الموضوع: حمامة المجلس
عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 12 / 2011, 30 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي حمامة المجلس


عندما يضمنا مجلس مع آخرين لم تكن نعرفهم من قبل فأننا في الغالب نحاول معرفة طبيعة من يتواجدون في ذلك المجلس، فننظر في وجوههم، نستمع لما يقولون، نلاحظ ما يفعلون وكيف يتعاملون مع غيرهم.
وفي تلك الأثناء تجد أن بعضهم أو أحدهم قد أرتاح له من في المجلس ودخل إلى قلوبهم وذلك من خلال حواره مع الآخرين، ولأسلوبه المغلف باحترام الغير وباللطف وبالتفاؤل، وللنقاط المفيدة التي يطرحها ويناقشها.
وفي المقابل قد تجد نفسك تنفر من شخص أو أكثر في مجلس بسبب سوء تقديرهم للآخرين، أو لطبيعة ألفاظهم النابية أو الجارحة للغير، أو لعدم منطقية أرائهم، أو بسبب ما يطرحونه ويناقشونه من مواضيع، أو لكل هذه الأسباب مجتمعة، وتصل في النهاية إلى أنك تتمنى لو أنهم يصمتون.

ولهذا فإن الفئة الأولى ممن ذكرناهم سابقاً وهم الذين نرتاح لهم، تمثل البعض الذين يحبون أن يكونوا رسل خير ومحبة بين الناس،
الذين يُفرحهم أن يكونوا مصدر سعادة للغير،
يسعدون بإشاعة النقاء والصفاء أينما ذهبوا،
يغردون كالبلابل في دعوة للابتسام وللحب بين الناس.
وينتهي بنا الأمر إلى أن هؤلاء الناس هم مصادر راحة لمن يعرفونهم، وهم منابع دائمة للأمل بحياة سعيدة، يفرحون بزرع البسمة على الشفاه وعلى مساعدة الغير بكل ما يستطيعون.

ولو نظرنا إلى الفئة الأخرى، فإننا سنجد أنهم في الغالب لا يجدون سعادتهم إلا بنقل الأنباء المزعجة والإشاعات التي تثير البلبلة.
يحرصون على بناء السدود الضخمة من التشاؤم،
لا يحرصون على نشر ما يشرح صدور الغير،
يثبطون عزيمة كل من يحاول أن يُغلّب الخير على الشر.

فما أجمل أن نكون في مجالسنا رُسل محبة بين الناس وخالقهم، وبين الناس بعضهم بعضاً، فإن المجالس لا تضيق بالناس ولكنها تضيق بتصرفاتهم.
وأخيراً، هذه دعوة من الشاعر على الجندي في بيت من الشعر يدعونا فيه لأن نكون في مجالسنا ممن يدعون إلى الخير والمودّة، وليس ممن يدعون إلى غير ذلك:

وكـــن بلبلاً تحلو الحيــــاة بسجعـه
ولا تك مثـل البوم ينعب في الردى

دمتم أحبتي بحفظ الله.

  رد مع اقتباس