عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 09 / 2016, 40 : 12 PM   #4
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ابدا باسم الله مستعينا راض به مدبرا معينا

اَلْجَوَابُ الْاَوَّلُ: اَنَّ الْعِبَادَةَ هُنَا: مَعْنَاهَا الْعِبَادَةُ الِاضْطِّرَارِيَّةُ غَيْرُ الِاخْتِيَارِيَّةِ: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ خَلَقَهُمْ؟ لِيَكُونُوا عَبِيداً يَحْكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَدَرِهِ فِيهِمْ كَيْفَ شَاءَ: بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ: يُمِيتُهُمْ: وَيُحْيِيهِمْ: وَيَرْزُقُهُمْ: وَيُعَافِيهِمْ كَمَا شَاءَ: فَهُمْ عَبِيدٌ مِنْ هَذِهِ الْوِجْهَةِ: بِعِبَادَةٍ اضْطِّرَارِيَّةٍ: وَلَانَعْنِي بِذَلِكَ الْعِبَادَاتِ الشَّرْعِيَّةَ: كَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْاِرَادَةِ الشَّرْعِيَّةِ: بَلْ هُمْ عَبِيدٌ لِلهِ رَغْماً عَنْهُمْ: لَايَخْرُجُونَ عَنْ اَمْرِ اللهِ: فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ هُنَا اِرَادَتَهُ اِرَادَةً كَوْنِيَّةً بِعِبَادَةٍ اضْطِّرَارِيَّةٍ: وَهَذَا الْجَوَابُ: مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالسُّدِّيِّ: وَرَبِيعٍ بْنِ اَنَسٍ: نعم اخي: وَاَمَّا الْجَوَابُ الثَّانِي: فَقَالوُا{لِيَعْبُدُونِ(أَيْ بِالْعِبَادَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ الَّتِي نَعْبُدُ اللهَ بِهَا: كَالصَّلَاةِ: وَالذِّكْرِ: وَالتَّسْبِيحِ: وَالزَّكَاةِ: وَالصَّوْمِ: وَالْحَجِّ: وَغَيْرِهَا: لَكِنَّ الْمَقْصُودَ بِالْجِنِّ وَالْاِنْسِ هُنَا: هُوَ مُؤْمِنِيهِمْ: وَالْمَعْنَى هُوَ التَّالِي: {وَمَاخَلَقْتُ(الْمُؤْمِنِينَ مِنَ{الْجِنِّ وَالْاِنْسِ: اِلَّا لِيَعْبُدُونِ(نعم اخي: فَهَذَانِ هُمَا الْجَوَابَانِ اَوِ الْقَوْلَانِ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ الْمُخَالِفَانِ لِلْقَوْلِ الرَّاجِحِ عِنْدَنَا: وَهُوَ قَوْلُنَا{لِيَعْبُدُونِ(اَنَّ اللَّامَ هُنَا لِبَيَانِ الْاِرَادَةِ وَالْعِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ خَلَقَ جَمِيعَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ؟ لِيَعْبُدُوهُ بِتَوْحِيدِهِ اَوَّلاً: ثُمَّ الصَّلَاةِ: وَالصِّيَامِ: وَالزَّكَاةِ: وَالْحَجِّ: بِعِبَادَةٍ خَالِصَةٍ لَهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ بِهَذِهِ الْاَرْكَانِ الْاِسْلَامِيَّةِ جَمِيعِهَا: نعم اخي: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافظ: اِعْلَمْ بِاَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا: لَمْ يَتْرُكِ الْخَلْقَ سُدىً وَهَمَلَا: وَنَقُولُ لِلشَّيْخِ حَافِظ: لِمَاذَا خَلَقَهُمْ اِذاً؟ قَالَ: بَلْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ: وَبِالْاِلَهِيَّةِ يُفْرِدُوهُ: نعم اخي: وَهَذِهِ هِيَ النُّقْطَةُ الْاُولَى الَّتِي شَرَحْنَاهَا لَكَ: وَنَرْجُو اَنْ تَكُونَ قَدْ فَهِمْتَهَا جَيِّداً: وَهِيَ الْعِلَّةُ مِنْ خَلْقِ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ: ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظ: اَخْرَجَ فِيمَا مَضَى: مِنْ ظَهْرِ آَدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ: بِمَعْنَى: اَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ: