عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2009, 41 : 06 AM   #11
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,656
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 11 )
حرب (حريم)

لإقامتنا في سكن المعلمات الكثير من المزايا الإيجابية كما أننا نعاني من سلبياتها في نواح أخرى، فمن إيجابياتها وجود السيارة التي تخدمنا في أي وقت ووجود من يتكفل بطلباتنا بالإضافة إلى الهاتف الذي نستطيع استخدامه بالبطاقة في أي وقت كما نستقبل عليه اتصالات الأهل .
أما السلبيات فهي كثيرة مثل عجز الراتب عن تغطية مصاريفنا لكثرتها وتشعبها، المعاناة النفسية نتيجة اختلاف بيئات المعلمات وعاداتهن وكثرتهن. عدم احترام خصوصياتنا من قبل زوجة الكفيل فهي ترى نفسها سيدة المكان. ومن حقها الأمر والنهي والانتقاد .
إلا أنها لم تكن تحضر جلسات السمر النادرة التي نقيمها في لحظات الصفاء بيننا فكانت فرصة سانحة جدا لممارسة ( الحش ) على أصوله فيها وفي زوجها الجشع بعد أن تأتي كل واحدة منا بما لديها من ( نقنقات ) كما نسميها فهذه تجهز الفشار وأخرى تحضر الفصفص وثالثة شيبس ورابعة بعض الحلويات وغالبا ما ننتدب زهرة لتحضير الشاي، فللشاي الذي تعده بخلطتها السرية كما تقول نكهة رائعة تدغدغ الذاكرة لتعود بنا إلى أحضان الأهل . ومن لطيف ما يحدث بيننا التلاعب بكلمات الأغاني وتحويرها بما يتناسب وحالتنا النفسية والاجتماعية في الغربة وترديد بعض الحداء الذي اشتهر محليا، حيث كانت زهره تغنيه وهي تجر قوس الربابة بشكل كوميدي ساخر والشجار الأزلي الدائم بين القطيفيات والأحسائيات والذي ينتهي بشكل ودي دائما حول بعض العادات الغذائية . فالقطيفية تتهم الحساويين بأنهم لا يستغنون عن الحب ( الفصفص ) والتمر، أما الحساوية فتطلق على القطيفيين وحوش الروبيان لأنهم يتناولونه دائما وتزعم أن رائحة القطيفي تسبقة دائما.
كل هذا يحدث وسط ضحكات الجميع وانقسامهن إما مع هذه أو مع تلك. وخلاف أزلي آخر بين الهفوفيات والقرويات والجميع من الأحساء حول اختلاف اللهجة وكل واحدة تزعم أن لهجتها هي الأصل وأنها الأقرب للفصحى. وبذلك نقتل الوقت الطويل الذي يقتلنا وحشة وغربة وشوقا. ومما يدور في جلساتنا الحديث الدائم عن طمع هذا الكفيل الذي فاق راتبه راتب معلمة بخبرة عشر سنوات ومع ذلك مازال يبحث عن المزيد. فكنت أتساءل لماذا لا نؤجر بيتا أصغر من هذا ونوفر فارق النقود في جيوبنا، فهذا البيت كبير جدا وبه ثلاث غرف خالية لا نحتاجها .
وكانت البنات يبدين تخوفا من عزمه على إحضار المزيد من المعلمات، لأن الوضع لا يحتمل أكثر من الموجودات حاليا وإلا فسنكون في مزاد علني أو سوق حراج، فاقترحت ليلى مفاتحة زوجته بالأمر فقلن إنهن تكلمن معها فقالت إنه لا يرغب بتغيير المنزل "واللي يعجبها تستمر معنا واللي ما يعجبها تستطيع المغادرة".
حتى جاء ذلك اليوم الذي فتحت علينا الباب زوجة الكفيل دون سابق إنذار وقالت "نسيت أعلمكن .. ترى بكرة بيجون ثلاث معلمات مريم وداد ونورة كلهن من الدمام وكل وحده بتأخذ غرفة". وأغلقت الباب مرة أخرى وسط ذهول الجميع.
جاءت المعلمات الجديدات وكنّ أنموذجا مغايرا لباقي المجموعة، متغطرسات مشاكسات ينظرن إلينا بدونية، ورفضن مشاركتنا في العمل المنزلي فقد كنا نتقاسم العمل بشكل يومي لغسل المطبخ وكنس الصالة والممرات، وعندما أخبروهن عن هذا الأمر قالت إحداهن نعم ؟؟ تبوني أغسل لكم الحمامات والمواعين هذا اللي ناقص".
هنا انبرت سلمى قالت: "اسمعي أنتي وياها إحنا الأسبق هنا، تحبون تمشون بأنظمتنا ولا انعزلوا عنا" ثم وجهت لنا الخطاب "يالله يا بنات".
وفي غرفتنا تولت إدارة التحريض حكيمة وكانت أفكارها "مو تطفش ثلاث معلمات إلا تطفش بلد بأكمله" ودخلنا في حرب ( حريم ).
مر أسبوع كامل ونحن نطوق الثلاث بحصار نفسي مؤلم مع استخدام بعض الأساليب القذرة من قبل بعض البنات القويات، حتى ضقن ذرعا فاستنجدت وداد بزوجها على ما يبدو، فسمعنا ليلة الخميس رنة جرس الباب في وقت غريب خرجنا من غرفنا نستطلع الأمر فإذا بوداد في كامل زينتها تتوجه للباب وتفتح لزوجها وتسلم عليه ثم تدخله إلى غرفتها بعد أن نبهت بأعلى صوتها ( زوجي فيه لا وحدة تطلع بخشتها وتقول ما سمعت).
فجأة وجدنا البنات جميعهن في غرفتنا وكل واحده تقول "النار ولا العار .. رجال غريب بوسطنا؟ اللي بيجي لزوجته يأخذها برا مو يدخل هنا". والحقيقة أن السبب الوحيد لهذا الاحتجاج هو الغيرة ولو أن الأزواج حضروا جميعا فلن يجدوا من يحتج سواي.

  رد مع اقتباس