عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 08 / 2009, 51 : 06 AM   #59
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,653
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 264
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

...............

...

صباحكم بشائر خير بلا غربة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


/


مذكرات مغتربة في الأفلاج (28)
الاختبار المؤلم




كل واحدة منا أنا وليلى أصبحت ظلا للأخرى دون أن تشعر ، فلم يعد هنا أحد سوانا ، لذلك صرنا نقوم وننام ونأكل معاً.

ذات يوم ونحن نستعد للمغادرة إلى المدرسة بدت لي ليلى على غير ما يرام سألتها ما بك؟ ابتسمت قالت لا شيء .. كأنني محمومة قليلا، وضعت يدي على جبهتها كانت حرارتها مرتفعة جدا قلت بهدوء نعم إنها حمى العشق أيتها العروس الجميلة وضحكنا . قلت لها اسمعي لن نذهب للمدرسة، سآخذك للمستشفى ثم نعود وأطبخ لك شوربة العدس التي تحبين ثم ننام باقي اليوم ما رأيك؟ قالت لا.. سنذهب للدوام فلدي ما أنجزه، سأكون بخير إن شاء الله.
قلت لها حرارتك مرتفعة يا ليلى لابد من الذهاب للمستشفى، قالت سأذهب عصرا، أتيت لها بكأس من الحليب وحبة دواء خافض للحرارة ثم غادرنا.
في المدرسة.. وبعد الحصة الثالثة كنت أجلس على مكتبي في الوقت الذي دخلت ليلى إلى غرفة المعلمات، رفعت بصرها إلي بصعوبة واضعة يدها على جبهتها وبدت غير قادرة على التحكم في حركة عينيها ثم سقطت على الأرض قبل أن أسألها ما بها، قامت جميع المعلمات إليها لكنها كانت فاقدة للوعي، قالت إحداهن هذه عوارض إرهاق وبرد وقالت الأخرى شكلها متشنجة يعني فيها جن أو مسحورة وأخرى قالت (ما فيها إلا عين، واضح إنها محسودة) وأخذت تقرأ وتنفث عليها، وواحدة منهن قالت إنها غيبوبة سكر، بالتأكيد معها انخفاض في مستوى السكر وأتت بقنينة عسل وأخذت تضع بإصبعها في فم ليلى ولكنها لم تكن لتتحرك أبدا..
سكبت أنا عليها ثلاث قوارير من الماء البارد وأنا أبكي وأتذكرها وهي تسألني مازحة أحيانانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةتحبيني يا شيخة؟ أبي دليل لأني شاكة فيك).. كنت أقول لها (شكي بكيفك الله لا يبيّن لك غلاك) سكبت كل الماء ولم تُصدر أية استجابة.. قلت للمديرة سأتصل بالإسعاف، قالت لا.. لماذا الإسعاف؟ انتظري قليلا سوف تفيق . قلت لا لن أنتظر، قالت من سيذهب معها لا أحد من محارمها هنا، لم أكترث لأسئلتها واتصلت بالإسعاف استغرق الإسعاف ساعة كاملة حتى وصلنا وليلى ما زالت في غيبوبتها، وأنا لا أملك إلا دموعي وهاتفي فهل تكفي هذه الأشياء لإنقاذ صديقتي؟ وبعد أن وصل الإسعاف قالت المديرة ..لن يدخل الرجال مدرسة بنات أخرجوها لهم وليذهب معها حارس المدرسة وزوجته ، قلت للمديرة نحن في الدور الثاني وليلى لا تشعر ولا تتحرك ، إنها في غيبوبة كاملة ولا نستطيع حملها قالت تصرفن .
اقترحت إحدى المعلمات أن نعلن بالمايكرفونات أن فرقة إسعاف ستدخل المدرسة وتقوم المراقبات بإغلاق الفصول على البنات مع معلماتهن حتى يخرجون . رفضت المديرة هذا الحل كذلك. رن هاتف ليلى كثيرا كان المتصل زوجها، أتراه شعر بشيء؟
قلت لهن أعتقد أن الحل عندي.. أتيت بسجادة متوسطة الحجم وطلبت من المعلمات مساعدتي في تحريك ليلى ونقلها على السجادة ومن ثم نسحبها للأسفل، وهذا ما حدث بالفعل لكننا عانينا كثيرا على السلالم فقد أوشكت ليلى على السقوط من أيدينا مرتين وجرحت في ساقها جرحا بسيطا. أوصلناها للباب قلت للمسعفين ادخلوا إنها بجانب الباب وكانت تقف إلى جوارها زوجة الحارس فرفضوا قالوا اخرجنها لنا. صعدنا مرة أخرى إلى الدور الثاني لارتداء عباءاتنا وأنا أتمتم لا حول ولا قوة إلا بالله، صبر جميل والله المستعان، لكنني أخذت حقيبتي وحقيبة ليلى وعدنا لنخرجها لهم وركبت مع ليلى سيارة الإسعاف، قالت لي المديرة عودي فلم أسمح لك بالخروج، قلت لها اعتبريني غائبة قالت بل هاربة قلت ليكن، لن أترك صديقتي. رأيت نظرات الاستهجان في عيون كل المحيطين بي من المسعفين وحتى الحارس وزوجته كانوا مستغربين مني لأنني حادثت الرجال وركبت بلا محرم، ليس مهما، لكن ماذا أقول عن موقف الرجل المسعف؟ قلت له بلهفة من عمق خوفي على ليلى وأنا أراها ممدداً أمامي كالميتة وهو الذي لم يقم بأي شيء طوال الطريق سوى أنه يضع يده على معصم ليلى بين الحين والآخر ليتحسس النبض أو يسحب الغطاء على وجهها (بزعم أنه يستر عليها) غير مراع ما هي فيه من صعوبة التنفس، قلت له ما فائدة سيارة الإسعاف إذا؟ ألن تقيس لها الضغط أو تضع لها أكسجين؟ تنفسها غير طبيعي. قال لي بغلظة (لا يكثر هرجك معي وأنا رجالٍ غريب عليك، وإذا لها عمر بتعيش). شعرت بالقهر وثارت كرامتي، فانهالت الكلمات تتدافع بكل غضب على لساني وبكل الجرأة والوقاحة التي علمتني إياها الغربة ( أنت سمعتني وش قلت؟ تراني ما غازلتك أنا قلت شف لها الضغط والتنفس. ولا أنت مبرمج على هالكلمتين؟ لا حول ولا قوة إلا بالله كيف تفهم هالعالم؟) رمقني بطرف غاضب وسكت. كانت هذه أول مرة في حياتي أستفز بهذه الطريقة.



/

  رد مع اقتباس