الموضوع: العمل والنتيجة
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2019, 22 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي العمل والنتيجة

أستوقفني كثيراً أحد المواضيع وعنوانه " بعد 100 عام من الآن"، يصف كاتبه كيف سيكون حالنا بالتأكيد بعد 100 عام من الآن، حيث ستكون قد انتهت آجالنا في هذه الدنيا، وأصبحنا بباطن الأرض بعد أن ننتقل من دار العمل إلى دار الحساب.
قد يتذكرنا أقاربنا وأحبابنا ويترحمون علينا لفترة بسيطة قبل أن تنسيهم المشاغل عنّا، ثم ستأتي أجيال بعدهم لن يتذكرونا، كما هو حالنا الآن مع أباء أجدادنا، ولن يبقى لنا إلّا ما قدمناه من أعمال شاهدة لنا أو علينا لا قدر الله.

هناك سندرك كم كانت هذه الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا بالاستزادة منها سخيفة، سنتمنى لو أننا قد أمضينا أعمارنا كلها في أداء الأعمال الصالحة وجمع الحسنات، ونتمنى أن نعود ولو لدقائق، ولكن سيستحيل ذلك فيصيبنا الندم حيث لن ينفع الندم كما في قوله تعالى: (… قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون:100].
وعن حياة البرزخ فقد أخبر النبي صلّ الله عليه وسلم عن أحوال الناس فيها وهي أن أرواح المؤمنين في الجنة تسرح في الجنة حيث شاءت، وأما الكفار والعصاة مثلما أخبر الله عن آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[غافر:46] فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع، ثم تصير أرواح المؤمنين إلى الجنة، وأرواح الكفار إلى النار، هؤلاء مخلدون في الجنة، وهؤلاء مخلدون في النار، نسأل الله العافية.

الغريب في الأمر هو أننا نعلم الآن علم اليقين بأننا سوف نموت في أي لحظة، ونعلم بأن هذه الدينا ليست بدار قرار، ونعلم عن حياة البرزخ وأنها قد تكون بالنسبة لنا مئات السنين ولكننا مع هذا نضيع الكثير من الأوقات في اللهو المباح وغير المباح بدلا عن الاستفادة من تلك الأوقات في العبادة والأعمال الصالحة التي لن تكلفنا شيء ولا تحتاج لذلك الجهد الكبير.

من نِعم الله علينا أن جعل في حياتنا كمسلمين مواسم كثيرة للطاعات تتمثل في أزمنة وأمكنة ومناسبات يقدر عليها الغني والفقير، المرأة والرجل، العربي والأعجمي تتضاعف فيها الأجور، وتقربنا كثيراً إلى رضوان الله مثل قيام الليل، قيام ليلة القدر، عشر ذي الحجة، صيام يوم عرفة وعاشوراء، والإكثار من الأذكار ومنها الباقيات الصالحات التي وردت في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ". قِيلَ: وَمَا هِي يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: "التَّكْبِيرُ، والتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، والتَّحْمِيدُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّه"، كما جعل البر بالوالدين في حياتهم وبعد مماتهم من أسباب دخول الجنة.

نجتهد كثيراً للنجاح في امتحاناتنا الدنيوية، ولكننا قد لا نتعامل بنفس الاجتهاد لمزرعة الآخرة، ولهذا فنحن مطالبون للاتعاظ بغيرنا طالما بقي من العمر بقية، وحتى لا نندم ونكون ممن تشملهم الآية الكريمة: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الفجر:24].

اللهم إني أسألك الجنة لي ولأحبتي وما قرب إليها من قول وعمل.

  رد مع اقتباس