُ اِنْ كَانَ الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ وَاَمْثَالُهُمْ مِنَ الْقَاعِدَةِ وَمَنْ يَهْتِفُ لِلْبَغْدَادِي وَدَوْلَتِهِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْمَزْعُومَةِ مِنْ جَبْهَةِ النُّصْرَةِ وَغَيْرِهَا! اَللهُ اَعْلَمُ اِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ وَاِخْوَانُهُمْ مِنَ الْمِيِليشِيَاتِ الشِّيعِيَّةِ الْمُتَطَرِّفَةِ الطَّائِفِيَّةِ، مُسْتَاْجَرِينَ مِنْ اَجْلِ تَشْوِيهِ سُمْعَةِ الْاِسْلَامِ بِمَا يَدْفَعُ لَهُمْ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ وَاَحْفَادُ الْقِرَدَةِ الْيَهُودُ مِنْ اَمْوَالِ الْمُتْعَةِ وَالْخُمْسِ الصَّفَوِيَّةِ الْمَجُوسِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ الْمُتَصَهْيِنَةِ الْمُتَصَلْبِنَةِ وَالشُّيُوعِيَّةِ الْاِلْحَادِيَّةِ مِنْ مِلْيَارَاتِ الدُّولَارَات، نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ غَيْرُ الْمُسْلِمِينَ فِي اَحْوَالِهِمُ الشَّخْصِيَّةِ، وَفِي الطَّلَاقِ، وَفِي الزَّوَاجِ، وَفِي الْمِيرَاثِ، وَفِي اَيِّ شَيْءٍ[اُتْرُكُوهُمْ وَمَايَدِينُونَ( اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، اِلَّا اِذَا احْتَكَمُوا اِلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُطَبِّقُوا شَرْعَ اللِه الْاِسْلَامِيِّ عَلَيْهِمْ، نَعَمْ اَخِي: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ فِي الْمِيرَاثِ مَثَلاً: فَلَايُوجَدُ فِي دِيَانَاتِ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ قَوَانِينٌ تَشْرِيعِيَّةٌ تَخُصُّ الْمِيرَاث، وَلِذَلِكَ يَحْتَكِمُ بَعْضُ هَؤُلَاءِ اِلَى الْمُسْلِمِين، فَحِينَمَا الْمُسْلِمُونَ يُطَبِّقُونَ الْقُرْآَنَ تَطْبِيقاً فِعْلِيّاً وَتَطْبِيقاً عَمَلِيّاً كَمَا اَرَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فلايُظْلَمُ اَيُّ اِنْسَانٍ اَبَداً مُسْلِماً كَانَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِم، بَلْ اِنَّ الْاِسْلَامَ جَعَلَ الدِّفَاعَ عَنْ بُيُوتِ الْعِبَادَةِ جَمِيعِهَا بِمَا تَخُصُّ مِنْ مُسْلِمِينَ وَغَيْرِ مُسْلِمِينَ، يُعْتَبَرُ مِنَ الْاِيمَانِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، لِهُدِّمَتْ صَوَامِعُ، وَبِيَعٌ، وَصَلَوَاتٌ، وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً، وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه(نَعَمْ اَخِي: فَجَعَلَ اللهُ نَصْرَ هَذِهِ الْاَمَاكِنِ الَّتِي تَخُصُّ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ، نَصْراً لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَوَعَدَ بِنَصْرِ مَنْ يَنْصُرُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَنْصُرُ هَذِهِ الْاَمَاكِنَ بِالدِّفَاعِ عَنْهَا لَا بِالتَّعَبُّدِ اِلَّا فِيمَا يَرْضَاهُ اللهُ مِنْهَا{فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه(نَعَمْ اَخِي لَوْلَا اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَمَرَ الصَّالِحِينَ اَنْ يَدْفَعُوا شَرَّ الْاَشْرَارِ وَالْاَشْقِيَاءِ بِقِتَالِهِمْ {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ( نَعَمْ اَخِي: وَالصَّوَامِعُ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ صَوْمَعَةٌ، وَهِيَ اَمَاكِنُ الرُّهْبَان{وَبِيَعٌ(نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى