الموضوع: شهقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 08 / 2013, 03 : 12 AM   #1
محمد الشدوي 
ضيف

 


+ رقم العضوية » 55791
+ تاريخ التسجيل » 30 / 07 / 2013

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 84
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 10 مرة في 6 مشاركة

محمد الشدوي غير متواجد حالياً

افتراضي شهقة

شهقة

ملامحُ اللَّيلِ تَتلُو سُـورَةَ النَّصَـبِ
وشَهقَةُ النَّـارِ تتلُـو آيـةَ العتبِ

أشكو إلى اللهِ من ليلٍ يُطوِقُني
كَأَنًهُ الفيلقُ المملوءُ بالغَضَبِ

وحدِي وصمتُ الرُّبَى في كُلِّ جَارِحَةٍ
وزَفرةُ الرِّيحِ تَسرِي فِي دَمِ الكُثُـبِ

كَبَيتِ طينٍ تَهَـاوَى تَحـتَ سَارِيَـةٍ
يُصغِي إلى هَدمِهِ الآتي مِنَ السُّحُـبِ

للرِّيحِ عَصـفٌ وللإرْعَـادِ عَاصِفَـةٌ
أينَ النَّجَاةُ؟ فلا يَقوَى علـى الهَـرَبِ

صَمتي يَراعٌ وصَمتُ اللَّيـلِ مِحبَـرَة
يُعَنوِنُ الوَجدَ فِي وِجـدَانِ مُغتَـرِبِ

مَـا آبَ مـن غُربَـةٍ إلا تُطَوِّحُـهُ
أُخرَى إلى لُجَّةِ التَّغرِيـبِ وَالكُـرَبِ

غَنَّاكِ صَمتِي وشوقُ الذِّكرَياتِ لظًى
تَدَثَّرَتْ مِن رَمَـادِ الأمْـسِ بِاللَّقَـبِ

أجَلُّ من انتظـاري مـوتُ عَاطِفَتـي
وقبرُ ها هاهنـا يمتـدُّ فـي خِلَبـي

إذَا سَجَـا اللَّيـلُ هَاجَتنـي مُؤوِّبـةٌ
وأورَقَ الحُزنُ دَمعًا غَيـرَ مُنسَكِـبِ

مَاذَا جَرَى؟واسْتَفَاقَ الجُرحُ في كَبِدِي
فَبِتُّ أطفُو عَلى صَمتٍ مِنَ الصَّخَـبِ

ألمْ تكوني ظــلالاً أستـجيرُ بها
إذا تدثرتِِ البـيداءُ بالَـلًهَبِ


وكنتِ شمساً على أهدابِ رَوعَتهـا
بلابِلُ الفَجرِ تَشْدُو في سَمَا الأدبِ َ
كتبتُ عَينَيكِ حَتَّى لَـم أجِـد لُغَـةً
إلاَّ وسَطَّرتُهَا كُحلاً علـى الهُـدُبِ

بِنَبضِ قَلبي كَتبتُ الشِّعـرَ, لاقَلَمِـي
في صَفحَةِ الوجدِ لا في صَفحَةِ الكُتُبِ

دَمي مدادٌ على الأوراق أُهْـرِقُهُ
شِعــْراً تَدفَقَ من آهـاتِ مُضْطَربِ

أصوُغُ من رِقَّـةِ الأسحَـارِ أغنِيَـةً
تَشُفُّ ألحَانها مِـن رَعشَـةِ الشُّهُـبِ

والنبضُ يبكي على أغصانِ أوردتي
من لوعةِ الحُزنِ لا مِنْ روعَةِ الطَرَبِ

وهَبتُكِ القلبَ أنثَى لاشرِيـكَ لَهـا
يُسَاقِطُ الحُبَّ في كَفَّيـكِ كالرُّطَـبِ

كُلِّي حَنينٌ وخَفقُ الـرُّوحِ أجنِحَـةٌ
تَهُزُّ سَفحَ النَّـوَى شَوقًـا لِتَقتَرِبِـي

حَمَلتُ جُرحِي على أقتَابِ قَافِيَتِـي
ومَشهدُ الموتِ في عينـيَّ لَـم يَغِـبِ

وسرتُ والحـُزنُ درب لاانتهاءَ لهُ
من كلِ صوبٍ رياحُ الحزنُ تعصِفُ بي

حـيُ المواجِــع والآمـالُ ميَتةٌ
ياغـارة الله كم لاقيتُ من تعبِ


مَاكَانَ ذَنـب الَّـذِي وَلاَّكِ خَافِقَـهُ
تَبَّتْ يَـدَاكِ أيَـا حَمَّالَـةَ الحَطَـبِ

ما أتعسَ القلبَ حَظًّا حيـنَ تَذبَـحُهُ
ُكَفُّ الجَرِيمَةِ عُدوَانًـا بِـلا سَبَـبِ

ليتَ الذِّي جَامَ للعُشَّاقِ جَـامَ لَنَـا
كأسًا من الصِّدقِ لا كأسًا من الكَذِبِ

هل كنتِ وهمًا عَلى أوراقِ ذَاكِرتي
من يَزرَعِ الوَهمَ يَجني عَوسَجَ الرِّيَـبِ

سَرَى هُنا في دِمَائي نَبـض أحجِيَـةٍ
سَرِيرة شَمَّ فَاهَا كاشـفُ الحُجُـبِ

نَكَّرتُ عرشَ الهَوى للريحِ فانكَشَفَـت
سَاقُ الحَقيقَةِ في صُبحٍ مـن العَجَـبِ

بُوئي بذنـبك عـلََ الله يغْفـِرهُ
وفَلسِفِي الدَّمعَ في عَينَيكِ وانتَحِبِـي

وفَتِّشِي في خَبَايا اللَّيلِ عَـن وَطَـنٍ
وسـافري في سماءِ الذنبِ واغْتَربي


وغادِرِي مـن شَرايينِـي وأورِدَتـي
ولمَلِمي مَاتَبَقَّـى منـكِ وانسَحِبـي

( وسَلِّمي لي عَلى جُغرَافِيَا وَطَنـي )
وسَلِّمِي لي عَلـى تَاريخِـهِ الذَّهَبـي

وسَلِّمِي لي عَلـى أنقَـاضِ مملَكَـةٍ
كَانت لنَا مَوطِنًا في سَالِـفِ الحِقَـبِ

أمستْ كَملحُـوبِ قفـرا لا أناسُ بهِ
لم يبقْ منها سِوى الَأطلالِ والنُوَبِ


هيَ الحَقيقةُ مِثل الشَّمـسِ سَاطِعَـة
من لمْ يصُنْ مْلكَه يَضحي من السلبِ

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ محمد الشدوي على المشاركة المفيدة:
wafei   (02 / 08 / 2013)