عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 07 / 2010, 02 : 11 PM   #1
حبيبكم 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 24212
+ تاريخ التسجيل » 02 / 06 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 217
+ معَدل التقييمْ » 252
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

حبيبكم غير متواجد حالياً

افتراضي ما الحكمة من إخفاء عذاب القبر

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ محمدبن عثيمين رحمه الله
:

"
عذاب القبر من أمور الغيب ، وكم من إنسان في هذهالمقابر يعذب ونحن لا نشعر به ، وكم جار له منعم مفتوح له باب إلى الجنة ونحن لانشعر به، فما تحت القبور لا يعلمه إلا علام الغيوب ، فشأن عذاب القبر من أمور الغيب، ولولا الوحي الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ، ما علمنا عنه شيئاً ، ولهذالما دخلت امرأة يهودية إلى عائشة وأخبرتها أن الميت يعذب في قبره فزعت حتى جاءالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبرته وأقر ذلك عليه الصلاة والسلام ، ولكن قديُطلِعُ الله تعالى عليه من شاء من عباده ، مثل ما أطلع نبيه صلى الله عليه وسلمعلى الرجلين اللذين يعذبان ، أحدهما يمشي بالنميمة ، والآخر لا يستنزه من البول .

والحكمة من جعله من أمور الغيب هي:

أولاً : أن الله – سبحانهوتعالى – أرحم الراحمين فلو كنا نطلع على عذاب القبور لتنكد عيشنا، لأن الإنسان إذااطّلِع على أن أباه ، أو أخاه ، أو ابنه ، أو زوجه ، أو قريبه يعذب في القبر ولايستطيع فكاكه ، فإنه يقلق ولا يستريح . وهذه من نعمة الله سبحانه .

ثانياً : أنه فضيحة للميت فلو كان هذا الميت قد ستر الله عليه ولم نعلم عن ذنوبه بينه وبينربه عز وجل ثم مات وأطلعنا الله على عذابه ، صار في ذلك فضيحة عظيمة له ففي سترهرحمة من الله بالميت .

ثالثاً : أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت كما جاءعن النبي عليه الصلاة والسلام : " لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذابالقبر" رواه مسلم 2868 .

ففيه أن الدفن ربما يصعب ويشق ولا ينقاد الناسلذلك ، وإن كان من يستحق عذاب القبر عذب ولو على سطح الأرض ، لكن قد يتوهم الناس أنالعذاب لا يكون إلا في حال الدفن فلا يدفن بعضهم بعضاً.

رابعاً: أنه لو كانظاهراً لم يكن للإيمان به مزية لأنه يكون مشاهداً لا يمكن إنكاره ، ثم إنه قد يحملالناس على أن يؤمنوا كلهم لقوله تعالى : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ) غافر / 84 ، فإذا رأى الناس هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون آمنوا وما كفر أحدلأنه أيقن بالعذاب ، ورآه رأي العين فكأنه نزل به .

وحِكَم الله سبحانهوتعالى عظيمة ، والإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يجزم بخبر الله أكثر مما يجزم بماشاهده بعينه ؛ لأن خبر الله عز وجل لا يتطرق إليه احتمال الوهم ولا الكذب ، وماتراه بعي*** يمكن أن تتوهم فيه ، فكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال، وإذا هي نجمة ،وكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال وإذا هي شعرة بيضاء على حاجبه وهذا وهم ، وكم منإنسان يرى شبحاً ويقول:هذا إنسان مقبل، وإذا هو جذع نخلة ، وكم من إنسان يرى الساكنمتحركاً والمتحرك ساكناً ، لكن خبر الله لا يتطرق إليه الاحتمال أبداً.

نسأل الله لنا ولكم الثبات ، فخبر الله بهذه الأمور أقوى من المشاهدة ، معما في الستر من المصالح العظيمة للخلق . والله أعلم ."

مجموع فتاوى الشيخبن عثيمين رحمه الله 2/

  رد مع اقتباس