عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 10 / 2018, 23 : 11 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي عن العيب الاجتماعي

من التعريفات العامة للعيب أنه وصمة، نقيصة، مَذمَّة، أو عورة حسب وجهة نظر الدين أو القانون أو المجتمع، كما أن هناك تعريفات أخرى تختلف باختلاف سياقها ومثال ذلك ما يوجد في موضوع العيب في المبيع وهو من فروع الفقه الإسلامي، كما أن هناك ما يُسمى بالعيب الاجتماعي وهو ما يعني اجتماعياً بالتصرف الغير لائق.

وسأتحدث في هذا الموضوع عن جزئية منه فقط تتعلق بالعيب الاجتماعي والذي يمكن تمييزه بكل وضوح عن الحرام، فالحرام هو ما نصت عليه ومنعته النصوص الدينية بكل وضوح، أو من خلال فتاوى العلماء المبنية على تلك النصوص وحكمه ثابت ولا يتغيّر بتغيّر الزمان أو المكان.
بينما العيب الاجتماعي يتم النظر إليه على أنه تصرف أو ممارسة غير لائقة، تتنافى مع القيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة في مجتمع ما في ذلك الوقت.
وقد تختلف العيوب الاجتماعية من مكان لأخر، فما يمكن النظر إليه على أنه عيباً في مكان، قد يكون مقبولاً في بلد أو مكان آخر. وقد كان هذا ملاحظاً قبل سنوات حينما كان لبس البنطال غير مرحب به في بعض القرى والهجر.

وقد تختلف النظرة للعيب من شخص لأخر وخاصة في ظل هذا الاختلاط الشديد بين كافة شرائح المجتمع والجنسيات، فما يعتقد البعض على أنه مقبول في مجتمعهم يراه غيرهم على أنها سلوكيات معيبة.
كما قد يختلف النظر إلى تقييم الأعمال بالعيب باختلاف الزمن، وهذا كان ملاحظاً في السابق في إحجام بعض الشباب عن أعمال ومهن كانت تُعرض عليهم سابقاً مثل مهن دهان، سباك، وكان سبب الرفض الرئيسي هو نظرة المجتمع الخاطئة لدونية تلك الوظائف والمهن، وتصنيفها من قبلهم على أنها "عيب".
وقد تغيّرت تلك النظرة وذلك التقييم في السنوات الأخيرة حيث أصبح الشباب يزاولون كافة المهن والوظائف كونها مهن شريفة يتكسب منها الشاب بدون الشعور بالخجل, وكذلك الحال بالنسبة لعمل المراءة الذي كان محكوماً عليه بالعيب سابقاً بينما أصبحت المراءة الآن تنافس الرجل على معظم الوظائف والمهن.

كما تغيّرت النظرة في السنوات الأخيرة إلى بعض التخصصات الطبية وخاصة الطب النفسي، وهذا ما أكده استشاري نفسي سمعته في برنامج إذاعي قبل أيام قال فيه أنه قد زادت في السنوات الأخيرة أعداد من يراجعون العيادات النفسية في المملكة مقارنة بالسابق وذلك بعد أن تغيّرت النظرة العامة السابقة والتي كان يُفهم منها أن المجانين فقط هم الذين يذهبون إلى تلك العيادات.

وفي المقابل ظهرت بعض السلبيات لتغيير نظرة العيب في بعض المجالات وخاصة بالنسبة لارتداء الملابس وكذلك قصات الشعر بالنسبة للشباب التي طغى عليها التقليد الأعمى للغرب بغض النظر عن مناسبتها لهم من عدمه، وأصبح من يرتديها أو يطبقها لا يأبه لمؤامتها للعادات أو لنظرة العيب.

أعتقد بأن العيب سيظل هو كل ما يتنافى قولاً أو فعلاً أو سلوكاً مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي الذي نعيش فيه، وليس بالضرورة أن نقارنه بمجتمعات أخرى تختلف عنّا في ضوابطها الدينية والسلوكية والتربوية، والتي نتج عنها الفلتان الأخلاقي والأمراض الجنسية وغيرها.

  رد مع اقتباس