الموضوع: شيوخ وشيوخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 09 / 2012, 24 : 09 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي شيوخ وشيوخ


من أكثر الألقاب أو المسميات التي يتداولها الناس فيما بينهم هي مسمى "شيخ"، والذي تم تعريفه على أنه من استبانت فيه السن، وظهر عليه الشيب، وقد يطلق لغة على ذي المكانة والشأن، وقد كانت تُطلق في الأساس على كبير السن كما ورد في القرآن الكريم { . . . وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }(القصص:31)، ثم أصبحت تُطلق بعد ذلك على كبير القدر بعلمه الديني كما هو في حالة "شيخ الإسلام" أبن تيمية، واصبح فيما بعد يُطلق على علماء الدين الأفاضل.
لن اتحدث عن هؤلاء المشايخ الين نجلهم ونحترمهم، ولكني أريد ان أتحدث عن فئات أخرى من الناس نصبّوا أنفسهم شيوخاً (من الباب للطاقة).
من تلك الفئات من المشايخ:-
1- "شيوخ المال"، وهم الذين "شيختّهم" أموالهم، حيث اصبح كل من لديه رأس مال أو مؤسسة شيخاً بعرف من يستفيدون منه. والغالب في معظم هؤلاء أنهم "يستيشخون" فجاءة وبدون مقدمات حيث أن هذه المشيخة المفاجئة ترتبط بميراث أو كسب مشروع أو غير مشروع، كما أنهم يفقدون المشيخة بمجرد زوال المسبب لها.

2- "شيوخ الزواجات"، وهم الذين يصبحون شيوخاً عند كتابة بطاقات الدعوة لحضور مناسبات زواجات ابنائهم وبناتهم، حيث نلاحظ على معظم بطاقات الدعوة عبارة "الشيخ فلان يدعوكم لحضور حفل زفاف ابنه / ابنته ...، ويعتبر هذا النوع من المشيخة على أنه أقصر أنواع "المشيخة" عمراً، حيث تنتهي صلاحيته في الغالب بمجرد انتهاء حفل الزفاف.

3- " شيوخ المنصب"، ومنهم "شيخ الدلالين" في سوق الخضرة وهو الذي يشرف على بيع الخضار والفواكه بالجملة، ومنهم "شيخ الورش" وهو الذي يعتمد تسعيرات إصلاح السيارات المتعلقة بالحوادث المرورية من ورش إصلاح (سمكرة) السيارات.
مما يؤسف له إن بعض من يقومون بهاتين "المشيختين" هم من ذوي الذمم الواسعة التي تتناقض مع المعنى الصحيح لمفردة شيخ.

4- "شيوخ الصنعة"، وهذه الفئة الغريبة من الشيوخ الذين يُنصبّون أنفسهم بأنفسهم شيوخاً وبدون أي تأهيل أو إشعار مسبق. لاحظت مثالاً لهذه الفئة قبل فترة عندما كنت ابحث عن سباك فشاهدت لوحة كبيرة كُتب عليها "شيخ السباكين"، فتوقفت عند ذلك "الدكان الصغير" الذي لا تتعدى 6مساحته امتار مربعة (2م × 3م)، وأخذني فضولي لأسال من سمى نفسه بشيخ السباكين في بعض أمور السباكة العامة فلم أجده يفقه في أكثرها.

ما حفزني لكتابة هذا الموضوع هو ما شاهدته عند مروري صباح أمس في شارع من شوارع جدة حيث كُتب على لوحة أحد المحلات "شيخ الفلافل والحمص"


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

حقيقة، دفعني حب الاستطلاع للتوقف أمام اللوحة وتوقعت قبل دخولي إلى المحل بأن أجد لدى "هذا الشيخ" شيئاً يتميّز به عن غيره من أهل الفول والحمص سواء في الديكور أو في طعم ما يقدمه، ولكن ما شاهدته جعلني أغادر المكان على عجل.

إن هذا "التمشيّخ" يعكس حال بعض الناس الذين قد يكون لديهم شعور بالنقص عندما يقارنون أنفسهم بغيرهم فيحاولون تغطية ذلك بألقاب قد لا تنطبق عليهم ومنها لقب "شيخ" معتقدين بأنهم سيكونون متميزين عن غيرهم، لقناعتهم بأن مفردة "شيخ" هي المفردة الوحيدة في نظرهم التي يمكن وضعها قبل اسم الشخص بدون اشتراط مؤهلات علمية بعكس الدكتور والمهندس وغيرهما من المسميات التي تحتاج إلى مؤهلات أكاديمية للحصول عليها، وفات عليهم بأن الألقاب لا يمكن أن تصنعهم، ولكنهم هم الذين يصنعونها من خلال الجد والاجتهاد والصدق والعمل المخلص، وأن احترام وتقدير الآخرين لنا مرتبط باحترامنا وتقديرنا لهم.

  رد مع اقتباس