عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 07 / 2011, 33 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أهمية الحياء في حياتنا


( أكثر الناس حياء أكثرهم حباً . . وأرجحهم عقلاً ) . . . لقد لخصّت هذه العبارة الكثير عن سجية الحياء، فالحياء من خلق الكرام الذي يؤدي إلى فعل كل جميل وترك كل قبيح،
فهو من الأخلاق المحمودة التي أمر الإسلام بها وأقرها ورغّب فيها كما ورد في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الحياء لا يأتي إلا بخير] (متفق عليه).
إن الذين يستحون هم من أكثر الناس إحساساً بالمسئولية لأن حياؤهم يجعلهم يحرصون على عدم الوقوع في الأخطاء.
ولقد أعطى لنا التاريخ نماذج لعظماء حكمت تصرفاتهم الخشية من الله . . وحكم تعاملهم التواضع . . وحكم تصرفهم الزهد . . وحكم كرمهم العطاء بدون حدود . . ، وكان العامل المشترك لهذه الشخصيات هو تميزهم بالحياء.
ولعلنا نجد هذه الصفات بكل وضوح في شخصية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه والمعروف عنه شدة الحياء وكما ورد في عدد من الأحاديث النبوية ومنها الحديث الشريف الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول فيه صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: [ . . ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " ] (أخرجه مسلم)، حيث كان رضي الله عنه من أكثر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية لله، متواضعاً، زاهداً، قدّم الكثير من المآثر للإسلام والمسلمين لعل أشهرها تجهيزه رضي الله عنه لجيش " العسرة " من ماله الخاص.
بدأت بهذه المقدمة عن الحياء بعد أن رأيت خلال الأسبوع الماضي مشهداً أظهرا لي كيف أن الحياء كنز يجب المحافظة عليه، وكيف أنه عندما يُفقد من شخص فإن ذلك الشخص يتحول إلى إنسان مسخ لا يُقدّر ولا يكترث فيما يبدر منه سواء في مظهره أو قوله أو حركاته.
المشهد حدث عندما كان عليّ الانتظار في احد المطاعم لحين تجهيز طلبي لأخذه إلى المنزل، وفي تلك الأثناء كان معظم من كانوا في صالة المطعم يتابعون من خلال الشاشة الكبيرة مطربة كانت تغني في إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، وكانت كاميرات التلفزيون تتنقل بين "المطربة"، "الفرقة الموسيقية"، و مجموعة كبيرة من الرجال يرتدون الزي الخليجي بعضهم قد جاوز الخمسين من العمر - كما اعتقد- كانوا حاضرين لتلك الوصلة الغنائية.
في البداية استغربت تواجد هؤلاء "الشباب الكهول" في المكان الذي كانت المطربة تغني فيه، وزاد استغرابي بعد دقيقتين حينما نهض بعضهم وأخذوا يتراقصون ويتمايلون مع أداء المطربة، وبدأ "هز الوسط والأرداف" وبقية أجزاء الجسم من قبل هؤلاء الكهول.
حقيقة كان منظرهم مقززاً ولا يتناسب مع أعمارهم ولا هيئاتهم،ولا كونهم قدوة لغيرهم.
فبدلاً أن نتعلم منهم الحياء وجدناهم قد أزالوا حاجز الحياء تماماً، ذلك الحاجز الذي يجعل الإنسان أكثر ما يكون محاسبة لكلامه ولتصرفاته خشية الوقوع في الأخطاء.
إن الحياء هو لجام العقل الذي يمنع الانفلات وبالتالي يمنع الوقوع في الأخطاء، وهذا هو ما نص عليه الحديث الشريف الذي رواه أبي مسعود عقبة بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إذا لم تستحي فاصنع ما شئت]. رواه البخاري.

إذن نحن بحاجة إلى الحياء الذي يفرض احترام الآخرين لنا ولتصرفاتنا،
ونحن بحاجة إلى الحياء الذي يمنعنا من التطاول على الغير،
وبحاجة إلى الحياء الذي يبعدنا عن الثرثرة المزعجة للغير،
بحاجة إلى الحياء الذي يزيد من تآلفنا مع بعضنا البعض،
وبحاجة إلى الحياء لأنه شعبة من شعب الإيمان.


ولله در الشاعر أبو تمام الذي قال:
إذا لـم تَخْــشَ عاقبـة اللَّـيـالي ولـم تَسْتَحْي فـاصنـعْ مـا تـشــاءُ
فـلا واللـه مـا فـي الْعَيْشِ خيــرٌ ولا الدنيا إذا ذهـــب الحيـــــاءُ

  رد مع اقتباس