عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 09 / 2022, 14 : 11 AM   #1
فتى الجميزه 
" شاعر "

 


+ رقم العضوية » 53052
+ تاريخ التسجيل » 21 / 05 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 7,118
+ معَدل التقييمْ » 10662
شكراً: 3
تم شكره 127 مرة في 118 مشاركة

فتى الجميزه متواجد حالياً

افتراضي من عجائب اللغة العربية

قال:النساء هن الدواهي والدواء هُـنَّ لاطيب للعيش بِلا هُنَّ والبلاء هُنَّ

قالت:والرجال هم المرهَم والمُرُّ هم لاطيب للعيش بِلا هم والبلاء هُم





هنا في هذاين البيتين نجد مديح للرجل والمرأة وفي نفس الوقت كلام سلبي. فالقول الأول عن النساء يقول الشاعر النساء هن الدواهي أي فيهن من الكيد والشر لدرجة الدهاء. ثم يقول. والدواء هن. أي هن كالدواء الشافي للعليل والمتعسر. فلا حلاوة ولا طعم للعيش والحياة بدونهن. ثم يعود ويقول والبلاء هن. أي هن سبب البلاء والشر. والفتن. فالشاعر هنا يتكلم عن جمال مكانة المرأة في الحياة كيف تكون كالدواء الشافي والحياة لا تحلو دونهن وفي نفس الوقت يستخلص انهن سبب البلا لكيدهن ودهائن. وطبعاً بعد هذا الكلام الذي زلزل عرش المرأة وجرح محاسنها وجميل عشرتها. تشمر عن يديها وترد على ذلك الكلام لتقابله بكلام يقدح بالرجل وفي نفس الوقت تمدح حقيقته. فتقول والرجال هم المرهم والمر هم. هنا تقر بحقيقة واقعية وهي أن الرجال كالبلسم والمرهم للجرح فهم سبباً لهدوء الروح ولكن على الرغم من ذلك هم كطعم المر العلقم .الذي ينكد العيش ويجعله مراً كالحنظل. ولكن لا طعم للحياة والعيش بدونهم فهم حلاوة الحياة وروحها على الرغم من البلاء والشر الذي يأتي منهم. إذاً نجد في هذه الأبيات الشعرية جمالاً حسياً في استخدام اللغة العربية فالقاريء للوهلة الأولى يظن أن الكلمات تحمل نفس المعنى ولكن الشاعر هنا تفنن في استخدام كلماته ليضفي على المعاني وشاحاً جذاباً يبهر القاريء ويجعله يتحير بجمال المضمون والمبنى. وساعده على ذلك تركيزه على علم البديع والبيان. فقوله في البيت الأول النساء هن الدواهي والدواء هن. هنا نجد جناس ناقص في الدواهي والدواء هن. كما نجد فيه مقابلة بين الشر والكيد في. .الدواهي. .والخير والفائدة في. .الدواء هـن. .كما نجد كناية في الدواهي. عن حنكة المرأة ومدى قدرتها على تغيير الأمور لصالحها وقوتها وسياستها. وفي قوله والدواء هـن. هنا كناية عن طيب معشرها ودورها الإيجابي والمهم في حياتنا فهي لا غنى عنها. ثم يقول. لا طيب للعيش بلاهن والبلاء هن. هنا يستخلص أن لا طعم للحياة بدونهن ولكن هن سبب البلاء والشر. أيضا هنا نجد مقابلة بين الدور الإيجابي والدور السلبي للمرأة. كما نجد جناس تام في بلاهن والبلاء هـن. وفي البيت الثاني الذي يتناول الرجل بسلبياته وايجابيته. يقر بأن الرجل هو كالبلسم الشافي لآلام النفس ولاطعم للحياة دونهم مع أنهم هم العلقم والمرارة وسبب لكل بلاء اذاً هنا الشاعر ينتهج نفس أسلوب البيت الأول من حيث الصور والتراكيب. فالمغزى الذي أراده الشاعر أن لولا تذوقنا للطعم المر لما شعرنا بالطعم الحلو وأن الدنيا فيها المرارة وفيها الحلاوة وكذلك النساء والرجال تجد فيهم الخير والشر والهدوء فالخير لابد أن يطغى على الشر والحلاوة ستتغلب على الطعم المر.

سبحان الله وبحمده

سبحان الله العظيم

 

  رد مع اقتباس