الموضوع: حصان البحر
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 03 / 2008, 48 : 11 AM   #1
غزالة الجنوب 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 27327
+ تاريخ التسجيل » 16 / 10 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 10,887
+ معَدل التقييمْ » 911
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

غزالة الجنوب غير متواجد حالياً

افتراضي حصان البحر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لا يعد حصان البحر من أجمل الأسماك العظمية شكلا فحسب، بل من أجمل الكائنات البحرية على الإطلاق، وهو وإن كان من الأسماك الحقيقية فليست له أهمية اقتصادية مباشرة للإنسان لكنه يأتي في ثياب غاية في الروعة والجمال، ونتيجة لشكله الجذاب وألوانه البديعة يعد هو وأقاربه من أجمل أسماك الزينة التي تربى في الأحواض، ولذلك يجذب انتباه الهواة ومربي أسماك الزينة.
ويوجد حوالي 35 نوعا من حصان البحر منتشرة بمحيطات وبحار العالم، تنطوي كلها تحت جنس واحد هو هيبوكامبس وهي كلمة إغريقية الأصل تعني الحصان الملتوي أو المحني، وتتباين تلك الأسماك في أشكالها وألوانها وأساليبها في الحياة، وإن كانت كلها أساليب غريبة وسلوكيات عجيبة خاصة فيما يتعلق بطريقة تكاثرها. وتتفاوت أطوال أنواع حصان البحر اليافعة فهناك الأنواع القصيرة التي قد تصل إلى حد القزمية التي لا يتعدى طولها 15 مللميتر والأنواع الطويلة نسبيا أو العملاقة حيث يصل الى نحو 40 سم . وتتلون أفراد حصان البحر بعدة ألوان جميلة براقة، منها البرتقالي والبني والأصفر والأحمر والأسود والأخضر الزيتوني غير أنها بشكل عام تميل إلى اللون الباهت أو الشاحب مع تقدم العمر نتيجة لتغير الظروف البيئية المحيطة، وكثيرا ما تختلط تلك الألوان وتمتزج ببقع أو خطوط عرضية على الجسم تميل إلى اللون الأحمر أو البني مع وجود بعض الفروق اللونية بين الذكور والإناث، والجدير بالذكر أنه عندما يقع أحد ذكور حصان البحر في علاقة مغازلة أو تزاوج مع إحدى الإناث فإنه يبدِّل لونه بعد أيام ليحاكي أنثاه في لونها ويماثلها حتى في عدد البقع أو الخطوط المنتشرة على جسمها وألوانها.
مدى انتشار واسع
تنتشر أنواع حصان البحر في المناطق الضحلة لمياه البحار والمحيطات المعتدلة والدافئة والاستوائية، كما قد يمتد انتشار بعض الأنواع إلى المياه الباردة نسبيا كجنوب غرب ألاسكا وكذلك في نيوزيلندا، ولذلك فهي واسعة الانتشار بكل من المحيط الأطلنطي والهادي والهندي وكذلك في البحار والخلجان والبحيرات المتصلة بها.
وهو من الأسماك الشاطئية، التي تعيش في المياه الضحلة على أعماق أقل من المتر وعلى مقربة من الشاطئ متعلقة بالأعشاب البحرية كالطحالب والحشائش البحرية وغيرها من الكائنات البحرية الأخرى كالاسفنجيات والشعاب المرجانية وحتى على الحبال الملقاة وأكوام الصخور، كما توجد أيضا زاحفة على القيعان الرملية والطينية وبين مستعمرات الشعاب المرجانية، غير أن هناك بعض الأنواع التي قد توجد على أعماق أبعد تصل أحيانا إلى 30 مترا ويندر وجودها على عمق أكبر.

قدرة فائقة على التمويه والتخفي
على الرغم من تميز أفراد حصان البحر بألوانها الزاهية الجذابة التي تضفي عليها جمالا خلابا حيث يبرزها التناقض الكبير بينها وبين اللون الأخضر للأعشاب البحرية والطحالب التي تعيش بينها، إلا أنها تتميز بمقدرة فائقة على الاختفاء والتمويه عن طريق محاكاة الوسط التي تعيش فيه، إذ يمكنها أن تبدل لونها بسرعة لتضاهي ما حولها بحيث يصعب رؤيتها وتمييزها بين الأعشاب والحشائش البحرية، ويرجع هذا إلى وجود عدد كبير من الخلايا الملونة في جلدها قادرة على سرعة الاستجابة لمحاكاة الوسط المحيط.
حركته تشبه حركة الخيول العربية
يتحرك حصان البحر حركات مميزة وإن كانت بطيئة نوعا ما، وهو يتحرك بخفة ورشاقة لا تقل أبدا عن رشاقة وخفة أجمل الخيول العربية، وتبدأ حركته من أسفل إلى أعلى، أي أنه يتحرك غالبا حركة عمودية، ويساعده على ذلك الحركة السريعة للزعانف الصدرية والظهرية التي تدفع الجسم في الماء، بينما يتحرك الرأس أفقيا ويكون الجسم في وضع عمودي أو رأسي، كما يستطيع أن يتنقل على القاع الرملي أو الطيني زاحفا أو قافزا أو حتى ماشيا بمساعدة الذيل، وحصان البحر نهاري النشاط، يرتبط نشاطه دائما بالضوء، يبدأ نشاطه عادة مع طلوع الفجر ويميل إلى السكون أثناء الليل.

