منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

21 / 02 / 2012, 39 : 02 PM

(مع خالص احترامي وتقديري لأخي الحبيب خلف)

طموح الأستاذ خلف لا يحده حدود، خاصة وأن هدفه الدائم هو "خدمة المجتمع" كما يقول، ولهذا فقد كانت خطته في هذه المرة تتجاوز الحدود وليكون مشروعه القادم والذي سيهدف كالعادة إلى "خدمة المجتمع" هو استقدام الأيدي العاملة الماهرة (عشرين خط أحمر تحت كلمة الماهرة)، خاصة وأنه لمس حاجة الكثير من الأسر لهذا النوع من العمالة.

ولهذا قرر الأستاذ الدخول إلى مجال استقدام الأيدي العاملة من الدول المصرح الاستقدام منها خاصة وأن هذا المجال لا يحتاج منه بعد الحصول على الترخيص إلا أن يُسافر سفرة (تمشية) لكل دولة من الدول التي سيتم الاستقدام منها والاتفاق مع كم مكتب لتوريد العمالة المطلوبة.

خطة العمل:
كانت خطة العمل لتنفيذ هذا المشروع تتلخص فيما يلي:-
- اتفاق المكتب مع كل العاملات المنزليات (الشغالات) قبل وصولهن إلى المملكة، على العمل لدى كفلائهن بجد ونشاط لمدة ثلاثة شهور وإلى أن تنتهي فترة ضمان المكتب للعاملة، وبعدين تمسك الباب.

- خلال الأشهر الثلاثة الأولى تطلب العاملة من زوجة كفيلها بأن تشتري لها شريحة جوال علشان تطمئن على أمها المريضة في بلدها، وبعد أن يكون لديها جوال تتصل بدون علم الكفيل بمكتب خلف للاستقدام بجدة لتعطيهم رقم جوالها.

- في بداية الشهر الرابع يقوم سائق الأستاذ خلف بالاتصال بالعاملة عن طريق جوالها ثم يرتب معها كيفية هربها، وبعد ذلك يقوم بنقلها إلى بيت مستأجر.

- يقوم المكتب بعد ذلك (مشكوراً) وكخدمة إضافية للمجتمع بتشغيل العاملات الهاربات عند عائلات أخرى "مزنوقة" برواتب أعلى، وفي هذه الحالة يتحصل المكتب على إكراميات من تلك العائلات الجديدة وكذلك من العاملات لأنهن سيحصلن على رواتب أعلى.( ما شاء الله على هالمكتب . . مثل المنشار).

- يقوم المكتب مشكوراً بإعادة استقدام من يتم إبعادهن من البلاد لأسباب أخلاقية أو غيرها (خدمة للمجتمع . . . مسكين يا ذا المجتمع . . . الكل "يذبح فيه" وهو يقول أنه يخدمه).

- يمارس المكتب – كنشاط فرعي- وبرضه كخدمة للمجتمع عمل السحر والأحجبة للموسوسين من الشعب (يا كثرهم)، ولكل من ترغب بأن تسحر زوجها، ولكل من يرغب بأن يسحر زوجته أو غيرها، وأيضاً لكل من ترغب بأن تربط فلان أو علاّن.

- إيجاد قسم خاص لمضاعفة الأموال وذلك بإشراف طاقم "نصاب محترف" من نيجيريا متخصص في هذا المجال، وعلى أن لا يقل مقدار المبالغ المطلوب مضاعفته في كل مرة عن 500 ألف ريال.

بدء العمل
بدأ العمل في المكتب بحملة إعلانية كبيرة في بعض الصحف، المستشفيات، المساجد، والأسواق وغيرها من الأماكن العامة، حيث تضمّن الإعلان مواصفات كل عاملة منزلية يقوم بتأمينها المكتب، وقد كان من ضمن مواصفات العاملات ما يلي:- :

- مهارة عالية بطبخ كافة الأطباق المحلية الشهية مثل القرصان والجريش، الكبسة، المثلوثة، الحنيني.
- القدرة على تدريس الأبناء كل المواد في كافة المراحل الدراسية وحل واجباتهم.
- القدرة على إصلاح معظم أعطال السباكة والكهرباء التي تحدث في المنزل، كما أن لديهن الخبرة الكبيرة لإصلاح بنشر السيارات.

وكان هناك – وكعادة مشاريع الأستاذ خلف – ضحايا، ومنهم الأستاذ وافي الذي تحصل على تأشيرة "عاملة منزلية" من الفلبين، فطلب من مكتب خلف أن لا يكون عمرها كبير، وافق المكتب على تأمين العاملة المنزلية له بمبلغ 14000 ريال، ولكن لسوء حظ وافي كان عمر العاملة التي حضرت 50 سنة على الأقل. ثم هربت في الشهر الرابع (كما هو مخطط)، وبعد أن راجع وافي المكتب طلب منه المكتب بأن يستخرج تأشيرة جديدة ومن ثم سيقوم المكتب بتأمين عاملة أخرى برسوم جديدة، وقد اقترحوا عليه أن "يدبروا" له خادمة مؤقتة له عن طريقهم وإلى حين وصول العاملة الجديدة وذلك مقابل مبلغ مالي.
وافق الأستاذ وافي بهذا العرض الكريم من مكتب خلف للاستقدام. وحينما أحضر له الأستاذ خلف العاملة المؤقتة أتضح للأستاذ وافي بأن هذه العاملة هي نفس العاملة التي كانت عنده وهربت قبل يومين. . . ( يا سلام على الأمانة)

أما السيدة رحيل فقد أمّن لها المكتب عاملة بسعر 17000 ريال لأن هذه العاملة مدربة (يعني 100%).
بعد وصول العاملة المنزلية إلى بيت السيدة رحيل طلبت من العاملة بأن تنام لترتاح ثم تقوم صباح اليوم التالي لتبدأ عملها. وفي تلك الأثناء ذهبت رحيل إلى السوبر ماركت القريب واشترت احتياجات المنزل ومن ضمنها مواد النظافة من منظفات ومطهرات وملمعات وقماش وخلافه.
وفي الصباح، وبعد أن قامت العاملة المنزلية وصحصحت وأفطرت طلبت منها رحيل أن تضع المنظفات وغيرها من المشتريات في أماكنها الصحيحة.
وبعد ساعة فتحت رحيل الثلاجة لتجد الكلوركس والديتول محفوظة في الثلاجة، بينما وجدت حليب المراعي في دولاب المنظفات . . . . طبعاً نهاية هذه الحالة متروكة لتخيلاتكم.

أنقلب السحر على الساحر حيث أحبت إحدى العاملات المنزليات اللاتي تم استقدامهن من كينيا الأستاذ خلف فسحرته وجعلته يحبها بشدة على الرغم من أن عمرها لا يزال 55 سنة فقط، وأصبح يتغزل بها شعراً باللغة الكينية الفصحى قبل أن يقفل مكتبه ويهاجر معها ليعيش معها في قريتها ومع أحفادها مع قبيلة "الهوتو" في أقصى كينيا حيث الوحوش والسعالوا . . لا كهرباء ولا نت.

فكانت هذه نهاية مشروع مكتب الاستقدام.