عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 04 / 2012, 42 : 08 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي دعوة للغة عائلية محببة



يعيش الناس حياتهم بأساليب مختلفة، فمنهم من يعيشها بمتعة وحب، ومنهم من يمضيها بتعب جسدي ونفسي، ومنهم من يمضيها بدون أي أحساس بحلاوتها.
كنت مع أسرتي في أحد المطاعم، وكانت تجلس بجوارنا عائلة مكونة من الوالدين وبناتهما وأبنائهما الخمسة الذين كانت أعمارهم تتراوح تقريباً بين السادسة والرابعة عشرة، ووصل إلى أسماعنا (رغماً عنّا) الألفاظ التي كان يتبادلها أفراد تلك العائلة فيما بينهم والتي كانت لا تخلو من صفة الأمر والنهي فقط، إضافة إلى أنها كانت عبارات جافة تماماً لا مجال فيها للتقدير أو احترام مشاعر الشخص الموجهة له تلك العبارات، مثل عبارة (هات يا .... ) وغيرها من العبارات القاسية المماثلة، وما ضايقنا أكثر هو أن الوالدين كانا يشاركان أبنائهما نفس الأسلوب والألفاظ، وهنا بطل العجب، وتأكد لي عندها دقة هذا البيت من الشعر:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فشيمة أهــــــــل بيتــه الرقـــص


لقد كانت تلك العبارات المبتورة ذات الاتجاه الواحد التي سمعناها تُعلّل بعض أسباب الجفاف العاطفي الذي تعيشه بعض الأسر حالياً، فخلال فترة تواجدنا بجوار تلك الأسرة الكريمة لم نسمع كلمة ود أو محبة يقولها أحد منهم للآخر، ولهذا ينشأ أبناء وبنات الأسرة "جافين في تعاملهم" اعتقاداً منهم بأن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعامل لأنهم يرون الوالدين يفعلان ذلك.
إن من مبادئ التربية السليمة اختيار الوالدان عند حديثهما لأبنائهما الألفاظ الجميلة مع الابتسامات التي تُظهر محبتهما لهم،لأن اختيار (العبارات الرقيقة) مفيد جداً في بناء النفوس، وتحقيق الصفاء والنقاء لها، والقضاء على ما قد ينالها من العقد النفسية التي يحدثها التعامل السيئ.
فكم هو مريح جداً للنفس أن نستخدم العبارات والكلمات الجميلة ذات الأبعاد العاطفية والتي تساعد في بناء جسور المودة بين أفراد الأسرة بدلاً من استخدام الكلمات الجافة والجارحة أحياناً التي تُبعّد أكثر مما تقرّب.
ما أجمل أن نستخدم تلك الكلمات التي تخفف الألأم وتزرع الآمال في النفوس بدلاً من تلك التي تزيد الجروح وتدعو إلى الإحباط واليأس. ولعل من أبسط وأهم تلك الكلمات، عبارات الترحيب التي تُظهر سعادتنا بتواجدهم،
وعبارات الشكر، والدعاء باستخدام عبارة "جزاك الله خير"، "شكراً لك" وغيرها عندما يقدم أي منهم خدمة لنا،
واستخدام كلمات "من فضلك، لو سمحت" عن طلب أي خدمة، ......
إن تلك العبارات تمنحنا الفرصة لنزيد من طاقاتنا ونقدّم الأفضل،
عندما يسمع الأبناء والبنات من الأب والأم الكلمات العاطفية مثل كلمة أحبك، فإن هذا يعطيهم الأمان ويُشعرهم بوجود المظلة التي تحميهم وتخاف عليهم، وعندما يُظهر الأب والأم محبتهما لبعضهما البعض أمام الأبناء فإن هذه المشاعر تبعث برسائل هامة للأبناء ليعبّروا بدورهم عن مشاعر المودة والمحبة لكافة أفراد الأسرة، فهذه العبارات الجميلة هي إعلانٌ المحبة والمودة التي يمكن أن تُشيع التفاهم بين الناس.
أخيراً، إن انتشار الابتسامات وعبارات المحبة بين أفراد الأسرة أولاً، ثم في المجتمع ككل يجعل الحياة أجمل، ويجعل الجميع عناصر فاعلة لخدمة مجتمعهم بكل محبة وإخلاص.


  رد مع اقتباس