ثنائية التغذية..
يتغذى حصان البحر على الهوائم الحيوانية والنباتية معا، غير أنه يفضل يرقات الجمبري والجمارس والميسيس والسرطانات والديدان الأنبوبية والحشرات ويرقات الأسماك الأخرى، كما قد يتغذى على صغار الأسماك وعلى القشريات الصغيرة مثل الأرتيميا (ربيان الماء المالح) والدافنيا وغيرها.
ويقوم بجمع غذائه بواسطة الفم الصغير الواقع في أقصى طرف البوز حيث يسحب الماء وما به من عوالق بقوة مما يساعد على دخول الأحجام الكبيرة نسبيا من الهوائم الحيوانية، كما يساعد امتداد البوز أيضا على ترشيح واستخلاص تلك الهوائم من ماء البحر وتجميعها في كتل محاطة بالمخاط مما يساعد في دفعها بسهولة بعد ذلك إلى الأمعاء، وتمثل الأرتيميا والجمارس وصغار أسماك الجوبي والمولوي والدافنيا والهوائم الحيوانية والنباتية غذاء حصان البحر المفضل في أحواض التربية.

سلوك عجيب للتكاثر
يتميز حصان البحر بكونه أحادي الزوجة حيث يرتبط ذكر واحد بأنثى واحدة. والمألوف في جميع الحيوانات الراقية ومنها الأسماك أن الذكر يعطي الأمشاج الذكرية (الحيوانات المنوية) بينما تعطي الأنثى الأمشاج الأنثوية (البويضات)، ويتم الإخصاب إما خارجيا كما في معظم الأسماك العظمية أو داخليا - في أنواع قليلة منها - وإن كان الأخير هو الشائع في الأسماك الغضروفية - ولذلك تقوم الأنثى إما بوضع البيض والقيام على رعايته حتى الفقس أو بحمله حتى تحين عملية انطلاق اليرقات أو الوضع، غير أن ما يحدث في حصان البحر هو عكس الواقع والمألوف، فالذكر هو الذي يحمل البيض ويقوم برعايته حتى تتم عملية الفقس ثم الولادة ورعاية الصغار، وبذلك تعفى الأنثى كلية من وظيفتها الأساسية(((اسمعوا يارجاجيل وتعلموا الذوووقنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة))) وهي عملية الحمل والرعاية التي يتكفلها الذكر كلية وتقع على عاتقه.

يمكن تمييز ذكر حصان البحر البالغ عن الأنثى بسهولة وذلك عن طريق وجود كيس البيض المنتفخ نوعا ما أسفل منطقة الصدر قبيل بداية الذيل بالذكر، وتبدأ عملية التزاوج عندما ينضج البيض داخل مبيض الأنثى وتستغرق عادة صباح ثلاثة أيام متتالية في معظم الأنواع حيث يصاحبها نشاط ملحوظ وتغير واضح في لون كل من الذكر والأنثى، فبعد الفجر مباشرة يقترب الزوجان أحدهما من الآخر ويسبحان معا جنبا إلى جنب مع انحناء الرأس بعض الشئ إلى الأمام، يقوم الذكر أثناء ذلك بملء كيس البيض لديه بالماء كما يقوم بعمل إيماءات بديعة ببوزه تشبه عملية التقبيل للأنثى، ويتغير لون الزوجين معا إلى اللون الفاتح في إشارة واضحة متزامنة لبدء عملية التزاوج ونقل البيض من الأنثى إلى الذكر، ويقوم كل منهما بجذب عضو التثبيت بذيله ثم يدور الاثنان معا في حركة تشبه طاولة البلياردو، وينطلق الزوجان بسرعة على فترات ويأخذان طريقهما وهما متلاصقان متوازيان إلى مكان آخر، وفي أثناء ذلك يقوم الذكر بإفراغ كيس البيض من الماء استعدادا لنقل البيض الناضج من الأنثى إليه، ويتم ذلك بانثناء الذكر بشدة جاذبا ذيله إلى منطقة الجذع مفرغا الماء من كيس البيض. وفي صبيحة اليوم الثالث يصبح جذع الأنثى أكثر استدارة مشيرا إلى اكتمال نضج البويضات داخل مبيضها مع تدلي قناة نقل البيض وبروزها أسفل جذعها، وعندما تستعد لنقل البيض تترك عضو التثبيت أو ما تمسك به من طرف ذيلها وتمد جسمها إلى أعلى كما لو كانت تريد أن ترتفع لسطح الماء مع تثبيت ذيلها جهة القاع، وفي التو يستجيب الذكر لإيماءات الأنثى ويرتفعا معا لأعلى في الماء وفي أثناء صعودهما يتقابلان وجها لوجه مع انثناء الذيل إلى الخلف، وفي أثناء ذلك تدخل الأنثى قناة وضع البيض إلى فتحة كيس البيض في الذكر وينطلق منها البيض في شريط طويل لزج، وتستغرق عملية نقل البيض بأكمله حوالي 6 ثوان يقفل بعدها فتحة كيس البيض بالذكر ويقترب بعدها مباشرة الزوجان كل من الآخر وذلك أثناء هبوطهما مع استعادة إمساك الذيل بالعضو المثبت مرة ثانية، ثم يقوم الذكر بعملية رص البيض برفق داخل الكيس وذلك باهتزازه عدة مرات وبانتهاء العملية، تظهر علامات الإرهاق والتعب على الذكر، مما يدل على أنه قد أنهك. وبعد إتمام عملية التزاوج واستقرار البيض داخل جيب الذكر تكتمل عملية الإخصاب بإفرازه الحيوانات المنوية عليه، وتستغرق فترة الحمل في الغالب من أسبوعين إلى ستة أسابيع (بمتوسط من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع) تكتمل خلالها مراحل النمو، لكنها تختلف حسب النوع، وتنمو الأجنة داخل كيس البيض الذكري وتتغذى على أكياس المح الملحقة بها.
.



.
.
ربي يسعد ايامك ياشيخنا

 

  رد مع اقتباس