اَخْرَجَ فِيمَا قَدْ مَضَى قَبْلَ اَنْ نَاْتِيَ اِلَى الْاَرْضِ وَبَعْدَ خَلْقِ آَدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ آَدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ: وَهُنَا اَخِي نَاْتِي اِلَى الْحَدِيثِ عَنِ الْمِيثَاقِ اَوِ الْعَهْدِ الرَّبَّانِيِّ الْاِلَهِيِّ: نَعَمْ اَخِي: وَكَانَتِ الذُّرِّيَّةُ وَقْتَهَا كَالذَّرِّ: فَاَخَذَ الْعَهْدَ عَلَيْهِمْ(فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ( بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمَّا اَخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذُرِّيَّةَ آَدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ كَالذَّرِّ: وَمِنْ بَنِي آَدَمَ اَيْضاً مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ: اَخَذَ الْعَهْدَ عَلَيْهِمْ: اَنَّهُ لَارَبَّ مَعْبُودٌ بِحَقٍّ غَيْرَهُ: نعم اخي: فَهَذِهِ هِيَ آَيَاتُ الْمِيثَاقِ: وَمِنْهَا قَوْلُ اللهِ تَعَالىَ فِي الْآَيَةِ 172 مِنْ سُورَةِ الْاَعْرَافِ{ وَاِذْ اَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ(جَمِيعِهِمْ{ ذُرِّيَّتَهُمْ: وَاَشْهَدَهُمْ عَلَى اَنْفُسِهِمْ: اَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ: قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا؟ اَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين؟ اَوْ تَقُولُوا: اِنَّمَا اَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ(أَيْ بَبَّغَاءَ تُرَدِّدُ كُلَّ مَايُقَالُ لَهَا مِنْ قَوْلٍ اَوْ فِعْلٍ شِرْكِيٍّ بِتَقْلِيدٍ اَعْمَى{اَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُون(نعم اخي: فَهَذِهِ الْآَيَةُ: تُوضِحُ اَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ: اَخَذَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ: أَيْ اَخْرَجَهَا مِنْ ظُهُورِهِمْ: وَيُحْتَمَلُ اَيْضاً اَنَّهُ اَبْقَاهَا تَنْشَطُ فِي ظُهُورِهِمْ: آَخِذاً عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ: وَمُشْهِداً لَهُمْ عَلَى اَنْفُسِهِمْ: فِي قَضِيَّةٍ عُنْوَانُهَا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْعَرِيضِ: وَلَكِنْ لَاحُدُودَ لَهَا: وَهِيَ قَوْلُهُ: اَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ: قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا: أَيْ اَلَسْتُ بِرَبِّكُمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ بِحَقٍّ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ: هَلْ خَلَقَكُمْ اَحَدٌ غَيْرِي: اَلَسْتُ اَنَا الَّذِي خَلَقْتُكُمْ وَرَزَقْتُكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ بَعْدَ اَنْ لَمْ تَكُونُوا شَيْئاً مَذْكُورَا{هَلْ اَتَى عَلَى الْاِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورَا(بِمَعْنَى اَوَلَا تَذْكُرُ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ اَكْبَرَ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ بَعْدَ اَنْ اَتَى عَلَيْكَ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ تَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورَا{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا{اِنَّا خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ اَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيرَا(اَلَيْسَتْ هَذِهِ اَكْبَرُ نِعْمَةٍ اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ: وَهِيَ وُجُودُكَ بَعْدَ اَنْ لَمْ تَكُنْ شَيْئاً: وَبِسَمْعٍ وَبِبَصَرٍ اَيْضاً: مَاذَا تَمْلِكُ مِنَ اللهِ اَيُّهَا الْاِنْسَانُ لَوْ اَرَادَ اَنْ يُرْجِعَكَ اِلَى الْعَدَمِ: اَوْ اَرَادَ اَنْ يُهْلِكَكَ: اَوْ يُهْلِكَ مَنْ فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً: اَوْ{فِي أَيِّ صُورَةٍ مَاشَاءَ رَكَّبَكَ( وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يَخْلُقَكَ فِي اَسْوَاِ صُورَةٍ وَتَقْوِيمٍ: وَاَنْ يَرُدَّكَ اِلَى اَسْوَاِ مَصِيرٍ لَوْ اَرَادَ: وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مَنْعَهُ مِنْ ذَلِكَ كَائِناً مَنْ كَانَ: وَلَكِنَّهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَيْكَ الرَّحْمَةَ: وَالْعَدْلُ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ الرَّحْمَةِ: فَلَاتَذْهَبْ بِنَفْسِكَ بِهَذَا الْعَدْلِ اِلَى اَسْوَاِ مَصِير: نعم اخي: وَعَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ اَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اَرَاَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَاعَلَى الْاَرْضِ مِنْ شَيْءٍ: أَيْ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لِهَذَا الْكَافِرِ: لَوْ وَهَبْتُكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الْاَرْضِ الدُّنْيَا الَّتِي كُنْتَ تَعِيشُ فِيهَا: اَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ؟ بِمَعْنَى: هَلْ تَسْتَغْنِي عَنْ هَذِهِ الْاَشْيَاءِ الثَّمِينَةِ وَالْكُنُوزِ الَّتِي وَهَبْتُهَا لَكَ لِتَفْتَدِيَ أَيْ لِتَفْدِيَ نَفْسَكَ بِهَا وَتُخَلِّصَهَا مِنْ عَذَابِ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ: بِمَعْنَى: لَوْ خُيِّرْتُ اَنْ اَتْرُكَ الدُّنْيَا كُلَّهَا بِمَتَاعِهَا وَزَخَارِفِهَا وَزِينَتِهَا وَشَهَوَاتِهَا لِاَنْجُوَ مِنَ النَّارِ: فَاِنِّي سَاَتْرُكُ هَذِهِ الْاَشْيَاءَ كُلَّهَا مُقَابِلَ اَنْ اَنْجُوَ وَلَوْ لِدَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عَذَابِ النَّار: فَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: قَدْ اَرَدْتُّ مِنْكَ اَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ فِدَاءً لِنَفْسِكَ مِنَ هَذَا الْعَذَابِ: حِينَمَا اَخَذْتُ عَلَيْكَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فِي ظَهْرِ آَدَمَ: اَلَّا تُشْرِكَ بِي شَيْئاً: فَاَبَيْتَ اِلَّا اَنْ تُشْرِكَ بِي: نعم اخي: وَهَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ: وَقَوِيٌّ جِدّاً: وَمُتَّفَقٌ عَلَيْهِ: وَفِي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: نعم اخي: فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ: وَهَذِهِ آَيَةٌ فِي سُورَةِ الْاَعْرَافِ: تُبَيِّنُ اَنَّ اللهَ: قَدْ اَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى بَنِي آَدَمَ: اَنَّهُ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ فَقَطْ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ سُبْحَانَهُ: وَهَذَا هُوَ الْمِيثَاقُ الْاَوَّلُ: وَيُسَمَّى مِيثَاقَ الذَّرِّ: نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْمِيثَاقُ الثَّانِي: فَيُسَمَّى مِيثَاقَ الْفِطْرَةِ: نعم اخي: وَالْفِطْرَةُ: هِيَ الْهَيْئَةُ الَّتِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا: أَيْ خَلَقَهُمْ عَلَيْهَا: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً(أَيْ مَائِلاً عَنِ الشِّرْكِ اِلَى التَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ{فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ(أَيْ لَاتَغْيِيرَ لِخَلْقِ اللهِ: اِلَّا اِذَا اسْتَجَابُوا لِاَمْرِ الشَّيْطَانِ فِي قَوْلِهِ لَعَنَهُ اللهُ{وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ(مِنَ التَّوْحِيدِ اِلَى الشِّرْكِ فِي قُلُوبِ الْبَعْضِ: نعم اخي: فَهَذِهِ قَاعِدَةٌ شَيْطَانِيَّةٌ شَاذَّةٌ عَنِ الْقَاعِدَةِ الْاِلَهِيَّةِ التَّوْحِيدِيَّةِ الصَّحِيحَةِ: نعم اخي: وَالْحَنِيفِيَّةُ التَّوْحِيدِيَّةُ: هِيَ فِطْرَةُ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى: خَلَقَ عِبَادَهُ حُنَفَاءَ: نعم اخي: وَكَلِمَةُ حُنَفَاءَ: أَيْ اَنَّهُمْ بِطَبِيعَتِهِمْ فِي فِطْرَتِهِمْ اَوْ خِلْقَتِهِمْ لَوْ اَنَّهُمْ تُرِكُوا عَلَيْهَا: فَاِنَّهُمْ يَمِيلُونَ عَنِ الشِّرْكِ: وَيُرِيدُونَ تَوْحِيدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ: فَاَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ: اَوْ يُنَصِّرَانِهِ: اَوْ يُمَجِّسَانِهِ: كَمَا تُولَدُ الْبَهِيمَةُ جَمْعَاءَ: هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ: نعم اخي: وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: اَنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ: يُولَدُ عَلَى فِطْرَةِ التَّوْحِيدِ: أَيْ عَلَى هَيْئَةِ التَّوْحِيدِ: أَيْ اَنَّ التَّوْحِيدَ غَرِيزَةٌ مَفْطُورَةٌ: أَيْ مَزْرُوعَةٌ فِي جَسَدِهِ وَقَلْبِهِ: لَوْلَا وُجُودُ الْعَقْلِ الَّذِي يَشْطَحُ بِهِ لَاحِقاً اِلَى الشِّرْكِ: سَوَاءً كَانَ عَقْلَهُ: اَوْ عَقْلَ اَبِيهِ وَاُمِّهِ الْيَهُودِيَّيْنِ: اَوِ النَّصْرَانِيَّيْنِ: اَوِ الْمَجُوسِيَّيْنِ: اللَّذَيْنِ يَجْعَلَانِ مِنْهُ يَهُودِيّاً: اَوْ نَصْرَانِيّاً: اَوْ مَجُوسِيّاً: وَاِلَّا فَاِنَّهُ يُولَدُ كَامِلاً لَاشِيَةَ فِيهِ وَلَاشَائِبَةَ مِنْ عَيْبِ الشِّرْكِ: كَمَا تُولَدُ الْبَهِيمَةُ جَمْعَاءَ: أَيْ كَامِلَةً لَاعَيْبَ فِيهَا: وَجَمِيعُ اَعْضَائِهَا سَلِيمَةٌ: هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ: أَيْ هَلْ تَشْعُرُونَ بِخَلَلٍ فِيهَا اَوْ عَيْبٍ خَلْقِيٍّ: هَلْ تُولَدُ مَقْطُوعَةَ الْاُذُنِ مَثَلاً: نعم اخي: فَلَوْ اَتَيْتَ بِبَهِيمَةٍ: اَوْ بِقَرَةٍ مُسَلَّمَةٍ لَاشِيَةَ فِيهَا وَلَاعَيْبَ: ثُمَّ قَطَعْتَ اُذُنَهَا: ثُمَّ مَرَّتِ الْاَيَّامُ: فَاِذَا بِهَذِهِ الْبَهِيمَةِ الْمَقْطُوعَةِ فِي اُذُنِهَا: تَلِدُ بَهِيمَةً اُخْرَى هِيَ ابْنَتُهَا: فَهَذِهِ الْبَهِيمَةُ الْمَقْطُوعَةُ: هَلْ وَلَدِتِ ابْنَتَهَا مَقْطُوعَةَ الْاُذُنِ مِثْلَهَا: اَمْ وَلَدَتْهَا سَلِيمَةً فِي اُذُنِهَا: وَاَقوُلُ لَكَ اَخِي: بَلْ تَلِدُهَا جَمْعَاءَ: أَيْ اَعْضَاؤُهَا مُجْتَمِعَةٌ كَامِلَةٌ لَانَقْصَ فِيهَا كَالنَّقْصِ الَّذِي فِي اُمِّهَا: وَاَمَّا الْجَدْعَاءُ: فَهِيَ مَقْطُوعَةُ الْاُذُنِ: نعم اخي: فَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لَكَ: اِذَا قَطَعْتَ عُضْواً مِنْ اُمِّهَا: فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ الْاُمَّ سَتَلِدُ ابْنَهَا اَوِ ابْنَتَهَا مَقْطُوعَةً مِثْلَهَا: بَلْ سَتُولَدُ سَلِيمَةً جَمْعَاءَ: بِاَعْضَاءٍ مُجْتَمِعَةٍ عَلَى الْكَمَالِ: لَامُجْتَمِعَةٍ عَلَى النَّقْصِ: وَكَذَلِكَ الْاِنْسَانُ الْيَهُودِيُّ اَوِ النَّصْرَانِيُّ اَوِ الْمَجُوسِيُّ الَّذِي انْتَكَسَتْ فِطْرَتُهُ وَبَازَتْ وَخَرِبَتْ وَاَصْبَحَ فِيهَا خَلَلٌ اَوْ نَقْصٌ وَقَطَعُوا عَنْهَا التَّوْحِيدَ وَاَصْبَحَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ: لَكِنَّهُ حِينَمَا يَلِدُ طِفْلاً جَدِيداً فِي الْمُسْتَقْبَلِ: فَاِنَّ هَذَا الطِّفْلَ: كَمَا اَنَّهُ يُولَدُ وَيَحْبُو بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ لِيَمْشِيَ عَلَى الْاَرْضِ: فَاِنَّهُ يُولَدُ اَيْضاً بِاَرْكَانٍ وَدَعَائِمَ مِنَ التَّوْحِيدِ يَمْشِي بِهَا عَلَى الْاَرْضِ: بِمَعْنَى اَنَّهُ يُولَدُ بِفِطْرَةٍ كَامِلَةٍ لَيْسَ فِيهَا نَقْصٌ وَلَا انْتِكَاسٌ وَلَا ارْتِكَاسٌ وَلَا ارْتِدَادٌ: وَاِنَّمَا اَبَوَاهُ هُمَا اللَّذَانِ يَقْطَعَانِ اُذُنَهُ عَنْ سَمَاعِ التَّوْحِيدِ اَوْ عَنْ فَهْمِهِ وَيَجْدَعُونَهَا: اَوْ يَضَعُونَ اَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِ: اَوْ يَجْحَدُونَ بِكُلِّ شَيْءٍ لَهُ آَيَةٌ تَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ آَيَاتِ اللهِ الَّتِي اسْتَيْقَنَتْهَا اَنْفُسُهُمْ: وَلَكِنَّهُمْ اَسْلَمُوا اَنْفُسَهُمْ لِشَيْطَانِ الْعَنَادِ وَالتَّعَنُّتِ وَالْجُحُودِ؟ ظُلْماً وَعُلُوّاً: فَيَجْعَلُونَ مِنْ وَلَدِهِمْ يَهُودِيّاً اَوْ نَصْرَانِيّاً اَوْ مَجُوسِيّاً: نعم اخي: فَالْمِيثَاقُ الْاَوَّلُ: هُوَ مِيثَاقُ الذَّرِّ مِنْ ظَهْرِ آَدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام، وَالْمِيثَاقُ الثَّانِي: هُوَ مِيثَاقُ الْفِطْرَةِ: وَهُوَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى: فَطَرَ عِبَادَهُ: حُنَفَاءَ مَائِلِينَ عَنِ الشِّرْكِ اِلَى التَّوْحِيدِ: فَجَاءَتْهُمْ شَيَاطِينُ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ: فَاجْتَالَتْهُمْ: أَيْ اَبْعَدَتْهُمْ عَنِ الدِّينِ الصَّحِيحِ: وَاَحَلَّتْ وَاَبَاحَتْ لَهُمْ مِنَ الشِّرْكِ وَغَيْرِهِ: مَاحَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح: نعم اخي: وَاَمَّا الْمِيثَاقُ الثَّالِثُ: فَهُوَ مِيثَاقُ الرُّسُلِ: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ فِي قَصِيدَتِهِ الشِّعْرِيَّةِ : وَبَعْدَ هَذَا رُسْلَهُ قَدْ اَرْسَلَا: لَهُمْ وَبِالْحَقِّ الْكِتَابَ اَنْزَلَا: بِمَعْنَى اَنَّ الرُّسُلَ وَالْكُتُبَ: هُمُ الْمِيثَاقُ الثَّالِثُ: وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ التَّكْلِيفُ الَّذِي اَمَرَهُمُ اللهُ اَنْ يُكَلِّفُوا عِبَادَهُ بِهِ: وَهُوَ قَوْلُ الشَّيْخِ حَافِظ: لِكَيْ بِذَا الْعَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ: وَيُنْذِرُوهُمْ وَيُبَشِّرُوهُمْ: بِمَعْنَى اَنَّ الرُّسُلَ: تُذَكِّرُكَ بِمَا فِي دَاخِلِكَ فِي اَغْوَارِ نَفْسِكَ: وَفِي اَعْمَاقِ قَلْبِكَ: مِنْ فِطْرَتِكَ الَّتِي فَطَرَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا: مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ التَّوْحِيدِيَّةِ السَّمْحَاءِ: الْمُضَادَّةِ لِلشِّرْكِ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ: وَاَنَّهَا حَقُّ اللهِ عَلَيْكَ: وَاَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ: وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ بِحَقٍّ: وَغَيْرُهُ لَايَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ: وَاِنَّمَا يَعْبُدُ غَيْرَهُ الْجَاحِدُونَ لَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ: وَالْعَابِدُونَ لِغَيْرِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ اَيْضاً: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ حَافِظُ: لِكَيْ بِذَا الْعَهْدِ يُذَكِّرُوهُمْ: وَيُبَشِّرُوهُمْ وَيُنْذِرُوهُمْ: كَيْ لَايَكُونَ حُجَّةٌ لِلنَّاسِ بَلْ: لِلهِ اَعْلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلّ: أَيْ بَعْدَ هَذَا الْاِنْذَارِ عَنْ طَرِيقِ الرُّسُل ِوَالْكُتُبِ: لَايَكُونُ لِاِنْسَانٍ مَا حُجَةٌ: بَلْ لِلهِ اَعْلَى حُجَّةً عَزَّ وَجَلَّ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي آَيَةِ النِّسَاءِ 165{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ؟ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللِه حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل( بِمَعْنَى اَنَّهُ لَاحُجَّةَ مَقْبُولَةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ: وَلَكِنْ قَبْلَ الرُّسُلِ يُمْكِنُ اَنْ تَكُونَ حُجَّتُهُمْ مَقْبُولَةً: فَيَقوُلُ اللهُ لَهُمْ: لَقَدْ قَبِلْتُ حُجَّتَكُمْ: فَمَاذَا تُرِيدُونَ الْآَن: اَنْتُمْ تُرِيدُونَ الْخَلَاصَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ بِهَذِهِ الْحُجَّةِ الْمَقْبُولَةِ: وَاَنَا آَمُرُكُمْ بِاقْتِحَامِهَا: نعم اخي: وَهَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي سَيَاْتِي مَعَنَا لَاحِقاً فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ: يُرِيدُ اللهَ مِنْ خِلَالِهِ اَنْ يُعْطِيَكَ دَرْساً: وَهُوَ اَنْ تَجْعَلَ لِلْحَقِّ سَبِيلاً اِلَى قَلْبِكَ لِيَخْضَعَ لَهُ: مَهْمَا كَانَ هَذَا الْحَقُّ مُرّاً: وَلَوْ اَحْرَقَ قَلْبَكَ بِمَرَارَتِهِ: وَلَوْ لَمْ تُعْجِبْكَ نَصِيحَتُهُ: فَاَبْشِرْ: فَسَيَكُونُ عَلَيْكَ بَرْداً وَسَلَاماً عَاجِلاً اَوْ آَجِلاً: حَتَّى وَرَدَ اَنَّهُ مَنْ فَعَلَ اَوْ تَرَكَ شَيْئاً لِلهِ: عَوَّضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْهُ: وَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا الْخَيْرُ حَلَاوَةً مِنَ الْاِيمَانِ: وَلَذَّةً لَاتُسَاوِيهَا لَذَّةٌ: يَجِدُهَا فِي قَلْبِهِ: تُشْعِرُهُ بِنَشْوَةِ الْاِيمَانِ وَسَعَادَتِهِ: نعم اخي: فَهَذِهِ الْاَبْيَاتُ الَّتِي قَالَهَا الشَّيْخُ: مُسْتَقَاةٌ مِنْ هَذِهِ الْآَيَةِ: نعم اخي: فَرَبُّنَا تَعَالَى: اَرْسَلَ الرُّسُلَ؟ حَتَّى لَايَكُونَ لِلْبَشَرِ وَالْجِنِّ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ: لَكِنْ مَاذَا عَنِ الْبَشَرِ الَّذِينَ لَمْ يَصِلْ اِلَيْهِمْ اَحَدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الرُّسُلِ وَالْكُتُبِ: وَلَمْ يَسْمَعْ عَنْهُمْ: اَلَيْسَ لِهَؤُلَاءِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلَى لَهُمْ حُجَّةٌ: وَهُمْ اَرْبَعَةٌ: ذَكَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ: يُدْلُونَ اِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحُجَّةٍ: وَهُمْ عَلَى التَّوَالِي: رَجُلٌ هَرِمٌ لَمْ يَسْمَعِ الْاِسْلَامَ اِلَّا وَهُوَ فِي سِنِّ الشَّيْخُوخَةِ لَايَعْقِلُ: أَيْ لَمْ يَعْقِلْ مِنَ الْاِسْلَامِ شَيْئاً؟ بِسَبَبِ ضَعْفٍ: اَوْ قُصُورٍ عَقْلِيٍّ: اَوْ زَهَايْمَرٍ: اَوْ خَرَفٍ اَصَابَهُ: وَاَمَّا الرَّجُلُ الثَّانِي: فَهُوَ رَجُلٌ اَصَمُّ اطْرَشُ لَايَسْمَعُ: وَاَمَّا الرَّجُلُ الثَّالِثُ: فَهُوَ رَجُلٌ مَجْنُونٌ: وَاَمَّا الرَّجُلُ الرَّابِعُ: فَهُوَ رَجُلٌ كَانَ فِي الْفَتْرَةِ: اَيْ وَقْتَ فُتُورِ الْوَحْيِ: بِمَعْنَى اَنَّهُ وُلِدَ بَيْنَ نَبِيَّيْنِ: وَهُمَا نَبِيٌّ سَابِقٌ مَاتَ وَنَسِيَهُ النَّاسُ: وَنَبِيٌّ لَاحِقٌ لَمْ يُبْعَثْ بَعْدُ: اَوْ اَنَّهُ كَانَ بَعِيداً فِي مِنْطَقَةٍ نَائِيَةٍ: لَاتَصِلُهَا دَعْوَةُ الْاَنْبِيَاءِ: وَلَمْ يَسْمَعْ بِهَا: نعم اخي: وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ يُدْلُونَ بِحُجَّتِهِمْ اِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ خَوْفاً عَلَى اَنْفُسِهِمْ اَنْ يَاْمُرَ اللهُ بِهِمْ اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ: فَيَقُولُ الْاَوَّلُ: اَنَا لَمْ اَسْتَوْعِبْ: وَلَمْ اَفَهَمْ مِنَ الْاِسْلَامِ شَيْئاً: كُنْتُ خَرِفاً هَرِماً لَااَعْقِلُ: وَيَقُولُ الثَّانِي: اَنَا لَمْ اَسْمَعِ الْاِسْلَامَ: كُنْتُ اَصَمَّ اَطْرَشَ لَااَسْمَعُ: وَالثَّالِثُ يَقُولُ: كُنْتُ مَجْنُوناً: رُفِعَ عَنِّي الْقَلَمُ: وَالرَّابِعُ يَقُولُ: لَمْ تَبْلُغْنِي دَعْوَةُ اللهِ اَصْلاً: وَلَمْ يَاْتِنِي رَسُولٌ: نعم اخي: فَيَاْتِيهِمُ اللهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ اَنْ يَاْتِيَهُمْ: فَيَاْخُذُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ لَيُطِيعُنَّهُ: فَيَقُولُ لَهُمْ: اُرِيدُ اَنْ اَفْتَحَ مَعَكُمْ صَفْحَةً جَدِيدَةً مُنْذُ الْآْنَ: فَهَلْ سَتَسْمَعُونَ كَلَامِي وَتُطِيعُونَنِي: فَيَقُولُونَ نَعَمْ: فَيَاْمُرُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ: نعم اخي: يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: فَمَنْ دَخَلَهَا: كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً: وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا: يُسْحَبُ اِلَيْهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ: نعم اخي: وَالْخُلَاصَةُ: اَنَّ هُنَاكَ حُجَّةً لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرُّسُلُ: وَاَمَّا مَنْ بَلَغَتْهُ الرُّسُلُ: فَلَيْسَ لَهُ حُجَّةٌ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل(نعم اخي: لَكِنْ بَعْدَ اَنْ جَاءَتِ الرُّسُلُ: وَذَكَّرَتِ النَّاسَ بِالْمِيثَاقِ الْاَوَّلِ: وَهُوَ مِيثَاقُ الذَّرِّ: وَذَكَّرَتْهُمْ اَيْضاً بِالْمِيثَاقِ الثَّانِي الَّذِي اَخَذَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ فِيهِ اَيْضاً: وَهُوَ مِيثَاقُ الْفِطْرَةِ: وَاَوْضَحَتْ لَهُمُ الْحُجَّةَ: فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَةُ بَعْدَ ذَلِكَ؟ يَقُولُ الشَّيْخُ: فَمَنْ يُصَدِّقُهُمْ بِلَا شِقَاقِ: فَقَدْ وَفَّى بِذَلِكَ الْمِيثَاقِ: نعم اخي: وَالشِّقَاقُ: اَنْ تَجْعَلَ اللهَ وَرَسُولَهُ فِي شِقٍّ: وَتَجْعَلَ نَفْسَكَ فِي شِقٍّ: أَيْ طَرِيقٍ مُخَالِفٍ لِشِقِّهِمَا: أَيْ طَرِيقِهِمَا: اَوْ طَرِيقَتِهِمَا: فَهَذَا هُوَ الشِّقَاقُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاءِ{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى(أَيْ مَنْ يَجْعَلِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ الْعُلَمَاءَ وَاِجْمَاعَهُمْ عَلَى مَسْاَلَةٍ شَرْعِيَّةٍ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ فِي شِقٍّ: ثُمَّ يَجْعَلْ نَفْسَهُ فِي شِقٍّ اَوْ طَرِيقٍ مُخَالِفٍ لِاِجْمَاعِهِمْ: وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ: نُوَلِّهِ مَاتَوَلَّى: وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ: وَسَاءَتْ مَصِيراً{ذَلِكَ بِاَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ(أَيْ جَعَلُوا اَوَامِرَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالْعُلَمَاءِ فِي شِقٍّ: وَجَعَلوُا اَنْفُسَهُمْ فِي شِقٍّ مُخَالِفٍ لَهَا جَمِيعاً: مُتَجَاهِلِينَ لِاَنَّ سَبِيلَ الْمُؤْمِنِينَ الْعُلَمَاءِ بِمَا اَجْمَعُوا عَلَيْهِ مِنْ مَسَائِلِ الْعِلْمِ: هُوَ سَبِيلُ اللهِ وَرَسُولِهِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي اَدْعُو اِلَى اللهِ: عَلَى بَصِيرَةٍ اَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي(وَمُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمُ(الَّذِينَ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْعُلَمَاءِ: وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ: فَمَنْ يُصَدِّقُهُمْ بِلَاشِقَاقِ: أَيْ مَنْ يَجْعَلْ نَفْسَهُ فِي حِزْبِ اللهِ وَتَحْتَ رَايَةِ التَّوْحِيدِ: وَلَمْ يَذْهَبْ اِلَى الشِّقِّ الْآَخَرِ الْمُخَالِفِ: أَيْ لَمْ يَشْقُقْ اَوْ يَحْفُرْ لِنَفْسِهِ طَرِيقاً مُخَالِفاً لَهُمْ: فَقَدْ وَفَّى بِذَلِكَ الْمِيثَاقِ: وَذَاكَ نَاجٍ مِنْ عَذَابِ النَّارِ: وَذَلِكَ الْوَارِثُ عُقْبَى الدَّارِ: نعم اخي: وَهَذَا هُوَ الصِّنْفُ الْاَوَّلُ: وَاَمَّا الصِّنْفُ الثَّانِي: فَيَقُولُ عَنْهُ الشَّيْخُ: وَمَنْ بِهِمْ وَبِاْلِكَتابِ كَذَّبَا: وَلَازَمَ الْاِعْرَاضَ عَنْهُ وَالْاِبَا: فَذَاكَ نَاقِضٌ كِلَا الْعَهْدَيْنِ: مُسْتَوْجِبٌ لِلْخِزْيِ فِي الدَّارَيْنِ: بِمَعْنَى اَنَّ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالْكُتُبِ وَبِالرُّسُلِ حِينَ تَاْتِيهِ: فَهُوَ بِفِعْلِهِ ذَلِكَ نَقَضَ الْعَهْدَيْنِ: أَيِ الْمِيثَاقَيْنِ: وَهُمَا عَهْدُهُ الْاَوَّلُ: عِنْدَمَا اَشْهَدَهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ فِي ظَهْرِ اَبِيهِ آَدَمَ: وَعَهْدُهُ الثَّانِي: الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ: نَعَمْ نَقَضَ الِاثْنَيْنِ مَعاً: وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ: وَنَسْاَلُ اللهَ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً لَكُمْ: وَلِمَشَايِخِكُمُ النُّصَيْرِيِّينَ الْمُوَالِينَ وَالْمُعَارِضِينَ: وان شاء الله: ان احيانا الله الى قابل: نكمل شرح هذه الارجوزة الموفقة الى كل خير: وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

  رد مع اقتباس