الموضوع: مجالس الخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 11 / 2018, 40 : 02 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي مجالس الخير

يشكو كثير من الناس مما يدور في بعض المجالس من غيبة ونميمة، وتشاحن، وما تشمله تلك المجالس من ألفاظ يخجل البعض من سماعها، وقد يكون السبب في مثل تلك التصرفات أنه لم يمنعهم عنها أحد، بل أن بعضاً من تلك المجالس لا تحلو في نظر مرتاديها إذا لم يُذكر فيها فلان وفلان بسوء، أو أن يُذكر فيها الفاحش من الألفاظ، حتى وصل الحال إلى أن يُعوّد بعض الآباء أطفالهم على الكلمات الخادشة للحياء ليقولها الطفل في المجلس ليُضحِك الآخرين.
وهناك مجالس فيها أناس كلامهم وأفعالهم كالبلسم الذي يُطيّب النفوس قبل الجروح، لا ينساقون في كلامهم وراء ما يرغبه البعض، تجدهم يُطيبون كلامهم كما يطيبون ملابسهم وأبدانهم، لا يخلو ذكر الله والصلاة على النبي صلّ الله عليه وسلم من كلامهم.
فعندما يُذكر شخص غائب عن مجلسهم يذكرونه بالخير،
وعندما يٌقال إن فلاناً قد سافر، نجدهم يدعون له بالتوفيق في سفره والعودة سالماً،
وإذا قيل لهم أن فلاناً قد اشترى كذا وكذا، دعوا له بالبركة والسعادة فيما اشتراه،
وعندما يُذكر شخص بسوء في مجلسهم، ينهون عن ذلك، ويدعون إلى حسن الظن به حتى يحضر،
وإن قال لهم أحد أني مُقبل على كذا وكذا، تمنوا له بالتوفيق من قلوبهم،
وإن حدث خلاف بين طرفين، نجدهم يبذلون الجهد لحله، فينتهي ذلك الخلاف لأن الله قد جعل لهم قبولاً عند الآخرين.
فلا تفارقهم إلا وقد طابت نفسك من كلامهم كما يتطيّب اللبس من البخور،
أنهم بسلوكهم هذا يكسبون الأجر العظيم بحسن ألفاظهم، وفي عدم ذكر الغائبين بسوء، ويطيبون خواطر من في نفوسهم شيء عليهم، فنعم المجالس مجالسهم.
هؤلاء ممن لا يحملون في قلوبهم غِلاً على أحد، يتمنون السعادة للجميع ويعملون على ذلك، وهم من يطفئون ما في نفوس الآخرين من سوء ظن تجاه غيرهم، كل من عرفهم تأكد له بأن الدنيا لا زالت بخير.
أنهم بكلامهم الطيّب يدخلون فيمن عناهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي، قال قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّة لَغُرَفًا يُرَى بُطُونهَا مِنْ ظُهُورهَا وَظُهُورهَا مِنْ بُطُونهَا " فَقَالَ أَعْرَابِيّ لِمَنْ هِيَ يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَام وَأَطْعَمَ الطَّعَام وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نِيَام ".
أني أُذكّر نفسي أولاً بهم، متمنياً أن يكون شعار منازلنا ومجالسنا هو الكلام الطيب، ففيه أجر من رب العالمين، وفيه تطييب للنفوس، وفيه تربية للصغار، وفيه السعادة لنا جميعاً بإذن الله.

  رد مع اقتباس