إن الاشتغال بالعلم لله أفضل من نوافل العبادات البدنية ، من صلاة ، وصيام ، وتسبيح ، ونحو ذلك .
لأن نفع العلم يعمُّ صاحبه والناس ، والنوافل البدنية مقصورة على صاحبها .
ولأن العلم مصححٌ لغيره من العبادات ، فهي تفتقر إليه وتتوقف عليه ولا يتوقف هو عليها .
ولأن العلم يبقى أثره بعد موت صاحبه ، وأما غيره من النوافل تنقطع بموت صاحبها . ولأن في بقاء العلم إحياءَ الشريعة وحفظ معالم الملة .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه ، وكفى بالجهل ذمَّاً أن يتبرأَ منه من هو فيه ) .
وعن أبي ذر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا :
( بابٌ من العلم نتعلمه أحبُّ إلينا من ألفِ ركعة تطوعاً ، وبابٌ من العلم نعلمُه عُمِلَ به أو لم يُعمل أحبُّ إلينا من مئة ركعةٍ تطوعاً ) .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
( تعلموا العلم ، فإن تعلمه خشيةٌ ، وطلبه عبادةٌ ، ومذاكرته تسبيحٌ ، والبحثُ عنه جهادٌ ، وبذلَه قربةٌ ، وتعليمَه من لا يعلمُه صدقةٌ ) .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
( مجلسُ فقهٍ خيرٌ من عبادةِ ستين سنة ) .
وقال وهبٌ رحمه الله :
( يتشعب من العلم الشرفُ وإن كان صاحبه دنيّاً ، والعزُّ وإن كان مَهِيناً ، والقربُ وإن كان قصيّاً ، والغنى وإن كان فقيراً ،
والمهابةُ وإن كان وضيعاً ) .
وقال سهلٌ رحمه الله :
( من أراد النظر إلى مجالس الأنبياء ، فلينظرُ إلى مجالس العلماء ، فاعرفوا لهم ذلك ) .