عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 12 / 2002, 56 : 06 AM   #1
الهايم 
وئامي دائم

 


+ رقم العضوية » 97
+ تاريخ التسجيل » 21 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 63
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الهايم غير متواجد حالياً

افتراضي قصة حقيقية أكثر من رائعة ،،، بطلها حمار !!!!!

روى لي أحد كبار السن قصة عجيبة جدا ، قال لي انها فعلا حقيقية وانها متواتره عند جماعته ، اترك المقدمة هذه ، وادخل في الموضوع مباشرة ، حيث يقول لي :

منذ فترة من الزمن ، وقبل تأسيس المملكة العربية السعودية ، كان الجوع يلعب ويسرح دون رادع في معظم بلاد الجزيرة العربية ، وخصوصا نجد ، مما جعل أهالي هذه المنطقة يهاجرون عنها طلبا للرزق في البلاد المجاورة ، كالعراق والشام وفلسطين ومصر .

وقد عرفت هذه الرحلات بالعقيلات ، عند أهل القصيم ، الحاصل ، ان اثنين من اهل القصيم قررا الهجرة طلبا للقمة العيش ، وتوجها الى مصر المحروسة ، وطبعا هناك عرف متبع في مثل تلك الرحلات ان من لا يملك شيء يعمل طيلة الرحلة خادما للرحالة ، وهذا هو دورهما ، لانهما لا يملكان الا حذائيهما ـ أعزكم الله ـ وفعلا وصلت القافلة الى ارض الكنانة ، وانطلق الجميع كل في حال سبيله .

ولكن هذان الرجلان لم يتفرقا ، وقررا العمل سويا ويقتسمان ما يكسبانه من العمل ـ شركة ابدان ـ لان ليس معهما رأس مال ، وبالفعل ، عملا فترة من الزمن في مزارع الصعيد ، وجمعا مبلغ من المال ، قررا بعد ذلك ترك الفلاحة ، والعمل في نقل البضائع ، وجمعا كل ما يملكانه واستطاعا ان يشتريا حمارا ـ اجلكم الله ـ وعملا عليه سوية ، ذهابا ورجعة الى القاهرة المحروسة .
ولكن في احدى النقليات حدث ما لم يكن في الحسبان !!!
حيث تعب الحمار من كثرة البضائع التي يردفها ، ومرض في الطريق ومات ، فخسرا رأس المال كله ، ووفاء وعرفانا لهذا الحمار الصبور فقد قررا ان يدفناه في الطريق والا يجعلاه فريسة للحيوانات المفترسة .
وفعلا تم دفن الحمار بجانب شجرة ضخمة .
لكن ذهاب رأس المال وتعب السنين والايام له حشرجة والله في الصدر ، مما جعل احدهما يجلس بجانب قبر الحمار ويبكي ويندب حضه .
وفجئة ، جاء جمع من المصريين ـ صعايدة ـ وكانوا في طريقهم للقاهرة وسمعوا بكاء القصيمي ، فعرجوا عليهما ، لعل بهما شيء فيسعفانهما .
واول ما وصلوا قالوا (( فيه ايه ، خير انشا الله ، ماله صاحبك بيبكي ويلطم في نفسه ، عاوزين مساعده ؟ )) .
استحى هذا القصيمي ان يبرر سبب بكائه من اجل حمار !!!
فقال ، هذا قبر صاحبنا ورفيق دربنا مات منذ سويعات هنا فقررنا دفنه هنا ، فقال المصريون : اكيد انتو بتعزوه أوي .
فقال القصيمي نعم فقد كان رجلا صالحا وفيا لا يعصي أمرا .
وكان صبورا ، شكورا ، حليما ، هادىء ، لا تسمع له الا همسا !
ومات من الاعياء الشديد ، كنا نأكل من بركاته ، والان من اين نأكل وليس معنا الا هدمتنا ؟
فقام المصريون باعطائهما بما تجود به النفس ، فقررا الرحيل للقاهرة والعمل بها ، فهي على الاقل مضمونة العواقب .
ودارت الايام والسنون فرجعا بعد الغنى الى القصيم ، واستطاع احدهما ان يملك قافلة بكاملها ، ودارت الايام تلو الايام ، وفي احدى سفراته الى مصر وبعد اكثر من عشرين عاما ، قرر ان يتذكر ايام فقره فأخذ مجموعة من رجاله وابنائه ، ليطلعهم على قصته التي طوال تلك السنين وهو يروي لهم عنها ، واراد ان يبين لهم قوة ذاكرته ، حيث انه لا زال يتذكر مكان دفن الحمار ، فذهب بالجميع الى المكان ، وعند وصولهم ، وجد ان المكان قد تغير عليه ، ولم يبقى من معالمه الا تلك الشجرة الضخمة التي تعد ايامها الاخيرة ، وسط البيوت العامرة ، والتي كانت وقت موت الحمار منطقة جرداء لا سكن بها ، ومما زاد استغرابه وجود مسجد له قبة ضخمة بجانب الشجرة ، وعند اقترابه ، ايقن تمام الايقان ان مدفن الحمار تحت هذا المسجد ، فحزن لانه لابد انهم قد ازالوا رفاته .
ولكن استغرب كثرة الحركة رجالا ونساءا في هذا المسجد ، ووجد المرضى يبكون عنده ، والمسحورين والمجدوبين ومن كل علة ، فقرر الدخول ، ووجد احد السدنة ، فسأله ما الامر ، وماذا يجري بالضبط ؟
فأجابه السادن بأن هذه المسجد بني على ضريح رجل صالح ، وان قبره تحت هذه القبة .
فسأله من هو ؟
فقال ، لا ادري ، ولكن يطلق عليه ابو الكرامات ، هذا كل ما اعرفه عن اسمه الطاهر ، حيث ان سيدي ابو الكرامات كان رجلا صالحاوفيا لا يعصي أمرا .
وكان صبورا ، شكورا ، حليما ، هادىء ، لا تسمع له الا همسا .
وكان من ابناء الجزيرة العربية ونعتقد انه من مكه !
وكان معه صاحبان ، مات هنا ودفناه وبكيا عليه شديد البكاء ، حتى مر عليهم جمع من الاتقياء ، فاعطوهما وساعدوهما من اجل هذا الرجل الصالح الذي يرقد تحت هذا القبة .
ثم قال له (( عاوز بركة من سيدي ابو الكرامات ؟ ))
فبكى هذا القصيمي شديد البكاء من هول الموقف ، ومن ضعف العقول فغلب البكاء على الضحك ، فقرر الا يعود الى هذه البلاد ،وان يحمد الله على نعمة العقيدة ، واوصى ابناءه ، ان يضحوا عن الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، وما زالة اضحيته رحمه الله قائمة حتى الان .

اسم هذا الرجل معروف ، واحفاده يتناقلون هذه القصة من جيل الى جيل .





(( حقوق النشر ليست محفوظة ))

ان الافاعي وان لانت ملامسها

عندالتقلب في انيابــهاالعطــــب

 

  رد مع اقتباس