عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 04 / 2008, 10 : 03 AM   #1
سديم 
أسطورة الوئام

 


+ رقم العضوية » 79
+ تاريخ التسجيل » 19 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 31,478
+ معَدل التقييمْ » 203
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

سديم غير متواجد حالياً

افتراضي صور من حياة الصحابه (2) الطـُفيل بن عمرو الدوسي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة (دوس) في الجاهليه وشريف من اشراف العرب المرموقين
و واحد من اصحاب المرواءت المعدودين .. ولاتنزل له قدر عن نار ولا يوصد له باب امام طارق ..
يطعم الجائع ويؤمن الخائف ، ويجير المستجير وهو الى ذلك اديب اريب لبيب .. حيث تفعل فيه الكلمه فعل السحر ..

غاد الطفيل منازل قومه في تهامه متوجها الى مكه و رحى الصراع دائره بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
و كفار قريش وكلٌ يريد ان يكسب لنفسه الانصار ويجتذب لحزبه الاعوان .. فالرسول صلوات الله وسلامه عليه
يدعو لربه وسلاحه الايمان والحق ، وكفار قريش يقاومون دعوته بكل سلاح ويصدون الناس عنه
بكل وسيله .. و وجد الطفيل نفسه يدخل في هذه لمعركه على غير اهبه ويخوض غمارها عن غير قصد ..
فهو لم يقدم مكه لهذا الغرض ، ولا خطر له امر محمد وقريش قبل ذلك على بال .. ومن هنا كانت للطفيل
بن عمرو الدوسي مع هذا الصراع حكاية لاتنسى ..

حدّث الطفيل قال : قدمت مكه ، فما ان راني سادة قريش حتى اقبلو علي فرحبو بي اكرم ترحيب وانزلوني فيهم
اعز منزل ثم اجتمع الى سادتهم وكبراؤهم ..

وقالو : ياطفيل انك قد قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي يزعم انه نبي قد افسد امرنا ومزق شملنا
وشتت جماعتنا ونحن انما نخشى ان يحل بك وبزعامتك في قومك ماقد حل بنا ، فلا تكلم الرجل ولاتستمعن
منه شيا فأن له قول كالسحر : يفرق بين الولد وابيه وبينالاخ واخيه وبين الزوجه و زوجها ..

قال الطفيل : فوالله ما زالو بي يقصون علي من غرائب اخباره ويخوفونني على نفسي وقومي بعجائب
افعاله حتى اجمعت امري على الااقترب منه ولا اكلمه او اسمع منه شيئا ولما غدوت الى المسجد للطواف
بالكعبه والتبرك باصنامها التي كنا اليها نحج و اياها نعظم ، حشوت اذني قطنا خوفا من ان يلامس سمعي
شئ من قول محمد لكنى ما ان دخلت المسجد حتى وجدته قائما يصلي عند الكعبه صلاة غير صلاتنا ويتعبد
عباده غير عبادتنا فاسرني منظره وهزتني عبادته و وجدت نفسي ادنو منه شيئا فشيئا على غير قصد منى
حتى اصبحت قريبا منه .. وابى الله ان يصل الى سمعي بعض مما يقول ، فسمعت كلاما حسنا وقلت في نفسي ..
ثكلتك امك يا طفيل .. انك لرجل لبيب شاعر ومايخفى عليك الحسن من القبيح فما يمنعك ان تسمع من الرجل
ما يقول ... فاذا كان الذي ياتي به حسنا قبلته وان كان قبيحا تركته ..

قال الطفيل : ثم مكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيته فتبعته حتى اذا دخل داره دخلت عليه ..
فقلت : يا محمد ان قومك قد قالوا لي عنك كذا وكذا فوالله مابرحوا يخوفونني من امرك حتى سددت اذني
بقطن لئلا اسمع قولك .. ثم ابى الله الا ان يسمعني شيئا منه ، فوجدته حسنا .. فأعرض علي امرك ..
فعرض علي امره وقرأ لي سورة الاخلاص والفلق فوالله ماسمعت قولا احسن من قوله ، ولا رأيت امر اعدل من امره ..
عند ذالك بسطت يدي له وشهدت ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ، ودخلت الاسلام ..

قال الطفيل : ثم اقمت في مكه زمنا تعلمت فيه امور الاسلام وحفظت فيه ماتيسر لي من القرآن
ولما عزمت على العوده الى قومي قلت .. يارسول الله اني امرؤ مطاع في عشيرتي وانا راجع اليهم
و داعيهم الى الاسلام فادع الله ان يجعل لي آية تكون لي عونا فيما ادعو اليه ..
فقال : ( اللهم اجعل له آيه )

فخرجت الى قومي حتى اذا كنت في موضع مشرف على منازلهم وقع نور فيما بين عيني مثل المصباح ..
فقلت : اللهم اجعله في غير وجهي فاني اخشى ان يظنو انها عقوبه وقعت في وجهي لمفارقة دينهم ..
فتحوّل النور فوقع في رأس سوطي فجعل الناس يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق
وانا اهبط اليهم من الثنيه فلما نزلت اتاني ابي وكان شيخا كبيرا ..
فقلت : اليك عني يا ابت ، فلست منك ولست مني
قال : ولم يابني ؟!
قلت : لقد اسلمت وتابعت دين محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
قال : اي بني ديني دينك
فقلت : اذهب واغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى اعلمك ماعُلمت ..
فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ، ثم جاء فعرضت عليه الاسلام فاسلم ..
ثم جاْت زوجتي .. فقلت : اليك عني فلست منك ولست مني
قالت : ولم ؟! بابي انت وامي
فقلت : فرق بيني وبينك الاسلام فقد اسلمت وتابعت دين محمدٍ صلى الله عليه وسلم
قالت : فديني دينك
قلت : فاذهبي فتطهري من ماء ( ذي الشري ) وهو صنم لدوس حوله ماء يهبط من الجبل
فقالت : بابي انت وامي اتخشى على الصبيه شيئا من (ذي الشري ) ؟!
فقلت : تبا لك ولذيي الشري ... قلت لك " اذهبي واغتسلي هناك بعيدا عن الناس ، وانا ضامن لك
الا يفعل هذا الحجر الاصم شيئا ، فذهبت فاغتسلت ثم ثم جاءت فعرضت عليها الاسلام فاسلمت..
ثم دعوت (دوسا ) فأبطؤوا على الا ابا هريره فقد كان اسرع الناس اسلاما


