عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2001, 32 : 12 AM   #1
بقاء 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 504
+ تاريخ التسجيل » 25 / 06 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 257
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

بقاء غير متواجد حالياً

افتراضي (( قـسوة الرحيل))

حزين هذا المساء
عقيمة هي لحظاته المتبلدة .
وكئيبة هذه الجدران التي تفور بحمم السواد
هنا ... في هذا المكان .. في غرفتي التي تعج بكل ألوان المآسي الفاخرة
وتـُأثث بأبدع ما حاكه القدر من صنوف الفجيعة القاتلة
هنا ... كنت َ تشهد معي ولادة الفصول وتبدل السنين
كنت هنا .. تعتلي ضحكتك ملء المكان
آآه .... انه الـــــــــــــحــــــــزن ... في أسمى صوره
محزن ...أن تبحث في داخلك عن مفردات فتقصر عن أن تعبر عن معنى تحمله في داخلك أيضا ً
محزن ... أن نبحث عن إحساس آخر ينقلنا عن مآسينا وعن لحظاتنا الخانقة فلا نجده
محزن جدا ً .. أن لا نستطيع أن نقذف من قلوبنا يأسا تتمدد خلاياه في شراييننا.
محزن جدا ً.. أن تكون مجبرا ً على الضحك وأنت تنزف وتـُشرف على الفناء
محزن جدا ً .... أن تتمنى أن لا يكون لخفقك كل هذا الصدق
محزن جدا ً ... أن تدرك حقيقة ضعفك .. ومدى انكسارك
محزن جدا ً ... أن نـطلق الآه لا لتسمح لنا بمزيد من الحياة .. وإنما بحثا عن راحة أبدية
أ ُدرك الآن جيدا ً أنني ا ُشرف على مرحلة الهذيان
أ ُدرك الآن جيدا ً أنني سوف أستحيل من بعدك إلى رماد
أ ُدرك الآن اكثر من أي وقت مضى لماذا كنتَ تبتسمُ وتتحدث بطريقة أخرى ذلك المساء...
كنتُ أ ُحدق فيك بلهفة لم اعهدها .... كنتُ اطبع كل قسمة من قسماتك الغالية في ذاكرتي
كنتَ تنظرُ إلي بعينيك الخريفيتين التي امتزج بها تعجب ودهشة فرُحتَ تسألني ..!!
ــــ لماذا تنظرين إلي هكذا؟؟؟
كنتُ أود الحديث واعشق الصمت ... كنتُ أتمنى أن يواصل حديثه .. لا بل سيمفونياته الخالدة ... بينما عيناي ترجوه أن يتوقف عن الحديث .. أن لا يجبرني على أن اطبع اكثر من صورة له في مخيلتي
وغاب .... غاب خلف الغيــــــوم ..
وأفيق على أصوات تفوح منها رائحة القسوة كرائحة الحديد حين يقع في أحضان موقد ملتهب
وانتظره ... والأعين ترمقني بنظرات الشفقة
و أتسائل .......؟؟؟
لماذا تتشوق القسوة إلى صداقتي بكل هذا الوفاء ...؟؟
لماذا تعانقني بكل هذه الحرارة واللهفة ؟؟
لماذا يطول انتظاري ..... ولا يأتي ؟؟
ويستحيل العمر لحظة ... والمكان سجن طعنته في خاصرته نافذة يطل منها ضوء بحجم اتساعها .... ضوء تشكل بأشكال تلك الأسياخ الحديدية التي تقف بكل جبروت أمام عيني
واقفز إلى نافذتي .. لعلي أراه كما اعتدت ذلك كل صباح وهو يلوح لي بيديه
اقبض على هذه الأسياخ وملامحي تعانقها بشدة واشعر إنها تنغرس في وجهي وتتصاعد منه رائحة الحريق .... وافقد حواسي وافقد كل شئ وأنا أراه عاجزا عن نزع الأسياخ من وجهي ....
أراه محمولا على أكتافهم وقدماه لا تطأ هذه الأرض التي عشقت خطواته ..
لماذا يفقد الطريق رائحته ؟؟؟
لماذا تفقد الطبيعة جمالها ؟؟؟
لماذا تصر عيناي على إراقة هذه الدموع الساخنة لتمنح الأسياخ القدرة على الانغماس بكل قسوة في وجهي .... وجهي الذي فقد ملامحه بعد رحيلك ؟؟؟
لماذا أ ُدرك الآن .... انك لن تعود .... وأنا أيضا ً لن أعود .
لماذا أ ُدرك الآن .... كم هو محزن هذا المساء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

يالله كتبنها هنا عشان مايزعل الوافي ...............تحياتي

بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقــــــــــ ــــــــــــــــاء

  رد مع اقتباس