الموضوع: الحب والصفح
عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 01 / 2014, 08 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الحب والصفح


تعوّد التلميذ على أن يتحاور مع أستاذه الفيلسوف ليستفيد من علمه وخبرته في فهم الحياة وأسرارها، ومن تلك الحوارات الحوار القصير التالي:

سأل التلميذ أستاذه: هل هناك علاقة بين الحب وبين الصفح؟
أجاب الأستاذ: الذي يحب بصدق يصفح والذي لا يحب لا يعرف الصفح، لأن الصفح جوهرة من جواهر الحب، فهو مع الحب رحمة وفداء، بينما الحب بدونه امتلاك وسيطرة.

وهنا بدت الدهشة على وجه التلميذ ثم قال: مما أعرف عن الحب أن فيه أنانية، وفيه حب امتلاك للمحبوب، فيه الغيرة التي قد تؤدي إلى الحقد والانتقام.
تبسّم الأستاذ وقال: أنت تتحدث بالذات عن الحب بين الرجل والمرأة، بينما أتحدث أنا عن الحب في عمومه، حب الوالدين للأبناء، حب الوطن، وغيرها من أنواع الحب الأخرى.

عندها سأل التلميذ: هل هناك فرق بين الحب إذا كان بين امرأة ورجل والحب في بقية صوره؟.
قال الأستاذ: اعتاد الناس أن يُفرّقوا بين هذا الحب أو ذاك، وهم في هذا مخطئون، فالحب الصادق واحد سواء كان بين رجل وامرأة، أو كان للوالدين أو لابن أو لأخ.
والتاريخ ملئ بالعديد من قصص الحب بين المرأة والرجل كان فيها الصفح والتضحية، أما ما نراه الآن ونقرأ عنه من القصص في وسائل الإعلام المختلفة فلا يمكن أن يُعد حبا كاملا، فهو حب تلعب فيه المصلحة والغريزة والأنانية والإذلال بالرجولة أو الأنوثة دورا كبيرا.

واستطرد الأستاذ قائلاً: الحب عاطفة تأتي بصور وبواعث وانفعالات مختلفة، ولكن الفرق بينها صدق المشاعر ومقدار الصفح ... الكثير يدّعي الحب ولكن مع الأسف الحب الصادق قليل،
مثله مثل ما نراه في الأصداف فهي كثيرة بل قد نراها ملقاة على شواطئ البحار، ولكن الأصداف التي تحتوي على اللؤلؤ بداخلها نادرة ولا توجد إلا في أعماق البحار, فقيمة الشيء في ندرته، وكذلك متعة الحب الصادق، ولذا فإن كان هناك خلل في الحب، فإنه ليس بسبب الحب نفسه وإنما بسبب طرفيه أو أحدهما.

  رد مع اقتباس