أختي الفاضلة شموع الغربية:
لن آتي بشيء جديد عندما أقول بأن العادات والتقاليد كانت غالباً تحضر زواج البنت الصغرى قبل الكبرى تفادياً لحديث الناس عن البنت الكبرى.
ورغم أنني لا أؤيد هذا التوجه، بل يجب أن نتأكد بأن القسمة والنصيب تدخل بقوة في هذا الموضوع،
وقد قبل أبي رحمه الله أن تتزوج أختي الصغرى قبل الوسطى، وبعد عدة شهور تزوجت أختي الوسطى بعد أن جاءها نصيبها.
وفي الجانب الآخر، قد يرى بعض الآباء ومن واقع حبهم لكل بناتهم وكذلك من واقع تجارب مريرة حدثت لغيرهم،
بأن سبب إصرارهم على زواج الكبيرة قبل الصغيرة هو تخوفهم من انصراف الخطّاب عن الكبيرة وتجاهلهم لها لو تزوجت أختها الصغرى
قبلها ظناً من الخطّاب بأنه لو لم يكن بها عيب لتزوجت قبل أختها الأصغر منها.
حقيقة، يجب أن نؤمن بأقدارنا، وإن الخيرة فيما اختاره الله،
وأن على الآب أن يقبل ويزوّج بناته لمن يتقدم لهن متى ما كان المتقدم مؤهلاً لذلك.
وأن من لم تتزوّج منهن، أو تأخر زواجها، فإن في ذلك خير لا يعلمه إلا الله وحده،
فكم من المشاكل تعيشها بعض الأسر نتيجة لزواج بعض بناتهم الغير مدروس ثم انفصالهن عن أزواجهن
بعد أن أصبح لديهن أطفال مما يُعقد من حياتهن مستقبلاً.
نسأل الله ان يرزق كل فتاه الزوج الصالح والمناسب لها,
وعلى الوالدين ان لا يربطا زواج الصغرى بالكبرى، وحتى لا يكون ذلك سبباً في زيادة نسبة العنوسة.
أشكرك أختي الفاضلة لطرح هذا الموضوع المهم جداً والذي يتضرر منه الكثير، فينعكس سلباً على المجتمع.
دمتِ سعيدة هانية بحفظ الله ورعايته.