عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 05 / 2001, 30 : 06 AM   #1
الصارم 
سفير الوئام

 


+ رقم العضوية » 166
+ تاريخ التسجيل » 27 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 1,181
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الصارم غير متواجد حالياً

افتراضي


رؤيا الملك الصالح
يعتبر السلطان الملك العادل/ نور الدين محمود بن زنكي الشهيد – رحمه الله – من الملوك الصالحين وكان له تهجد يأتي به بالليل وأوراد يأتي بها ، فنام عقب تهجده فرأى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في نومه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنجدني أنقذني من هذين ، فاستيقظ فزعاً ثم توضأ وصلى ونام فرأى المنام بعينه فاستيقظ وصلى ونام فرآه أيضاً مرةً ثالثة ، فاستيقظ وقال : لم يبق نوم وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي فأرسل خلفه ليلاً وحكى له جميع ما اتفق له فقال له : وما قعودك ، أخرج الآن إلى المدينة النبوية واكتم ما رأيت ، فتجهز في بيته ليلته وخرج على رواحل خفيفة في عشرين نفر وصحبته الوزير المذكور ومال كثير فقدم المدينة في ستة عشر يوماً فاغتسل خارجها ودخل فصلى بالروضة وزار ثم جلى لا يدري ماذا يصنع . فقال الوزير وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد : إن السلطان قصد زيارة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وأحضر معه أموالاً للصدقة فاكتبوا من عندكم فكتبوا أهل المدينة كلهم وأمر السلطان بحضورهم ، وكل من حضر ليأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي (صلى الله عليه وسلم) ، له فلا يجد تلك الصفة فيعطيه ويأمره بالانصراف إلى أن انقضى الناس ، فقال السلطان : هل بقي أحد لم يأخذ شيئاً من الصدقة ، قالوا : لا ، فقال : تفطروا وتأملوا ، فقالوا : لم يبق أحدٌ إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحدٍ شيئاً وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج ، فانشرح صدره وقال : علي بهما ، فأتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي (صلى الله عليه وسلم) ، إليهما بقوله ((أنجدني أنقذني من هذين)) ، فقال لهما : من أين أنتما ؟ فقالا : من بلاد المغرب جئنا حاجين فاخترنا المجاورة في هذا العام عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقال : أصدقاني ، فصمما على ذلك ، فقال : أين منزلهما فأخبر بأنهما في رباطٍ بقرب الحجرة فأمسكهما وحضر إلى منزلهما فرأى فيه مالاً كثيراً وختمتين وكتباً في الرقاق ولم ير فيه شيئاً غير ذلك فأثنى عليهما أهل المـدينة بخير كثير وقالوا : إنهما صائمان للدهر ملازمان الصلوات في الروضةالشريفة وزيارة النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وزيارة البقيع كل يوم بكرة وزيارة قباء كل سبت ولا يردان سائلاً قط بحيث سدّا خلة أهل المدينة في هذا العام المجدب ، فقال السلطان : سبحان الله ، ولم يظهر شيئاً مما رآه ، وبقي السلطان يطوف بالبيت نفسه فرفع حصيراً في البيت فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة فارتاعت الناس لذلك ، وقال السلطان عند ذلك : أصدقاني حالكما ، وضربهما ضرباً شديداً فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما النصارى في زي حجاج المغاربة ، وأمالوهما بأموالٍ عظيمة وأمروهما بالتحيل في شيءٍ عظيم خيّلته لهم أنفسهم وتوهموا أن يمكنهم الله منه وهو الوصول إلى الجناب الشريف ويفعلوا به ما زينه لهم إبليس في النقل وما يترتب عليه فنزلا في أقرب رباط في الحجرة الشريفة وفعلا ما تقدم وصارا يحفران ليلاً ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة ، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور وأقاما على ذلك مدة فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت ، وحصل رجيفٌ عظيم بحيث خيل انقلاع تلك الجبال فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة واتفق امساكهما واعترفهمافلمااعترفا وظهر حالهما على يديه ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره بكى بكاءً شديداً وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة وهو مما يلي البقيع ، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندقاً عظيماً إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذيب ذلك الرصاص وملأ به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة سوراً رصاصاً إلى الماء ، ثم عاد إلى ملكه وأمر بإضعاف النصارى وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال وأمر مع ذلك بقطع المكوس جميعاً .




  رد مع اقتباس