كَنَائِسُ الْيَهُودِ لَايَجُوزُ الِاعْتِدَاءُ عَلَيْهَا، نَعَمْ اَخِي: وَلَيْسَ مِنَ الْاِسْلَامِ فِي شَيْءٍ مَانَرَاهُ فِي اَيَّامِنَا مَعَ الْاَسَفِ مِنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَعْتَدِي عَلَى تِلْكَ الطَّائِفَةِ الْاُخْرَى وَعِبَادَاتِهَا! اَوْهَؤُلَاءِ مِنْ اَهْلِ دِينٍ يَعْتَدُونَ عَلَى اَهْلِ دِينٍ آَخَرَ وَعِبَادَاتِهِمْ اَوْ طُقُوسِهِمْ كَمَا كَانَ يَحْدُثُ فِي نَيْجِيرْيَا وَغَيْرِهَا مِمَّا لَايَرْضَاهُ دِينٌ وَلَاشَرْعٌ وَلَا اَخْلَاق، فَنَحْنُ اِذاً اَخِي بِسُلُوكِنَا نَجْعَلُ الْاِسْلَامَ حَضَارِيّاً وَنُغَيِّرُ مِنْ نَظْرَةِ النَّاسِ اِلَيْهِ مِنَ الْحَسَنِ اِلَى الْاَحْسَن، نَعَمْ اَخِي: وَبِسُلُوكِنَا السَّيّءِ نَجْعَلُ النَّاسَ يَخَافُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ وَاَنَّهُ بُعْبُعٌ! وَاَنَّهُ اِذَا انْتَشَرَ الْاِسْلَامُ، فَاِنَّهُ سَيُبِيدُ كُلَّ مَنْ يُخَالِفُهُ! وَكُلُّ ذَلِكَ لَااَصْلَ لَهُ فِي شَرْعِ الله، نَعَمْ اَخِي: فَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ رَبُّ الْعَالَمِين، وَلِذَلِكَ {تَنْزِيلٌ(مَاقَالَ سُبْحَانَهُ مِنْ رَبِّ الْمُسْلِمِينَ، وَاِنَّمَا{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين(نَعَمْ اَخِي: فَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ اِذاً يَسْتَفِيدُ مِنْهُ كُلُّ الْعُقَلَاءِ! حَتَّى قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام: مَازِلْتُ فِي خَوْفٍ مِنْ مَكْرِ اللهِ(اَنْ يَنْتَقِمَ اللهُ مِنِّي اَوْ يُؤَاخِذَنِي(حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى فِي آَخِرِ سُورَةِ التَّكْوِير{فَلَا اُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوَارِ الْكُنَّسِ، وَاللَّيْلِ اِذَا عَسْعَسَ، وَالصُّبْحِ اِذَا تَنَفَّسَ، اِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيم(وَهُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام{ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطَاعٍ ثَمَّ اَمِين(قَالَ جِبْرِيلُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَاتُ اَمِنْتُ اَنْ يُؤَاخِذَنِي اَوْ يُعَاقِبَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ لِمَا فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْاَوْصَافِ الْمَادِحَةِ لِي وَلَا اُزَكِّي نَفْسِي وَلَا اُزَكِّي عَلَى اللهِ اَحَداً، نَعَمْ اَخِي: حَتَّى تَعَدَّى نَفْعُ الْاِسْلَامِ مِنَ الْعُقَلَاءِ اِلَى غَيْرِ الْعُقَلَاءِ اَيْضاً، مِنَ الْبَهَائِمِ، وَاِلَى النَّبَاتِ، وَاِلَى الْجَمَادِ، وَاِلَى كُلِّ شَيْء، فَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، دَخَلَتِ امْرَاَةٌ النَّارَ بِسَبَبِ هِرَّة! وَدَخَلَتْ اُخْرَى الْجَنَّةَ وَكَانَتْ بَغِيّاً؟ لِاَنَّهَا سَقَتْ كَلْباً! وَدَخَلَ رَجُلٌ آَخَرُ الْجَنَّةَ وَكَانَ عَاهِراً زَانِياً؟ لِاَنَّهُ سَقَى كَلْباً! فَشَرَحَ اللهُ صَدْرَهُمَا لِلتَّوْبَةِ، فَتَابَا نَصُوحاً مِنَ التَّوْبَة، نَعَمْ اَخِي: فَالْاِسْلَامُ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ، وَاللهُ رَبُّ الْعَالَمِين، نَعَمْ اَخِي: وَالرُّبُوبِيَّةُ غَيْرُ الْاُلُوهِيَّة، نَعَمْ اَخِي: وَالْاُلُوهِيَّةُ اَنْ تَتَوَجَّهَ بِعِبَادَتِكَ وَطَاعَتِكَ اِلَى اللهِ وَحْدَهُ، وَاَمَّا الرُّبُوبِيَّةُ فَهِيَ بِمَعْنَى اَنْتَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ تَتَرَبَّى عَلَى مَوَائِدِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَاِذَا كَانَتْ مَائِدَةٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى قَوْمِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَالْاَرْضُ كُلُّهَا مَوَائِدُ لِلْاِنْسَانِ، وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمَوَائِدَ لَاتَحْصَلُ عَلَيْهَا اَخِي اِلَّا بِوَاسِطَةِ الْكَسْبِ وَبِوَاسِطَةِ السَّعْيِ، فَاِذَا لَمْ تَسْعَ، فَاِنَّكَ سَتَبْقَى جَاهلِاً فَقِيراً مَحْرُوماً، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا الْقُرْآَنُ الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ لِلْعَالَمِينَ هُوَ {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين(فَاَتَتْ قِيمَةُ هَذَا الْقُرْآَن ِمِنَ الَّذِي اَنْزَلَهُ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِين، وَلِذَلِكَ حِينَمَا نَسْتَشْعِرُ عَظَمَةَ هَذِهِ الْآَيَةِ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا اَنْ تَعُمَّ رَحْمَتُنَا النَّاسَ جَمِيعاً دُونَ تَمْيِيزٍ بَيْنَ دِينٍ وَآَخَرَ اَوْ بَيْنَ اِنْسَانٍ وَآَخَر، وَلِذَلِكَ كَرَامَةُ الْاِنْسَانِ مَحْفُوظَةٌ؟ لِاَنَّهُ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ بِدَلِيل{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَم(وَلِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَتَّى فِي الْقَتْلِ بِحَقٍّ كَانَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ! وَيَاْمُرُ بِهِ اَنْ يَكُونَ فِي مُنْتَهَى السُّهُولَةِ! وَاَلَّا يَحْدُثَ هُنَاكَ تَمْثِيلٌ وَتَشْوِيه، وَلِذَلِكَ لَمَّا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَخَذَتْهُ عَاطِفَتُهُ عَلَى عَمِّهِ حَمْزَةَ حِينَمَا مَثَّلَتْ بِهِ هِنْدُ فِي غَزْوَةِ اُحُد، وَمَعَ ذَلِكَ حِينَمَا قَالَ الرَّسُولُ سَاُمَثّلُ بِثَلَاثِينَ مِنْهُمْ، نَزَلَ الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَاعُوقِبْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَاصَبْرُكَ اِلَّا بِالله( نَعَمْ اَخِي: وَاحِدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مَثَلاً نِ ارْتَكَبَ خَطَأً اَوْ جَرِيمَةً بِحَقِّ الْمُسْلِمِينَ، فَلَااَسْتَطِيعُ اَنَا كَمُسْلِمَةٍ اَوْ اَنْتَ كَمُسْلِمٍ، اَنْ تَنْتَقِمَ مِنْ وَاحِدٍ آَخَرَ مِنْ دِينِهِ لَاذَنْبَ لَهُ ثُمَّ تَقُولُ وَاحِدَةٌ بِوَاحِدَة بِحُجَّةِ اَنَّهُ يَنْتَمِي اِلَى دِينِهِ اَوْ عَشِيرَتِهِ اَوْ قَبِيلَتِهِ اَوْ بَلَدِهِ! لَا يَااَخِي{لَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى(بِمَعْنَى اَنَّ غَيْرَ الْمُسْلِمِ لَايَتَحَمَّلُ وِزْرَ غَيْرِهِ وَلَوْ كَانَ هَذَا الْغَيْرُ مِنْ دِينِهِ، نَعَمْ اَخِي: هَذَا هُوَ دِينُنَا، وَهَذِهِ هِيَ بَعْضُ وَمَضَاتِهِ مِنْ هَذِهِ الْآَيَات، اِنَّهُ{تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين، اَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ اَنْتُمْ مُدْهِنُونَ، وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ اَنَّكُمْ تُكَذِّبُون(مَوْعِدُهَا اِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى فِي مُشَارَكَةٍ قَادِمَة، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

  رد مع اقتباس