قال الطفيل ..
فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه ومعي ابو هريره ..
فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام : ( ماوراءك يا طفيل ؟)
فقلت : قلوبٌ عليها اكنه وكفر شديد لقد غلب على ( دوس ٍ) الفسوق والعصيان
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضا وصلى ورفع يده الى السماء ..
قال ابو هريره : فيما رأيته كذالك خفت ان يدعو على قومي فيهلكوا
فقلت : واقوماه ..
لكن الرسول صلوات الله عليه جعل يقول : ( اللهم اهد دوسا ... اللهم اهد دوسا ... اللهم اهد دوسا )
ثم التفت الي الطفيل وقال : ( ارجع الى قومك وارفق بهم وادعهم الى الاسلام )
قال الطفيل : فلم انزل بأرض دوسٍ ادعوهم الى الاسلام حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينه
ومضت بدر واحد والخندق فقدمت الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ثمانون بيتا من دوس اسلمو وحسن
اسلامهم ، فسر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واسهم لنا مع المسلمين من غنائم خيبر
فقلنا : يارسول الله اجعلنا ميمنتك في كل غزوه تغزوها واجعل شعارنا (مبرورُ)


قال الطفيل ..
ثم لم ازل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكه فقلت : يا رسول الله ابعثني الى
( ذي الكفين ) صنم عمرو بن حممه .. حتى احرقه .. فأذن له النبي عليه الصلاة والسلام فسار الى الصنم
في سريه من قومه فلما بلغه ، وهم باحراقه اجتمع حوله النساء والرجال والاطفال يتربصون به
الشر وينتظرون ان تصعقه صاعقة ان هو نال ( ذا الكفين ) بضر .. لكن الطفيل اقبل على الصنم على
مشهد من عباده .. وجعل يضرم النار في فؤاده ... وهو يرتجز ..

يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا اقدم من ميلادكا
اني حشوت النار في فؤادك

وما ان التهمت النار الصنم حتى التهمت معها ماتبقى من الشرك في قبيلة دوس فاسلم القوم جميعا وحسن اسلامهم ..

ظل الطفيل بن عمرو الدوسي بعد ذالك ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي ..
ولما آلت الخلافه من بعده الى صاحبه الصديق وضع الطفيل نفسه وسيفه و ولده في طاعة خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما نشبت حروب الرده نفر الطفيل في طليعة جيش المسلمين لحرب مسيلمة الكذاب ومعه ابنه عمرو ..
وفيما هو في الطريق الى اليمامه رأى رؤيا ، فقال لاصحابه : اني رأيت رؤيا فعبروها لي..
فقالو : وما رأيت ؟
قال : رأيت ان رأسي قد حُلق ، وان طائرا خرج من فمي ، وان امرأة ادخلتني في بطنها ، و ان ابني
عمرا جعل يطلبني حثيثا لكنه حيل بيني وبينه
فقالوا : خيرا ..
فقال : اما انا والله لقد اولتها ..
انا حلق راسي فذلك انه يقطع .. واما الطائر الذي خرج من فمي فهو روحي .. واما المرأة التي ادخلتني
في بطنها فهي الارض تحفر لي فأدفن في جوفها .. واني لارجو ان اقتل شهيدا ..
واما طلب ابني لي فهو يعني انه يطلب الشهاده التي ساحظى بها اذا اذن الله لكنه يدركها فيما بعد

وفي معركة اليمامه ابلى الصحابي الجليل الطـُفيل بن عمرو الدوسي اعظم البلاء حتى خر صريعا شهيدا
على ارض المعركه ، واما ابنه عمرو فما زال يقاتل حتى اثخنته الجراح وقُطعت كفه اليمنى فعاد الى
المدينه مخلفا على ارض اليمامه اباه ويده

وفي خلافة عمر بن الخطاب دخل عليه عمرو بن الطفيل ، فاتى للفاروق بطعام ، والناس جلوس عنده فدعا القوم الى طعامه ..
فتنحى عمرو عنه ، فقال له الفاروق : مالك ؟!
لعلك تاخرت عن الطعام خجلا من يدك
قال : اجل يا امير المؤمنين
قال : والله لا اذوق هذا الطعام حتى تخلطه بيدك المقطوعه ..
والله ما في القوم احد بعضه في الجنه الا انت ( يريد بذلك يده )

ظل حلم الشهاده يلوح لعمرو منذ فارق اباه .. فلما كانت معركة اليرموك بادر اليها عمرو مع المبادرين
وما زال يقاتل حتى ادرك الشهاده التى مناه بها ابوه

رحم الله الطفيل بن عمرو الدوسي .. فهو الشهيد و ابو الشهيد

.
.
.

  رد مع اقتباس