عروس مكة في "الكوشة" وعريسها في "دورة رسمية"
كتبها سلطان المالكي (هاتفيا - مكة المكرمة) : كان يحلم باليوم الذي انتظره طويلاً, وأن يكون فرحه فرصة لجمع الأهل والأقارب والأصحاب, لزفه إلى بيت الزوجية, فمنذ خمسة أشهر وهو يقوم بالترتيب والتنظيم وإعداد بيت الزوجية.
وقبيل أسبوعين كان العريس انتهى من كل شيء, حجز قصر الأفراح, وزع الدعوة على الأهل والأقارب, واشترى فستان الزفاف, واتفقت عروسه مع (الكوافيرة) التي تزينها يوم عرسها, وكانت الأمور تسير على ما يرام.
وفجأة جاء طلب مستعجل للعريس, لابد من حضور دورة لمدة تسعة أشهر, أمراً لم يكن في الحسبان, كل شيء سوف يتبدد, قصر الأفراح جهز الذبائح, والعروس انتهت من كل شيء, العريس رتب كل الأمور, حاول أن يتدارك الأمر وأطلع من أخبره بالدورة أن الأمر صعب جدًا.

ولكن كان القرار حاسما "عليك الحضور خلال ساعتين فقط وإلا سيتم استبدالك بأخر من الاحتياط ..وستفقد ترقيتك ودرجتك".
لم يكن أمام العريس سوى الاستسلام, وخلال ساعتين فقط كان في المعسكر, وأثبت حضوره, وبعدها بساعات ذهب والده وإخوانه إلى المسؤولين عنه, ومعهم الدعوات, ووجهوا لهم ولجميع زملائه الدعوة لحضور الفرح, ولكن القرار كان أشد حسماً, لا خروج قبل 45 يوماً.
أمام هذا المأزق اتفق والد العريس ووالد العروس على سير الأمور كما هي, وعدم إلغاء حفل الزفاف, وفي الموعد المحدد توافد المدعوين إلى قصر الأفراح للمباركة للعريس, وكل مدعو يسال أين العريس لنبارك فيخبره أهله "في مهمة رسمية".
العروس تقبلت المفاجأة الكبرى بصدر رحب وقالت : "عمل زوجي هو الباقي لنا، وسنعوض الفرح يوم يكون معي في بيتنا" , وجلست العروسة في الكوشة بمفردها, وبعد انتهاء الحفل أخذها شقيقها إلى بيت زوجها, لتنتظر 45 يوماً حتى يصرح له بالحضور لرؤيتها.